منى سلمان

شوية ملاوزات


[ALIGN=CENTER] شوية ملاوزات[/ALIGN] عندما فكرت فى الكتابة عن النوع الاخر من الخلق، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم، رأيت أن استند الى المرجعية الفقهية، فبما أن عالم الجن من الغيبيات فإن الخوض فيه مع إستصحاب قول القران والسنة يبعدنا عن تهمة الاصابة بالملاوزات !
دخلت إلى موقع قوقال لابحث فى الاسانيد الفقهية، وكتبت على محرك البحث (الجن)، فخرجت بما يفوق المليون وستمائة معلومة، ولكن من كل ذلك (المولد) لم أخرج بما يفيد أكثر من تعريف الجن وأدلة وجوده، ففى موقع (الشبكة الإسلامية) وجدت تعريفا لمعنى الجن والشياطين يقول:
الجنﱡ: ضد الإنس، والواحد جِني وسمي بذلك لأنه يتوارى عن الأنظار ولا يرى.
الشيطان: هو كل عات متمرد سواء من الإنس أو الجن أو الدواب.
قال ابن عبد البر) الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان منزلون على مراتب: فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا: (جني) .. فإن أرادوا أنه ممن يسكن مع الناس ، قالوا: (عامر) والجمع عُمّار وعوامر .. فإن كان ممن يعرض للصبيان، قالوا: (أرواح) .. فإن خبث وتعزّم فهو (شيطان) ..فإن زاد على ذلك فهو: (مارد) ..فإن زاد على ذلك وقوي أمره، قالوا: (عفريت)، والجمع عفاريت والله أعلم بالصواب ).
وفى الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم اجنحة يطيرون فى الهواء، وصنف حيات، وصنف يحلون ويظعنون ).انتهى الإقتباس
* كان لقصص الجان والعفاريت النصيب الأوفر من حكايات طفولتنا والتى لا أدرى كيف نجونا من أن تخلف فينا عقد الخوف وفيونكاته، فمن ما أذكر بوضوح إستماعي فى طفولتي لبرنامج إذاعي يتحدث فيه أحد سكان سواكن عن قصص الجان ويحكي عن مغامرته مع جنية تبعها إلى بئر مهجور حيث نزلت داخل البئر كما لو كانت تنزل بالاسانسير(المصعد)، ولشقيقتي الأصغر حكاية شغلت طفولتنا فكنا لا نمل من تكرارها، وهى أنها رأت ذات مرة عندما استيقظت ليلا، إمرأة وصفتها بأنها:
مرا قصيرة .. وممشطة، ولكنها لم تجزم بأنها كانت (مرهاء) أم (مشلخة)، ولكن ما أكدته إنها رأت تلك المرأة تسري فوق الأرض بدلا عن السير على قدميها، وكأنها أي المرأة تركب على سير الأمتعة فى صالة الوصول فى المطار!!
كل ده كان ممكن نبلعو، لكنها زادت بأن المرا دخلت فى شق على الحيطة (مع إنو الشق ما كان بدخل الضب) !! وحسب تصنيف (ابن عبد البر) يمكن أن نصنف صاحبتا شقيقتي والسواكني بإنهم من نوع الجن الطيار أو العمار الطيارون .
– أما عن المردة والعفاريت فلقد اشتهرت لدينا فى طفولتنا (أم سيرو) وهى عفريتة – حسب حكاوي حبوباتنا عنها – تقيم فى الطرقات وتتخذ ضحاياها من العائدون الى المنازل ليلا فتجعلهم يتوهون عن مقاصدهم ويدورون فى حلقات مفرغة، كما حدث مع جارتنا الحاجة بتول وهى حبوبة طاعنة فى السن كانت حجواتها تلون ليالينا بكل ألوان الرعب من (الدمبعولي) مرورا بـ (البعاتي) وحتى (أم قحقوح) وغيرهم من المردة والشياطين، فقد سقطت حبوبة بتول في بت أم روحها، ضحية لأم سيرو وهى عائدة إلى بيتها ليلا، فصارت تتجول على غير هدى في طرقات الحي إلى أن إهتدت لدكان يقع على ناصية الشارع الذي يقع فيه بيتها، وكان صاحب الدكان يدعى (اللمين) .. سألته وهى فى غاية الإجهاد والخوف:
آآآلمين .. إت بيتنا بي وين؟؟!!
فظن الرجل بعقلها الظنون وإتهمها قائلا: بتول..إنتي سكرانة؟!!
– هناك ايضا نوع من الجان يسمى الأرواح أو الروحانية وهم من النوع اللطيف غير المؤذى والذين يمكن أن يراهم الأطفال أو بعض من خصهم الله بموهبة التعامل مع هذا العالم، ولقد اطلقنا عليهم لقب الشباب، وأنا لا أقول إنني أمتلك هبة رؤية الشباب ولكن لعلي انجبت من يحمل تلك الموهبة، ففى صباح أحد الأيام وبعد أن أديت صلاة الصبح إضجعت على جنبي بجوار إبني الصغير (أيمن) والذى كان وقتها في عامه الثاني .. إستيقظ وبدأ في الحديث معي وبما إنه وقتها كان حديث عهد بالكلام، ولم أكن أفهم معظم كلامه وكثيرا ما استعين بإخوته للترجمة، فلم احاول التركيز على ما يقول وسرحت بعيدا، وفجأة انتبهت إلى إنه يوجه حديثه إلى شخص أو شئ ما خلفى، وبما أن عتمة الفجر لم تنقشع بعد ولم أكن قد قمت بفتح الأبواب مما ينفي إحتمالية أن يكون قد دخل شخصا ما ووقف خلفي .. أثار حديث (ايمن) إنتباهى فتابعته حتى رأيته يشير إليّ بيده ويتحدث مع ذلك (الشئ) بما معناه : (ياها دي)!
سرت القشعريرة فى جسدي وجبنت أن التفت خلفي، وعندما كرر الإشارة قائلا بلهجة واضحة يفهم منها أن:
آآآي.. ياها!!
إستجمعت شجاعتي وسألته:
أيمن .. إنت بتتكلم مع منو؟؟
أجابنى فى وضوح وهو يشير بيده للمرة الثالثة: مع ده !!
طارت من رأسى كل أيات الحفظ والتحصين، وتجمعت فى رأسى قليلا .. قليلا فكرة جعلتني أصرخ:
أوعى يا ولد يكون ده عزرائيل جاي يسأل مني .. ووريتني ليهو يا الفالح ؟!! .

