الطاهر ساتي

و أين صاحبي الإمام؟


[JUSTIFY]
و أين صاحبي الإمام؟

:: ومن أروع القصص الشعرية، ما جاد بها خيال أحمد مطر..زار الزعيم المؤتمن بعض ولايات الوطن، وحين زار حيّنا قال لنا : ( هاتوا شكاواكم بصدق في العلن، ولاتخافوا أحداً، فقد مضى ذاك الزمن).. فقال صاحبي حسن : ( يا سيّدي،أين الرغيف واللبن؟، وأين تأمين السكن؟، وأين توفير المهن ؟، وأين من يوفّر الدواء للفقير دونما ثمن؟، يا سيّدي، لم نر من ذلك شيئا أبداً).. قال الزعيم في حزن : ( أحرق ربي جسدي، أكلّ هذا حاصل في بلدي؟، شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي، سوف ترى الخير غداً)..وبعدعام زارنا، ومرة ثانية قال لنا : ( هاتوا شكاواكم بصدق في العلن، ولا تخافوا أحداً، فقد مضى ذاك الزمن).. لم يشتك الناس، فقمت معلناً : أين الرغيف واللبن؟، وأين تأمين السكن؟، وأين توفير المهن؟، وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟، و معذرة يا سيدي.. ( وأين صاحبي حسن ؟).

:: وهكذا تقريباً لسان حال قوى المعارضة التي تواثقت على ( الحوار الوطني).. أي بعد إعلان الحكومة عن حوارها، وافقت قوى المعارضة وطالبت الحكومة بالجدية وإبداء حسن النية بتنفيذ (مطالب البسيطة)، ومنها : إطلاق سراح المعتقلين وإطلاق سراح الأحزاب و إطلاق سراح الصحافة.. وافقت الحكومة على تنفيذ هذه المطالب المسماة شعبياً ب (قولة خير) أو (عربون صداقة)، وأطلقت سراح المعتقلين و الأحزاب والصحافة.. و فرح الرأي العام بهذه البشريات و فرهدت صفحات الصحف بملفات الفساد وتنفست الأحزاب الصعداء و نظمت ندواتها في الميادن العامة.. ثم تم تشكيل آلية الحوار الوطني، وهي اللجنة المسماة ( 7+7)..!!

:: وبالمناسبة، كان يمكن إختصار اسم تلك اللجنة بحيث تسمى ( لجنة أربعتاشر)، ولكن ربما لزوم الموسيقى – أو عشق اللفة الطويلة – إقتضي تسميتها بلجنة ( 7+ 7)..المهم، في خضم الإنتشاء بمناخ الحريات والحوار، تحدث الإمام الصادق المهدي عن قوات الدعم السريع، ثم أخرجت الصحف بعض وثائق فساد مكتب الوالي و آخرين، فغضبت الحكومة و أعادت الحال العام – بدون مقدمات – إلى ( المربع الأول)..ومن آثار هذه العودة، ذهاب الإمام الصادق إلى ( كوبر) و تحليق صحيفة الصيحة في فضاءات ( خبر كان)..وهكذا عاد إلى دنيا الأحزاب وعالم الصحافة مناخ ما قبل الوثبة، أي أتربة الغضب و غبار التوجس والإستياء..!!

:: ويوم الأحد الفائت، كان يوماً طريفاً.. في محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه بحيث يعود مناخ الحريات، قصدت قوى المعارضة التي وافقت على الحوار الوطني عبر آلية تلك اللجنة 7+7- رئاسة الجمهورية، وقدمت للنائب الأول لرئيس الجمهورية قائمة المطالب التي تمهد الطريق للحوار الوطني، وهي ذات المطالب القديمة، أي إطلاق سراح الحريات العامة وحرية الصحافة.. ولكن من غرائب الوضع السياسي الراهن، بعد تقديم قائمة المطالب القديمة، سأل زعماء قوى المعارضة رئاسة الجمهورية : ( وأين صاحبي الإمام؟).. وهذا يعني للأحزاب والصحف والرأي العام أن تلك الوثبة كانت إلى ( الوراء)..!!
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]