عبد اللطيف البوني

شن جدَ على المخدة؟


[ALIGN=CENTER]شن جدَ على المخدة؟[/ALIGN] هذه المقولة (شن جدَ على المخدة ؟ كيس جديد ولاتنجيد؟) لاهل ام درمان (الزمان) عندما يلحظ الواحد منهم تغييرا دراماتيكا على شيء مألوف0 تذكرتها وانا اتابع فعاليات ملتقى الاعلاميين بالخارج من خلال اجهزة الاعلام تارة وبالحضور المباشر تارة اخرى. فالخطاب الحكومي كان مفعما (بالحنية) وقبول الآخر ومن جانب آخر كان كثير من المشاركين من (المقاشرين) للانقاذ من (قولة تيت) فبدا لي كأن الملتقى عبارة عن مصالحة اوصفحة جديدة بين طرفين كانا في حالة جفوة.
الاستاذ كمال عبد اللطيف رئيس اللجنة التحضيرية كان مركزا في كل اقواله على انهم اهتموا بدعوة المعارضين للانقاذ اكثر من الموالين لها، وان منصة المؤتمر ستكون مفتوحة لكل انواع الطيف السياسي وانه لا سقف للقضايا والاجندة ولاتوجد توصيات مسبقة ولاتصنيف فالكل ابناء السودان. الدكتور نافع على نافع قال انه حزبي ملتزم وسيظل كذلك الى يوم يبعثون ولكنه يعترف ان الاعلام هو الذي يقود السياسة وهو المؤثر الاول على اهل الاحزاب لانه يخاطب الاغلبية المطلقة وهي غير متحزبة 0 لم تكن هناك عمليات تجميل بدليل ان الزيارات الميدانية كانت لدارفور وسد مروي(ليتهم اضافوا جوبا) خلافات الشريكين فرشت على منصة المؤتمر تبادلا الاتهامات و(حتوه قرض) جلسوا مع السيد رئيس الجمهورية وناقشوه في الكثير من القضايا لدرجة قروش جمال الوالي الذي قال عنه الرئيس انه لايدخل في زمرة الاكثر غناء في السودان و(لكنه سخي) تفوهوا بما تقوله مجالس المدينة و(شماراتها) لدرجة اتهام وزير في ذمته 0 البيان الختامي جاء فضفاضا في القضايا الخلافية متوازنا في القضايا القومية محددا فيما يلي اهل الاعلام.
لقد تابعت ماقالته الحكومة بشقيها المتشاكسين من خلال اجهزة الاعلام ولكن كنت محظوظا اذ تابعت ماقاله الاعلاميون للحكومة من القاعة حيث كانت الحكومة غائبة واعلامها كذلك وهذا خلل واضح وندبة في وجه المؤتمر0 في جلسة اليوم الاخير قدم الاستاذ حسن ابوعرفات ورقة عن قضايا الاعلاميين في الخارج كتبها الدكتور عبد المطلب صديق وكانت زاخرة باوضاع وا وجاع وتطلعات الاعلاميين. وابتدر نقاشها الاستاذ محمد خير عوض الله فاضاف وايد وعارض اما مبتدرة النقاش الثانية فهي الاستاذة منى ابوزيد فقد الهبت الاكف بالتصفيق عندما وجهت خطابها للاعلاميين المهنيين اللاحزبيين قائلة يجب يلموا بقضايا دارفور و الجنوب اكثر من المامهم بقضية فلسطين والعراق ويجب ان يفرقوا بين الوطن والحكومات وطالبتهم بحسن تسويق انفسهم مهنيا كما يفعل اهل الجنسيات الاخرى. احد المتداخلين قال اذا اردنا تحسين صورة السودان في الخارج علينا تحسين الاصل اولا فالصورة لن تنفصل من الاصل.
الاستاذ السر سيد احمد قال نيابة عن المؤتمرين ان الموتمر ازال الحاجز بين الحكومة والاعلاميين الى حد ما. وهنا في تقديرنا بيت القصيد فهذا( الحد ما) من ازالة الحواجز تحتاجه الحكومة في جهات اخرى كثيرة خاصة مناطق النزاع فهذه الروح التصالحية التي سادت الملتقى او ربما التي انطلق منها الملتقى نتمنى ان تتسع وتشمل دارفور باعتبارها قضية السودان الاولى الآن فسياسة جبر الخاطر التي اتبعت مع الاعلاميين يمكن ان تنجح هناك اذا تبعتها سياسة جبر الضرر. لكي اكون محددا اكثر ان صوت دارفور الاعلامي المناويء للحكومة يقوم عليه نفر من ابناء دارفور وهم اعلاميون في المقام الاول قبل ان يكونوا محاربين. فيمكن ان يلتقوا مع الحكومة بروحها الجديدة وهنا يأتي دور الاعلاميين الذين شاركوا في المؤتمر والذين كانوا يتبنون قضية دارفور كما يراها اعلاميو دارفور (فيا ملتقى الاعلاميين غرب در).

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22683) بتاريخ (16/5/2009)
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. لك وحشة يا دكتور البوني (قالوا النجوم زادت عدد) كما يقول الثنائي الوطني .. لا تحرمنا من هذا القلم وهذه الكلمات النيرات ..ودمت