منى سلمان

أريتو بي وجع الضرس


[ALIGN=CENTER]أريتو بي وجع الضرس[/ALIGN] أحسب أن أبلغ بيت شعر غنائي عبّر عن إجتماع وجع القلب مع أوجاع الجسم واتفاقهما معا، على جعل المعشوق في حالة عشقيّة وصحيّة مستعصية تستدعي اجتماع (اطباء الكون) لعلاجه فيعجزهم، هو:
(مع الآلام هاجت شجوني وأطباء الكون أنا ماعالجوني)
وللتعبير عن شدة وقع الكلام الجارح على النفس ومدى إيلامه يقال:
(كلام حار زي دق العصي في الرُكب)، لأن (الركبة) من أكثر أجزاء الجسم حساسية للألم، والضربة فيها بالعصا موجعه بصورة لا تطاق، ولا أحسب أن هناك من لم يذق في طفولته (حرارة الطقّة) ومرصعتها عندما تصطدم ركبته بـ كراع العنقريب أثناء جريه العشواي الأرعن بين الأثاثات في خضم لعبة (السك سك) ..
كلما أصاب الانسان ألم في مكان معين في جسمه، أعتقد جازما بأن ألم تلك المنطقة من أشد أوجاع الجسم مضاضة، فمن ذاق وجع (القاود) الذي يشعل النار في مفصل الأصبع الكبير للقدم، يحلف (قسم) بأنه لا يوجد بين جميع الألآم ماهو (أحرّ) منه، ومن يعاني نوبات صداع (الشقيقة) يراهن على فوزها بصدارة أوجع الأوجاع، وهذا ما كنت أحسبه أنا أيضا لمعاناتي من نوباته بين الحين والآخر، إلى أن (قام) علي وجع الضرس قبل فترة وساهر بي وأفهمني معنى دعاء الحبوبات على من يغضبن عليه بـ (اريتو بي وجع الضرس) ..
غنيت لوجع ضرسي (آمنت بيك) وسلمت له بحقه في تصدر قائمة أوجع الأوجاع وجعا، وبعد ده كلو لم أسلم من (النقحي) الفي نص الدماغ، حتى خلصتني من شرّه دكتورة أسنان ضليعة ذات عضلات (تبش)، هجرتني تحتها وهجمت على ضرسي (العضير) بالزردية ثم قامت بي وبيهو، ولم تتركنا إلا بعد أن قلعته ومعه عيني الشمال وسلمتني ليهم في بطن إيدي ..
ذكرتني عضلات الدكتورة (التبش) بالتاريخ الوجعي لضرسي الفقيد، ومعاناتي في ليلة من ليالي البرلمة داهمتني فيها أوجاع نفس الضرس، وتضافرت مع ليل الغربة لتفاقم شعوري بـ (الهملة) و(الجدعة) لأنني لم أكن أعرف كيفية التصرف ولم أجد حتى حبة قرنفلة أسكّن بها ألمي، إلى أن أصبح الصباح فحملت ضرسي ووجعي وذهبت للكلية، وهناك أرشدتني صديقاتي الطالبات من أهل مكة الاسكندرانية العالمات بـ (شعاب) الكلية، بمكان عيادة الأسنان الخاصة بالطلاب والتي كانت تقع داخل حرم الكلية بـ (محرم بك) ولم أكن أدري بوجودها ..
دخلت على طبيبة رقيقة صغيرة الحجم والسن، غمرتني بعطفها وحنانها قبل أن تحمل الدربكين بيدها الرقيقة، وتقوم بهدم قلاع السوسة التي تمترست في ضرسي المسكين ثم تحشوها بالمونة، وكنت كلما غلبني الصبر على الألم، أمسك يدها و(أقوم بيها)، فتصبّرني بـ (تربيتة) على كتفي وكلمات حنينة:
معليش يا حبيبتي .. أنا حاسة بيكي والله
تذكرت ذلك (الحنان) والرقة وقارنتها بعضلات (زولتي) الضليعة، ونهراتها الصارمة كلما أحست مني بالجرسة وهي تخلخل بنيان ضرسي قبل أن تقوم به .. هززت رأسي وحدثت نفسي بـ (حقا هناك فرق) !!
وللحقيقة، فإن طب الاسنان مهنة تحتاج للعضلات التبش كحوجتها لطولة البال والرفق، ولا أدري من أين يمكن أن تأتي دكتورتي الاسكندرانية الرقيقة بالقوة اللازمة لخلع ضرس، فقد سمعت ان إحدى الحنكوشات كانت طالبة أسنان وتتدرب بعيادة الكلية وكانت تكثر من توزيع الحنان على المرضى والطبطبة على أنغام (كر علي) و(معليش يعني .. وجعك؟)، حتى جلس بين يديها رجل مشرئب الافحاح كان من المفروض أن تخلع ضرسه .. حملت الكماشة وحاولت مرة ومرة تانية وعاشرة ولم تتمكن حتى من خلخلة الضرس فصاحت بنعومة ورقة تستنجد بزملائها الشباب:
ووووب علي .. وووب علي .. تعالوا ساعدوني ما قدرتا عليهو !
كان (مرتضى) يحمل تلك الخلفية عن طبيبات الاسنان، ويعتقد أن طب الأسنان كـ مكنيكية العربات يجب أن تكون مهنة حكرا على الرجال، لأنها تحتاج لمجهود عضلي بالاضافة للإلمام بالفنّيات، ولم يكن يجاذف بالتعامل مع الاناث في هذا المجال إلى أن تآمر عليه أثنان من ضروسه في ذات ليلة ..
توجه للعيادة ولكنه لم يجد فيها غير طبيبة (أنسة) .. تردد وراجع نفسه وتراجعت خطواته عدة مرات قبل أن تجبره الأوجاع على أن يتوكل على الله ويدخل عليها .. كذب الله سوء ظنه عندما خيبت الطبيبة فكرته السالبة بأدبها وذوقها وتمكنها من الامساك بلجام الدربكين والذردية بقوة وبراعة لم تخلان بجمال الأنثى فيها فـ … كان أن خرج منها يومها بعد أن خلعت ضرسه الأول، أما الثاني فخلعته له بعد عودتهما من شهر العسل !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com


تعليق واحد

  1. يا استاذة مني عند وجع الضرس- ولو قرنفل مافي ما عليك الا بمغافلة سيد الاسم و سحب الكيس من تحت المخدة بدون ما يشعر- دردمي ليك سفة معتبرة – ختي ليك سفة واحدة بس محل الوجع- وزي ما بتقول التاية بت خالي في مجريات حديثهاوعند نصحها لكل ترب من اترابها عند متاورة وجع الضرس لها- عليك بالتمباك -عليك بالتمباك عليك بود عماري الجيد وتكررها ثلاثة حتي نخال ان التمباك يغني عن الحكيم “الكمدة في الرمدة” كل النسوة الائي سمعن وصية التاية وعملنا بها تحسنت حالتهن كثيرا وصار الكيس لا يفارقهن خوفا من الانتكاسة ورجوع الالم وصرن يتنافسن ويحرصن علي تأمين احتياجهن من سورج ومن ود عماري الجيد .

  2. حكاية رائعة وخاصة السرد السلس بلغتنا والله عطيمة يا استاذة مني واني حديث القراءة لك وقد اجبت بيك كثيرا وربنا ويفقك اما وجع الاسنان خلاص ودع وكذلك خلغ الضروس لانو الان ممارسات كثيرة للاسنان ونادر ما تخلع وكنت انا من الناس الذين اذا وجعني ضرس اروح اخلعه ولقد ندمت الان لانني بدون ضروس آكل بيها . شكرا لك وبالتوفيق وانني متابع لمقالاتك الجميلة . كلية الرياض لطب الاسنان والصيدلة ـ الرياض

