تقنية معلومات

الصين تعالج مدمني الإنترنت في قواعد تدريب عسكرية


إدمان الانترنت.. هو حالة نظرية من الاستخدام المرضي لشبكة الإنترنت الذي يؤدي إلى اضطرابات في السلوك، وهو ظاهرة قد تكون منتشرة تقريباً لدى جميع المجتمعات في العالم بسبب توفر أجهزة الكمبيوتر في كل بيت وان لم يكن موجوداً في كل بيت يكفي للفرد الذهاب إلى أحد الاصدقاء أو المقاهي التي توفر له استخدام الانترنت .

ويرجع ظاهرة الادمان على الانترنت لعدة اسباب منها الملل ، الفراغ ، الوحدة ، المغريات التي يوفرها الانترنت للفرد وغيرها الكثير حسب ميول الفرد .

وأول من وضع مصطلح إدمان الإنترنت هي عالمة النفس الأمريكية كيمبرلي يونج، التي تعد من أول أطباء علم النفس الذين عكفوا على دراسة هذه الظاهرة في الولايات المتحدة منذ عام 1994. وتعرف “يونج” إدمان الإنترنت بأنه استخدام شبكة الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً …

كانت تساؤلات عديدة قد برزت علي السطح منذ ما يقرب من عامين ، بعدما أكدت وسائل إعلام صينية أن شابا صينيا بدينا في السادسة والعشرين من عمره توفي في شمال شرق الصين بعد أن ظل يمارس ألعاب الكمبيوتر على الانترنت لنحو سبعة أيام متصلة في عطلة السنة القمرية الجديدة .

وأكد والدا الشاب الذي كان يزن نحو 150 كيلوجراما انه توفي بعد أن قضى أيام العطلة السبعة كلها تقريبا يلعب على الانترنت في منزل الأسرة في جينجو بإقليم لياونينج .

وهذا الأمر تكرر مرة أخري منذ أيام، عندما قالت صحيفة صينية إن طفلا في الرابعة عشر من عمره اصيب بجروح بليغة اثر تعرضه للضرب في معسكر تدريبي اعد لمدمني الانترنت، وذلك بعد ايام فقط من وفاة طفل آخر في اعتداء مماثل.

يذكر ان الاهالي في الصين يرسلون اطفالهم الى هذه المعسكرات التي تعدهم بمعالجة ما تطلق عليه “اختلالات الانترنت” وسط تحذيرات اطلقتها الحكومة الصينية من ان الادمان على الانترنت يستشري بين الاطفال واليافعين.

وتسود في الكثير من هذه المعسكرات – والتي يبلغ عددها في الصين حوالي 200 – ثقافة عسكرية، حيث يجبر الاطفال على الاستعاضة عن الساعات التي كانوا يقضوها امام شاشات الكمبيوتر بالتدريب العنيف.

وقد القت الشرطة القبض على احد المدربين في المعسكر للاشتباه بقيامه بالاعتداء على بو، الا ان ادارة المعسكر تصر على ان زملاء الفتى هم الذين اعتدوا عليه بالضرب.

وكان صبي آخر، ويدعى دنج سينشان، قد قضى من جراء الضرب المبرح الذي تعرض له بعد دخوله معسكرا مماثلا في اقليم جوانجشي جنوب غربي الصين.

وقالت وكالة الأبناء الصينية إن الشرطة القت القبض على 13 من العاملين في ذلك المعسكر بتهمة الايذاء المتعمد وبادارة معسكر تدريبي دون الحصول على الموافقات الرسمية.

وكانت الصين، التي يستخدم 300 مليون من سكانها الانترنت، قد حظرت في الشهر الماضي علاج الادمان على الانترنت بواسطة الرجات الكهربائية، وذلك بعد ورود تقارير اعلامية تحدثت عن قيام طبيب نفسي بمعالجة 3000 مراهق بهذه الطريقة.

أعراض إدمان الإنترنت

مصير مدمني الإنترنت
يحس مدمن الإنترنت بأنه في حالة قلق وتوتر حين يفصل الكمبيوتر عن الإنترنت في حين يحس بسعادة بالغة وراحة نفسية حين يرجع إلى استخدامه، كما أنه في حالة ترقب دائم لفترة استخداماته القادمة للإنترنت، ولا يحس المدمن بالوقت حين يكون على الإنترنت، ويتسبب إدمانه في مشاكل اجتماعية واقتصادية وعملية.

ويحتاج مدمن الإنترنت إلى فترات أطول وأطول من الاستخدام؛ ليشبع رغبته كما أن جميع محاولاته للإقلاع عن الإدمان تبوء بالفشل، وكثيرًا ما يستخدم مدمن الإنترنت هذه الوسيلة؛ ليتهرب من مشاكله الخاصة.

ما الذي يجعل الإنترنت سبباً للإدمان ؟

لاحظ جون جرهول أستاذ علم النفس الأمريكي أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية ، حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخداماً وإسرافاً لإستخدام الإنترنت بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة ، ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيقلل إلى حد كبير من استخدامه له ، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لإستعماله الإنترنت .

بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة فيسرفون في استخدامه ولا يتمكنون من الإستغناء عنه .. ويرى البعض أو حسب بعض الدراسات التي تمت في هذا المجال أن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب الإكتئاب والشخصيات القلقة والذين يعانون من الملل كربات البيوت ويرى آخرون بأن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضاً عرضة للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت ولا يحس المدمن بالوقت ويتسبب إدمانه في مشاكل إجتماعية واقتصادية وعملية .

