عبد الجليل سليمان

الصحفيون والتحلل الجمركي


[JUSTIFY]
الصحفيون والتحلل الجمركي

قال (صلى الله عليه وسلم): “من كانت عنده مَظلمةٌ لأخيه فليتحلَّلْه منها، فإنَّه ليس ثَمَّ دينارٌ ولا درهمٌ، من قبلِ أن يُؤخَذَ لأخيه من حسناتِه، فإن لم يكُنْ له حسناتٌ أخذ من سيِّئاتِ أخيه فطُرِحت عليه”. هذه هي رواية أبو هريرة، وحديث البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة (6534). وفي التفسير يقال: إذا كنت قد آذيت كثيراً جداً من الناس بعضهم بالشتم وآخرين بالغيبة أو الاعتداء أو أتلفت ممتلكاتهم وبددت أموالهم، وغششتهم واحتلت عليهم؟ فلابد على صاحب الحق أن يسامحك؛ ولو أصر على عدم السماح فلا حرج عليه، فقد أباح الله للمسلم السعي للحصول على حقوقه، والقصاص ممن ظلمه بحيث لا يتعدى ولا يجور.
يتعرض الصحفيون لإساءات كثيرة، وظلم كبير، ولا أحد من الذين يظلمونهم يُنادى ويستدعى – على الأقل – (كي يتحلل من ظلمه) كما يُفعل مع النافذين.
ودعوني هنا أحكي قصة زميلنا (مصعب الهادي)، وأحكي القصة هنا بعد أن استوثقت مما لا يحتاج لاستيثاق أصلاً – وهو أن (إدارة الجمارك) وحتى (أقسام الشرطة) ليست مناطق عسكرية يمنع عنها الاقتراب والتصوير، بل هي مؤسسات خدمية (في خدمة الشعب) وليس غيره، وبالتالي فإن تعرض صحفي للضرب ومصادرة كاميرته التي التقط بها صورة لرجل سقط من على (سقالة) منصوبة على مبنى ربما يتبع للجمارك لم يكن يدري هو، وحتى إن كان يدري فما (الداهية) التي ستصيب (الجمارك) جراء التقاط صورة كهذي؟ حتى يأتي (شرطي) فرد، ويجابه الصحفي (مصعب) بعنف بدني ولفظي، ويدون ضده بلاغات عديدة، ويبقيه قيد (الحراسة) إلى الساعات الأولى من الصباح؟
عديد الأسئلة، نريد طرحها لإدارة شرطة الجمارك:
أولاَ: هل مخول لمنسوبيكم منع حاملي القلم والكاميرا من أداء عملهم؟
ثم هل تعتبرون أن مباني الجمارك مناطق عسكرية لا ينبغي أن يقترب منها أحد ويصورها؟
وإذ كنتم تعتبرون ذلك كذلك، فهل يتسق هذا مع عملكم في تقديم الخدمة للمواطنين ليل نهار؟
لا أعرف كيف ستجيبون، لكن ينبغي علينا أن نأتي مباشرة للسؤال الحقيقي، وهو: إذا تعرض أحد منسوبيكم لصحفي أو مواطن لم يفعل ما هو مخالف للقوانين الساريّة فكيف ستتعاملون مع منسوبكم؟
إجابتكم على السؤال الأخير، هي التي ستجعل الصحفيين يتحللون عنكم سلباً أم إيجاباً فالصحفي حين يُصور مناطق غير ممنوع تصويرها قانونياً فإن هذا جزء من عمله ينبغي أن يُحترم، وبالتالي لا ينبغي أن يتعرض لإيذاء بسببه، لذلك ننتظر منكم أن تردوا الحق لصاحبه، بمحاسبة منسوبكم.. وهكذا (تتحللون) مما فعل.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي