أبشر الماحي الصائم

الدولار.. أشرس المعارضين


[JUSTIFY]
الدولار.. أشرس المعارضين

*لا أخشى على الحكومة من تحالف المعارضة الذي حتى الآن بالكاد أنهكته خمس ندوات ميدانية مرهقة (وتوَّرت نفسو)، ولا من الحركات المسلحة التي أصبحت أنشطتها تتمحور في (حرب عصابات وقطاع طرق).
*لا أخشى على الحكومة من أنشطة الأستاذ فاروق أبو عيسى الذي يذهب إلى ميادين الثورة والثمانين في وقت واحد في عصر ثورات الشباب، ولا من دهاء البلدوزر العائد بقوة هذه الأيام السيد مبارك المهدي ولا.. ولا.
* بقدرما أخشى على الحكومة من معارض شرس وعنيد فشلت كل المحاولات حتى الآن لترويضه وتحجيمه، ألا هو (الدولار الأمريكي).. هذا المارد الخطير.
*ويفترض أن الحكومة ممثلة في وزارة ماليتها ومصرفها المركزي وأجهزتها الأمنية الاقتصادية، يفترض أنها تستيقظ كل يوم، لا لتتابع برنامج المعارضة وندواتها الميدانية والطالبية، ولا لحظتها لجر كل أجهزة الدولة لبحيرة الفساد الآسنة، ولكن لتتابع بحذر أنشطة الدولار الأمريكي وتصاعداتها وتداعياتها على معاش الناس.
*هنالك حتى الآن حزب واحد كبير جداً، أكبر وأعظم من كل جماهير الحكومة والمعارضة، إذا قرر هذا الحزب يوماً (الحيلة)، فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر..
*هذا الحب هو حزب (قفة الملاح) بامتياز، الذي برنامجه قفته، وقفته برنامجه، كما الكتيابي في رائعة (جبته قبته وقبته جبته) ودعوني أهتف بها هنا للمرة العاشرة..
مكاء صلاة اليمين عليك
وحج اليسار إليك نفاق
واقطع حد ذراعي رهانا
ستصبح ثم تراهم سماناً
وثم يشد عليك الوثاق
*تنزل جماهير هذا الحزب كل صباح إلى الأسواق وأياديه على قلبه، والأسعار والأسواق كل يوم هي في شأن، والجماهير تختزن في عقلها الباطن بعض الأسى والغضب والثورة، وبطبيعة الحال وتداول الأيام هنالك نقطة فارقة بين متطلبات (قفة الملاح) وجيوب الجماهير، هذه المعادلة المفزعة التي في طريقها للاحتلال، إن لم تحدث معجزة إنتاجية لا يعد لها حتى الآن أحد!
*فلئن واصل الدولار الأمريكي طغيانه في مقابل تراجع وهزال الجنيه السوداني، فلا محالة أن هنالك (نقطة فارقة) ومحطة باهظة، هي محطة اللاعودة، عندها سينفلت عقال الحزب الأكبر وهو ينزل (الطرقات) لأجل لقمة العيش المستحيلة تحت شعار (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق)..
*لحظتها ما أسهل على اليسار أن يركب (ثورة الجياع)، وهو ساعتئذ جاهز ومترع بشعارات البلتاريا وضجيج العمال، يوم أن يخرج كبيرهم الذي علمهم سحر الماركسية وجاذبيتها (.. أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ) وصولاً إلى قمة (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ).
*يفترض والحال هذه أن حوار الحكومة الأبرز والأشهر لصالح (حزب قفة الملاح)، وعقد هدنة وحوار مع الدولار الأمريكي على أن السبيل الأوحد لمقارعة الدولار لا يكون في (فرندات السوق الأفرنجي)، بل إنما يكون في حواشات مشروع الجزيرة، وفي سهول عاصمة الفيتريتة وزهرة الشمس قضارف الخير، وفي ثورة قمح الشمالية المرتقبة..
*وإذا تصالحت الحكومة مع (جماهير قفة الملاح) بحيث تصبح الحياة في متناول يد الجميع، ستكون أخبار الحركات والأحزاب يومئذ مجرد تسلية وتزجية وقت!

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]