جمال علي حسن

الوطني يحتاج.. “كشحة” ماء بارد ليستفيق


[JUSTIFY]
الوطني يحتاج.. “كشحة” ماء بارد ليستفيق

بعد البلاغ الأول وقبل اعتقال الصادق، كنا قد كتبنا وقلنا إن المهدي حقق لنفسه الدعم السريع بعد شكوى جهاز الأمن، وكأن الرجل قد نصرته نواياه الصادقة، ربما لأن تألقه السياسي الآن فاق حد التصور والتوقع.. أما المؤتمر الوطني، فلن يستفيد أي شيء مما يحدث للصادق المهدي الآن من (جرجرة) واعتقال.. كما أن عقلاء الحزب الحاكم يعلمون جيِّداً أن ما سيحققه الصادق من (دعم سياسي) ذاتي وسريع وعلى حساب المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة بعد هذه التداعيات سيعقِّد كثيراً من وضعية المنافسة بالنسبة لحزبهم بعد أن كان هو الحزب الأكثر استعداداً..
اعتقال الصادق ليس (دعماً سريعاً) فحسب، بل مثل الفتوحات السماوية التي قدرها الله لإغاثة هذا الرجل وحزبه بما لم يكن هو نفسه يتوقعها..
كل ساعة وكل دقيقة يقضيها الصادق المهدي داخل محبسه بكوبر.. بحسابات ومعايير الكسب السياسي الجماهيري.. تعادل سنوات من النشاط التنظيمي والسياسي في الشارع.. في وقت دقيق وحساس جداً..
ولو تفاقمت الحالة القائمة الآن وتسببت في تعطيل الحوار، فإن الخاسر الأول هو المؤتمر الوطني.
ولو تفاقمت هذه الحالة ولم تتسبب في تعطيل الحوار، سيعني ذلك أن الصادق المهدي والقيادات المعارضة المشاركة في الحوار ستكسب أكثر من توقعاتها القديمة في حلبة المنافسة الانتخابية.
إن عقلاء المؤتمر الوطني يجب أن يكونوا الآن غير راضين عن هذا النزيف السياسي الذي يتعرض له حزبهم على مستوى مصداقية المرحلة، ثم على مستوى الفرص المتوفرة للمنافسة..
العقلاء عليهم أن يدركوا خطورة تطور هذه الأوضاع وثمنها الباهظ.. وعليهم أن يتحسسوا بيتهم التنظيمي الداخلي ويسترقوا السمع جيِّدا إلى مصدر أصوات التخريب والتأليب و(التحريش) الداخلي ومحاولات استثمار البعض للطبيعة الانفعالية القديمة في الإنقاذ..
أما من يريدون ضرب مشاركة حزب الأمة في الحوار، هم الذين يحرسون الآن القرار الليلي الطارئ الذي أصدره الحزب بوقف مشاركته في الحوار.. وتصعيد الموقف بغير تكتيك موضوعي للاستفادة منه سياسياً، بل التصعيد بنفس المستوى المأمول من التصعيد الانفعالي عند حزب الحكومة حتى (تجوط الحكاية)..
لكن الذي أثق فيه أن الصادق سيتمكن من إعادة ضبط إيقاع مواقفه في اتجاه تحقيق أكبر قدر من المكاسب، أما المؤتمر الوطني فهو الذي يحتاج الآن لمن يرش على وجهه “كشحة” ماء بارد كي يستفيق..

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي