هيثم صديق

مكتب الوالي


[JUSTIFY]
مكتب الوالي

يقول أهلنا في مثلهم الشعبي إن الشفقة على الغنى فقر.. ولعل ذلك ما يعتري الجميع الآن وبالأخص من بعض صغار الموظفين ممن يريدون أن يفعلوا كل شيء في اقصر مدة زمنية ممكنة مما جعل الترهل في الوظائف والبيروقراطية توأما لا ينفصل عن بعضه.. فمع كثرة الموظفين في مجال ما فإنك تجد عنتا كبيرا في إتمام معاملة إلا إذا استقصرت الدرب.. مكتب والي الخرطوم كان لافتا للأنظار قبل مدة في قضية التحلل الشهيرة والتي حظرت النيابة الكتابة عنها.. إلا أن المكتب كان بالأمس لافتا للأنظار من جديد وعشرات الشباب ممن لم يجدوا وظائف قد تحلقوا حوله يقولون إنهم لبوا نداء الوالي الذي طالب كل عاطل بأن يأتي ليوظفه كما قالت المواقع الإسفيرية ذلك وإن أكد الوالي والولاية أن المستهدف هم من يطلبون تمويلا أصغر.. والتمويل الأصغر الحصول عليه أصعب من إيجاد المضاعف المشترك الأصغر لغير شاطر في الرياضيات..
الدولة ملزمة بأن توفر وظائف للخريجين وفق منافسة شريفة بلا واسطة ولا تسهيلات، لكنها لن تستطيع أن تعدل بين الجميع في إيجاد وظيفة وإن حرصت، لأن عدد الشباب المتخرجين أكثر وأكبر من أن يستوعب في وظائف حكومية مما جعلنا نطرق البديل..
والبديل متاح في بلاد أراضيها متسعة وواعدة صناعة وزراعة وتنقيبا، لولا أن إنسانها عموما فيه بعض الكسل وكل الأنفة التي في غير محلها..
كم من شاب يعمل خارج السودان في وظائف هامشية لو أعطي ضعف أجرها ما قبل بها.. كم من شاب باع مراحا من أنعام ليعمل راعيا في قحل براتب أقل مما كان يجده!
لا أكتب ويدي في الماء كما سيظن ظان فلي إخوة وأقارب وأصحاب لا يجدون عملا لكن معظمهم ينتظر أن يهطل عليه العمل هطولا وهو (كلّ) على غيره ويتأفف من أن يعمل عملا شريفا..
لقد عملنا (طلبا) ونحن طلبة ودخلنا السوق لنخرج مصاريف الجامعة ذاك لأن الجميع كان يعمل؛ المحتاج وغير المحتاج.. ومن الزملاء من تزوج قبل الوظيفة..
يحق لمن لم يجد سعة في الرزق أن يهاجر لأن أرض الله واسعة ولكن لا يستقيم أن يترك رجل مزرعته الشخصية ليأتي عاطلا وينام مع عمال في مزرعة غيره.. هناك عشرات الأمثلة ومئات القياسات لذلك..
وهناك آلاف القواسي لمن أراد تعففا بالعمل فلم يجد.. عينوا من هو أقل منه واستوعبوا الأدنى لأنه قريب لجهة أو نفر لتبقي الخلاصة أن انتظار الوظيفة يحتاج إلى لحلحة.. وأن المهدور من الوقت عند النواصي والطرقات وقت كثير
و…
لمن التمويل الأكبر؟

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي