منى سلمان

الغالي ما رخصت غلاتو


[ALIGN=CENTER]الغالي ما رخصت غلاتو[/ALIGN] أخرجت (بدور) مرتبتين ومدتهما على سريري الحوش وشدت عليهما الملايات قبل أن تدخل لتحمل في حرص رضيعها الذي لم يكمل الشهرين بعد وترقده على احدهما، صلت المغرب ثم إضجعت تُرضع صغيرها وتراقب حركة باب الشارع مراقبة المشوق المستهام إنتظارا لعودة زوجها من السوق، فقد طالت غيبتها عنه وعن بيتها الصغير حيث فارقته قرابة الشهرين لقضاء (أيام النفاس) في بيت أسرتها وعادت لبيتها بالأمس فقط ..
لم يدم إنتظارها طويلا فقد فُتح الباب ودخل منه (الغالي)، حاولت الإعتدال في رقدتها وأسندت رأسها بباطن كفها ثم رفعت وجهها ورنت إليه في شوق وقالت:
كيف قيّلت يا الغالي؟ .. أريتك طيب.
أجابها بإختصار:
طيب!
جفاء الرد دعاها للنظر في عينيه بإستغراب ، سألته:
خير؟ .. مالك شكلك متغير؟
أجاب بإختصار مرة أخرى:
مافي عوجة!ّ
ظل واقفا بجوار رأسها دون أن يجلس أو يقول شيئا، فإنتابها القلق الشديد وتخلصت من فم الصغير الملح على الرضاعة وإعتدلت جالسة في توجس، سألته:
الليلة إنت ما براك مالك؟ واقف جنب رأسي .. لاك داير تقعد ولا دايرتخش تغير هدومك .. نعل ما مات زول من أهلي؟
زفر في ضيق:
مافي زول مات لكن قومي خلي الجنا ده في محلاتو وأدخلي ألبسي ليك توب بسراع!
لاذ بالصمت ولم يهتم بالرد على تساؤلاتها وحيرتها، فدخلت تلبس ثوبها بيدين مرتعشتين وقد بدأت دموعها في السيلان على خديها الناعمين كمرآة مصقولة .. خرجت من الغرفة ترتجف فأشار لها لتحمل الصغير قائلا:
شيلي جناك.
ثم تقدمها وفتح الباب وخرج .. تبعته كالمنومة مغنطيسيا دون أن تقوى على قول كلمة من غرابة الموقف ومن ملامح الذهول والسرحان في عيني (الغالي) .. سار أمامها على الطريق المؤدي لبيت أهلها وتبعته في صمت بينما تناوشت رأسها الافكار السوداء عن المكروه الذي ألم بأسرتها كما ظنت.
تنحى جانبا بعد أن طرق على الباب ليدعها تدخل أمامه عندما فتحه والدها والذي حياهما في حيرة وإستغراب، لم يرد عليه السلام بل إلتفت إليها قائلا:
أدخلي.
إنتظرها حتى غابت خلف (حيطة النص) التي تفصل بيت الرجال عن منطقة النسوان ثم إلتفت مرة أخرى لنسيبه الحاج وقال:
بتك أنا عفيت منّها!
ثم إنطلق دون أن يضيف كلمة.
نزل قوله كالصاعقة على رأس حاج (الصديق) فأسرع بالدخول على إبنته التي كانت تحاول أن تشرح لهم سبب عودتها بتلك السرعة، وهي لم تغادرهم طوال شهري نفاسها إلا صباح اليوم حين انتقلت لبيت زوجها .. سألها والدها في إشفاق:
خبارك يا بدور يا بتي مع راجك؟ .. نعل ما إتلومتي معاه في شئ؟
نفت بشدة: أبدا والله يا أبوي ما حصل بينا شئ.
تدخلت حاجة (سعدية): هو شن قالك؟
قال الحاج في غضب:
شن بيقول .. قولو خايب .. خيب الله رجاه .. طلّق بتك الما عندو أصل.
مع شهقة الحاجة سقطت (بدور) مغميا عليها بين يدي أخواتها المصدومات .. سرى خبر طلاق (بدور) بت حاج (الصديق) وتناقلته الألسن ما بين مشفق وشامت فقد كانت (بدور) نوارة وزينة بنات القرية وكم أدمت من قلوب شبابها، عندما وافقت في العام الماضي على الزواج من (الغالي) التاجر الغني والذي كان متزوجا من إحدى قريباته وله منها إثنين من البنين قبل أن يفترق عنها بالطلاق نتيجة الخلافات التي إستعصت على أهل الجودية .. ولكن بعد زواجه من جديد سعت طليقته للرجوع وساقت إليه الوساطات لكنه أغلق أذنيه عنها وأكتفى بزوجته الجديدة (بدور) بت الحسب والنسب وجميلة جميلات القرية.
لم تدم حيرة القرية كثيرا عن السبب في طلاق (بدور) .. تهامس الناس عن رؤيتهم عدة مرات لطليقة الغالي وهي تخرج من بيت (فكي عيسى) في أطراف القرية .. وجزمت بعض النسوة بأنها وعدته بأوقية ذهب إن تمكن من التفريق بين (بدور) و(الغالي) بعد إنتهاء نفاسها وعودتها لبيتها .. وصل الخبر لآذان (بدور) وأهلها ولكنهم لاذوا بقوله تعالى: ﴿مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ صدق الله العظيم.
وقد كان، فقبل مرور الشهر انكشفت غمة (الغالي) وعاد يطرق باب (بدور) نادما .. جلس على الأرض أمام قدميها باكيا:
أريتني كان متّا قبال ما أجرح خاطرك الغالي يا غالية .. أنا ما كنتا واعي بي نفسي وكت سويت العملتو ده .. شفتّا لي حفرة سوده كبيرة قدامي وزي ما يكون زول تاني بيتكلم بي لساني ما أنا .. دحين أعفى مني يا بت الكرام وأرجعي معاي معززة مكرمة لي بيتك.
رفعت رأسها عاليا وأشاحت بوجهها تخفي دمعة ترقرقت على عينها وقالت في كبرياء:
يا (الغالي) بعد رخستّا بي .. رجعتني مكسورة خاطر وجناي في كتفي لحمة حمره .. وقصيت قلب أبوي بالخلعة وكت رميت ليهو اليمين سِبة بلا سبب .. دايرني أرجع ليك؟ .. وحاة ابوي .. إن بقيت آخر راجل في الدنيا تاني ما بتمسك يدي .. وإن بقيت قبلة أنا ما بصلي عليك.