  3. سلامتك يامنو من الوجع والألم وما تشوفي شر إن شاء الله…..
    سرحت مع المقال لمن لقيت نفسي واقف على حيلي مع حركت ذردية الدكتورة أم عضلات تبش…! أحححححححححح منها

  4. اختي المنينه بت عشه ام الرير ده حكي كبر ؟ وبعدين مــــــــــــــــــــــــــين
    مرتضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
    ؟ علي وزن مين طارق ده تحياتي

  5. منى يا منى الدقاك منو حدثيني بيه الندقه ليك سلامتك انتي من الالم

    بتابعك دايما والله انتي اكثر من رائعة وتقف احرف اللغة عاجزة عن وصفك:cool: الله يوفقك

  6. ود البقعة يتنبك رويسك جنس ناس حاجة منوية دى ما ناس عمارى ديل نا قرنفل وقرض وهلم جرى – نعتذر لك الاخت المنينة من المداعبة البقعية وعموما انا سمعت قالو زمان كان عندنا دكتور اسنان اسمه لاداعى لذكره لكنه نجم فى عالم طب الاسنان قالو مشى ليه واحد من اخوانا الجعليين ديل عندو ضرس العقل مجننة جن وقرر قلعه له وطبعا ضرس العقل وما ادراك المهم دكتورنا الهمام عليه رحمة الله جابد الرجل شديد ولما قلع ليه ضرسو كان حنك الرجل انخلع من مكانه ومن يومها اطلق على طبيبنا عليه رحمة الله تايقر – فمهنة طب الاسنان قاسية فعلا على حنكوشات الزمن دة ونقترح على كليات الاسنان بالجامعات ان تقوم بتدريب طلابها جميعا تدريب رياضى حتى تبقى عضلاتهم تبش ويقدروا يقلعوا الضرس وحتى لا يحرجونا فى الامم المتحدة بس ما يتيقروا

  7. عندما يؤلم انسان ضرس فانه يجد عشرات المتبرعين بالنصائح لتخفيف الالم عنه وارى هنا مجموعة من المتبرعين بالنصائح للاستاذة ولكن حقيقة اعجبت بنصيحة ود البقعة (بتاعت التمباك دي)فهذا جعلني اتخبل سيد الناس والاستاذه وهما يتقاسمان الكيس مما سيوسع لها خيالها الخصب هذا ويزيدها ابداعا على ابداع ولكم التحية جميعكم بلا استثناء وبهذه المناسبة لماذا لا تكونون رابطة معجبين ؟؟ مجرد اقتراح !!!
    اما تجربتي الشخصية فقد كانت مؤلمة جدا حيث قدم لى احدهم حلا جزريا لوجع الضرس واوصاني بوضع قليل من موية النار(حامض الكبريتيك ) ومن حامض الكبريتيك دي اردت انو تعرفو اني انسان( مثقف وفاهم وكدة) -طبعا في النهاية طلعت اي كلام – فعندما يتالم المرء بشدة تطير الثقافة والفهم من الراس و يستوي حينذاك شهب البزاة والرخم يعني بالعربي كدة ام رخم الله والصقر يكونوا حاجة واحدة…. فما كان مني الا ان عملت بالنصيحة وكانت النتيجة كارثية:- شي بنسلين يا تمرجي وشي تتراسايكلين وشي جنتامايسن وما خلوا لي مضاد حيوى او مضاد الم ما ادوني ليه وبعد اسبوعين قلعو لي الضرس ..فاياكم وموية النار.. ودمتم

  8. صباحات المحنه وشاحات الامل النديانه لك وطنى الحبيب ولما تنجبه لنا من اناس يملأون قلوبنا حتى الشبع بابداعاتهم الصادقه الجميله ودايما ما يسبق الصدق الجمال فلك التحيه اختى منى على كل ما تخطينه بايراعك الرقيق الذى يخط تراثنا وامثالنا السودانيه فى اروع اطار لها