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com


تعليق واحد

  1. الجن جنون نحن في الطفولة كنا نحكي لبعضنا وكنا يوم الونسة تكون في موضوع الحن والعفاريت كان الكوابيس تخيم في دارنا وكنا نخاف حتي في الخوض في الحكاوري اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    ابو وردشان الارتري

  2. ههههههههههههههههااااااااااااي
    …والله يامنى موقف زي دا أرجل راجل ما يقدر عليه..؟
    تسلمي يارب من كل مكروه…ودمتي

  3. صـدقـاً لـكـلامـك أسـتـاذة مــنى أنـا حـصـل لـي مـوقـف مـشـابـه كـنـت جـالـسه مـع صـديـقــتـي وجـارتـي ودخـل عـلـيـنـا ود جـيـريــنـا صـغـيـر ثـلاثـه سـنـوات وكـان يـنـظـر إلـى الاعـلـي فـي الـغـرفـه وقـال دة مـالـوا راكـب هـنـا وأشـار إلـى فـوق فـمـا كـان مـني إلـي ان جـــريـت عـــديـل كــدة

  4. الأستاذه منى تحياتي .الآن فقط اقتنعت بانك (ما دفعةالجماعة الكبار ديلك )والا لكنت ذكرت حكايات اديبنا الراحل الدكتور عبدالله الطيب رحمه الله فله حكايات جميلة عن الجن كنا قد قراناها في المطالعة الوسطي عن الجن في وادي عبقر في صحراء الربع الخالي وهي مذكورة في كتاب كان يسمى سمير التلميذ وقصص الجن فيه مذيلة بقصائد جميلة من تاليف الاديب الراحل
    اما قصة جنية شقيقتك التي دخلت من خلال( جحر ضب خرب) فلدي تفسير غريب لا يخلو من طرافة
    فقد كان لدينا في المرحلة الثانوية استاذ للرياضيات يدعى نمر اتمنى ان يكون موجودا الان… كان يتحدث شارحا لنا مسألة الابعاد فكان يقول انه اي جسم مهما كان مسطحا فله ثلاث ابعاد وهي الطول والعرض والارتفاع او السمك وانه اذا امكن ايجاد جسم له بعدين فقط فانه يستطيع الدخول من خلال حائط مغلق واضاف قائلا انه يعتقد ان اصحاب الكرامات من الاولياء الذين يتم حبسهم في غرف مفلقة ويخرجوا منها فانهم يفعلون ذلك بالتخلص من البعدالثالث لديهم اي السمك ولذا فإن جنية شقيقتك الصغرى قد تكون فعلت الامر نفسه حيث تخلصت من البعد الثالث وانسابت من خلال الشق او جحر الضب ذاك!!!!
    ولكن ثمة امر دائما يحيرني ولم اجد له تفسيرا وهو ان اخواتنا المصريات في شمال الوادي في المسلسلات اذا ذكر الجن يفعلن حركة عجيبة حيث يصوتن بافواههن بما يشبه الصفير ويدرن باصبعهن السبابة حول رؤسهن ويتمتمن بكلام غير مفهوم لطرد الارواح او الجن لا ادري !!! فهل من مفتي؟

  5. اليوم فقط تعرفت عليك وابحرت في مقالاتك لساعات وعند مروري على هذا المقال “لاوزت “و بما انني اقرأ في ساعة متأخرة من الليل فلن اكمله. “صباحتو بيض” لي عودة للمقال مع ظهور الخيط الاول من الفجر