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com


تعليق واحد

  1. معنى كلامك انو الغالى ماليه ذنب وحدث ماحدث دون وعيه ( اذا سلمنا بموضوع عمل زوجته الاولى وموضوع الفقرا ) كما ان بدور لاذنب لها فيما حدث ، وان كان معاها الحق فى الرفض الا انها خاسره ، خاصتآ بعد علمها بالسبب والدافع للذى حدث ، وبعد اعتزار الغالى وتاكيد مكانتها ومعذتها هى واسرتها لديه مكان لكبريائها بعد الدمعه التى اخفتها ان يكون قرارها الرفض والا لكانت بيوت كثيره خربت ،،،، وهنا قد يكون رفض العوده لسبب اخر وهو ( جلوسه على الارض امام قدميها باكيآ . كما وصفتى ) وتلك الفعله لا تاتى من الرجال ،، وهى صفة ضعف ، ولا قيمه لرجل ضعيف فى حياة بت الرجال ،،، ولك التحيه والتقدير

  2. الاخت منى سلاماااات بنات حواء فى السودان جابن العجب اى واحده تشوف ليها راجل فى الشارع تنشن عليه وتبدا بالفقرا حتى تجيب الراجل فى القاطر وبذلك تكون قد خربت بيت واحدا اختها

  3. على حسب خبرتي في التعامل من الجنس اللطيف….
    فإن المرأة يمكن أن تغفر عن كل شيء ما عدا ( جرح مشاعرها وأحاسيسها ) وهن بالفعل قوارير كما وصفهن حبيبنا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم..!
    فالمرأة تستطيع أن تتحمل وتصبر مع زوجها على الفقر والجوع والحرمان والمرض وكل مصائب الدنيا….ولاكن لا تستطيع أن تعيش لحظة إهانة من زوجه..؟
    فالنساء(( ما أكرمهمن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم))…
    ودمت لنا ذخراً ومفخره يا سيدة أحفاد عازة ومهيره..!

