نور الدين مدني

الإنقاذ والاتفاق القومي


[ALIGN=JUSTIFY]* من حق أهل الإنقاذ والمؤتمر الوطني ان يحتفلوا بالذكرى التاسعة عشرة لحركة الثلاثين من يونيو 1989 وان كان الواقع السياسي قد أعيد تشكيله عملياً بعد اتفاقية نيفاشا التي خلقت واقعاً سياسياً جديداً منذ عام 2005.
* نحن نعترف لأهل الإنقاذ والمؤتمر الوطني بانجازاتهم المادية التي تحققت خلال سنوات حكمهم وعلى رأس هذه الانجازات استخراج البترول السوداني بكميات تجارية وتصديره، الطفرة الملموسة التي تحققت في عالم الاتصالات وسد مروي الذي يعد من أكبر المشروعات التنموية التي تحققت في عهد الإنقاذ.
* ونعترف أيضاً بأنهم قادوا حواراً لم ينقطع مع الأحزاب والتنظيمات السياسية وأثمر اتفاقاً مشهوراً مع الحركة الشعبية أوقف الحرب في الجنوب واتفاقات أخرى مثل اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي واتفاق جيبوتي مع الأمة، واسمرا مع جبهة الشرق واتفاق التراضي الوطني مع حزب الأمة القومي.
* لكن يجب ان يعترف أهل الإنقاذ والمؤتمر الوطني ان ثمارهم هذه مهددة باستمرار الخلافات الشمالية الجنوبية رغم اتفاقية نيفاشا خاصة في منطقة أبيي وحول قضايا سياسية وقانونية أساسية واستمرار الخلافات الشمالية الشمالية بعد اتفاق أبوجا في دارفور وتطوره اقليمياً ودولياً، وكذلك توجد خلافات جنوبية جنوبية، وكل هذه الخلافات تهدد مستقبل السلام والاستقرار والوحدة في البلاد.
* لذلك ظللنا نبشر وندعو ونحرض على ضرورة الانتقال بكل هذه الاتفاقات بما فيها اتفاق التراضي الوطني من مرحلة الثنائية لتحقيق الاتفاق القومي المنشود والممكن خاصة وان كل الأحزاب والتنظيمات السياسية قد دخلت في السلم كافة ولم تبق سوى بعض الحركات الدارفورية التي يمكن ان تدخل في السلم عبر الاتفاق القومي الذي لا يمكن ان يتجاوز معالجة المسألة الدارفورية ودفع استحقاقات المواطنين المشروعة هناك وكذلك تضميد جراح أبيي وإعادة الحياة الإنسانية والاجتماعية إلى طبيعتها بعيداً عن الفتن والنزاعات وإحداث الإصلاح الاقتصادي الأهم لمعالجة الآثار السالبة للتطبيقات الشائهة لسياسات التحرير الاقتصادي واعتماد برنامج اسعافي لبسط العدل الاقتصادي والاجتماعي وتسريع خطوات التحول الديمقراطي وتهيئة المناخ السياسي والقانوني للتداول السلمي الديمقراطي للسلطة.[/ALIGN] كلام الناس – السوداني – العدد رقم 944 – 2008-06-30