طريقة تكشف إدمانك للإنترنت

دعنا نساعدك في الكشف عن مدي إدمانك للإنترنت من عدمه ، قم بقراءة هذه الأسئلة ، والاجابة يجب ان تكون فقط بنعم او لا :

1- هل ضيعت من وقت عملك او دراستك بسبب الانترنت ؟

2- هل تأخذ الانترنت كثيراً من الوقت الذي تقضيه بالعادة مع اسرتك و اصدقائك ؟

3- هل اثر استعمال الانترنت الزائد على حياتك الاسرية بشكل سيء و كان سبباً لخلاف ؟

4- هل لجأت للكذب على اصدقائك او اهلك بسبب استخدامك الزائد للانترنت ؟

5- عندما تكون على الانترنت هل تجد صعوبة بالتوقف عن استخدامها حتى لو اصابك التعب او النعاس ؟

6- عندما تغلق الانترنت هل تجد رغبة قوية بالعودة ؟

7- هل تفكر بالانترنت و انت تعمل او تدرس او تقضي وقتاً مع اهلك ؟

8- هل تشعر بانك تلاقي على الانترنت اهتماماً او احتراماً اكثر مما تحصل عليه ممن حولك في حياتك ؟

9- هل اثر استخدام الانترنت على نومك او طعامك؟

10- هل دخول الانترنت هو اول شيء تفكر بعمله عندما تستيقظ من النوم او تعود للمنزل ؟

11- هل اثرت الانترنت بشكل سلبي على تحصيلك المادي او الدراسي ؟

12- هل تشعر بالندم بعد قضاء وقت طويل على الانترنت ؟

13- هل الخلافات و المشاكل او المضايقات في حياتك الشخصية تجعلك تفكر بالدخول الى الانترنت و نسيان همومك ؟

14- هل ترى المناسبات السعيدة سبباً لدخول الانترنت و الاحتفال بها هناك؟

15- هل تكذب احياناً على الانترنت لتظهر بشخصية اخرى غير شخصيتك ؟

16- هل تبرر لنفسك او للاخرين استعمالك المفرط للانترنت على انه شكل من اشكال المعرفة او النشاط الاجتماعي المفيد؟

17- هل ترى نفسك دائما تقضي على الانترنت وقتاً اكثر مما كنت قد قررت مسبقاً ؟

18- عندما تكون مع اهلك و اصدقائك هل تميل باستمرار للحديث عن الانترنت او عن مغامراتك و صداقاتك فيها ؟

19- هل تنفق او تخسر مالاً اكثر مما يجب بسبب استعمالك الزائد للانترنت ؟

20- هل تشعر احياناً انك تقوم بتدمير الذات من خلال استعمالك المفرط للانترنت؟

اذا اجبت بنعم على سبعة او اكثر من هذه الاسئلة فانت تعاني من مشكلة الادمان على الانترنت … وتحتاج للعلاج الفوري…

علاجك عندنا

حسب آراء المتخصصين ، هناك عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت، أول ثلاث منها تتمثل في إدارة الوقت، ولكنه عادة في حالة الإدمان الشديد لا تكفي إدارة الوقت ، بل يلزم من المريض استخدام وسائل أكثر هجومية، منها :

1- عمل العكس : فإذا اعتاد المريض استخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع نطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم نطلب منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان المريض يستخدم الكمبيوتر في حجرة النوم نطلب منه أن يضعه في حجرة المعيشة وهكذا.

2- إيجاد موانع خارجية : نطلب من المريض ضبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله للعمل مثلاً حتى لا يندمج في الإنترنت بحيث يتناسى موعد نزوله للعمل.

3- تحديد وقت الاستخدام : يطلب من المريض تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان -مثلاً- يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيًّا نطلب منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيًّا، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.

4- الامتناع التام: كما ذكرنا فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الإنترنت ، فإذا كان المريض مدمنًا لحجرات الحوارات الحية نطلب منه الامتناع عن تلك الوسيلة امتناعًا تامًا في حين نترك له حرية استخدام الوسائل الأخرى الموجودة على الإنترنت.

5- إعداد بطاقات من أجل التذكير : نطلب من المريض إعداد بطاقات يكتب عليها خمسًا من أهم المشاكل الناجمة عن إسرافه في استخدام الإنترنت كإهماله لأسرته وتقصيره في أداء عمله مثلاً ويكتب عليها أيضًا خمسًا من الفوائد التي ستنتج عن إقلاعه عن إدمانه مثل إصلاحه لمشاكله الأسرية وزيادة اهتمامه بعمله، ويضع المريض تلك البطاقات في جيبه أو حقيبته حيثما يذهب بحيث إذا وجد نفسه مندمجًا في استخدام الإنترنت يخرج البطاقات ليذكّر نفسه بالمشاكل الناجمة عن ذلك الاندماج.

6- إعادة توزيع الوقت : نطلب من المريض أن يفكر في الأنشطة التي كان يقوم بها قبل إدمانه للإنترنت؛ ليعرف ماذا خسر بإدمانه مثل: قراءة القرآن، والرياضة، وقضاء الوقت بالنادي مع الأسرة، والقيام بزيارات اجتماعية وهكذا.. نطلب من المريض أن يعاود ممارسة تلك الأنشطة لعله يتذكر طعم الحياة الحقيقية وحلاوتها.

7- الانضمام إلى مجموعات التأييد: نطلب من المريض زيادة رقعة حياته الاجتماعية الحقيقية بالانضمام إلى فريق الكرة بالنادي مثلاً أو إلى درس لتعليم الخياطة أو الذهاب إلى دروس المسجد؛ ليكوّن حوله مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين.

8- المعالجة الأسرية: في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج أسري بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها إدمان الإنترنت بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض؛ ليقلع عن إدمانه.

المصدر :محيط