  4. هام الغالي وظل شاردا بفكره و اصبح يدندن وسط القوم يا “بدور ليه غبتي عن عيني ايه عملت عشان تقاطعيني” التحية لبدور عزيزة بنت عزيز وليذهب الغالي لانه لم يعد غالي.

  5. كنت أعتقد ان الحزن لا يعرف لقلبك سبيلا ولكن أراك و الظاهرقد اغضبك موقف اخينا هذا فأفردت مساحة لا بأس بهل للتراجيديا لكي تأخذ حظها من قلمك فلكل مقام مقال ولكني استشف من مقالتك روح خفية من التهديد بأنه اذا أراد احدنا مثلا زي سيد الناس وكدة ان يلعب بديلو كدة ولا كدة (فحيعرف حاجة) او كما قال اخونا ابو شامة
    (حياكل نيم)
    والحق يقال فأنت تحسدين على جمهورك فهم معك في السراء والضراء .ودمتم

  6. اختي المنينه بت عشه ام الرير دي راجل شنو الما بفهم ده الوليه جاية من وضوع وله منها شهران المفروض اليوم ده زي شهر الع…………… فعلا في نوعيه امثال البالي وليس الغالي

  7. هي لكن ما بالغت عدييييييييل كدا ….

    ما شايفك علقتي على القصة .. هل دا لأنك فخورة بالعملتو البطلة … ولا القصة ما واقعية وهي من تأليفك الخاص .. ؟

    على كل حال غلطانه بدور والغلط راكبا من فوق لتحت …. الراجل واضح انو كان تحت تأثير قوى خارجية … وجاء وإعتذر .. فوق شنو تاني يا بدور ما قصر الراجل…

    الحياة الزوجية إلتزام والمحافظة عليها تتطلب اكثر من الانجراف وراء الرغبات الشخصية وإرضاء الغرور الذاتي .. التنازل سمة اساسية في الحفاظ على الحياة الزوجية .. إلغاء مصطلح الكبرياء وعزة النفس بين الازواج دليل وعي وضمان للحياة الزوجية .. بدور ضحت بكل شي من اجل لاشي ..

  8. بت ابوها تمام استاذة منى والغالى الغشيم قايل بنات الرجال لعبة فى ايده يبدل الوحدة زى ما ببدل موديل السيارة سنويا عموما هى صورة حقيقية معاشة من الحياة العامة سمعت صورا تشابهها ودائما الغالى افندى بياكل نيم وزى قول الحبوبات الترابة فى خشمه :lool: :lool: :lool:

  9. المنينة ياختى و الله رفعتى لى ضغتى لألف

    خصوصاً و أخوك أبو بنات

    على الطلاق بدور صحى بت رجال و نفسها عزيزة و عندها كرامة و عافى منها هييييع

    والله مش أكان قعد أمام قدميها زى ما قلتى أكان لحس كرعينها و شرب بى جزمتها ما ترجعوا ده راجل قليل أدب و ما بعرف الأصول و خسارة فيه كلمة راجل
    هم بنات الناس لعب ؟؟؟؟؟؟

    😡 😡 😡 😡 😡 😡

  10. عفيت منها علي الطلاق كفو وبنت رجال
    خليه يطير الخايب ودة مصير المابيحترم
    شعور الآخرين ويعز العزيز

  11. اول ما قابلها عرفت انو شكلو متغير وانو ما براو ثم لاحقا عرفت انو معمول ليه عمل ( مطبوب ) من طليقته وجاءها بعد شهر ما كان يعلم بحاله الا الله بعد انكشف غمه تندم ليها على ما حصل وانه لم يكن بوعيه . وبعد ده كله ترفض ترجع وترفض تقيف مع زوجها فى محنتو دى طلعت ما بت رجال وخساره فيها التربيه