زهير السراج

ما نوم ولا شنو ؟!


[ALIGN=CENTER]ما نوم ولا شنو ؟![/ALIGN]

* على خلفية المسدس الذى شوهد فى حوزة أحد نواب المجلس الوطنى داخل قاعة المجلس، قال السيد رئيس المجلس فى تصريح صحفى بأن السادة النواب سيخضعون للمراقبة بكاميرات ستوضع فى داخل البرلمان !!

* واجزم بأن الفكرة صائبة تماما، فهى بالاضافة للحماية التى ستوفرها للسادة النواب من احتمال التهديد بالطبنجات وأخواتها من أدوات القتل والقمع والارهاب، فإنها ستوفر متعة غير عادية لمشاهدى القنوات الفضائية التى ستتسابق لشراء التسجيلات وعرضها ضمن نشراتها الاخبارية، فأى خبر أكثر جذبا للمشاهدين من نائب برلمانى يخرج مسدسه ويرفعه فى وجه زميل له ثم يفرغه فى رأسه، او نائب يضبط متلبسا بحشو مسدسه أثناء الجلسة، ثم يلوح به وهو يتجه نحو مقاعد الخصوم البرلمانيين، ويطلق طلقتين فى الهواء أو نحو السقف على سبيل التهديد أو الدعابة صارخا بأعلى صوته من الفرح مثلما يفعل الهنود الحمر فى الافلام الامريكية إنتشاءا بالنصر، او نائب يخرج الكلاشنكوف من حقيبة يده ويقوم بتركيب أجزائه المفككة ثم يضعه أمامه إستعدادا للحديث تحسبا لأية مقاطعة من الكتل البرلمانية الاخرى، أو أى طارئ من هذا النوع !!

* وغير تلك الفوائد، يستطيع المجلس جنى أموال طائلة جدا من بيع تلك التسجيلات المثيرة الى المحطات الفضائية، أو طبعها فى سيديهات وديفيديهات وتسويقها ذاتيا، أو إنشاء محطة تلفزيونية مشفرة خاصة به لعرض أفلام الآكشن البرلمانية، الامر الذى سيحقق له الاستقلال المالى مما يجعله يعلن إستقلاله السياسى من السلطة التنفيذية تماما، ويكون لنا للمرة الاولى فى تاريخنا المجيد برلمان يستطيع أن يقول للحكومة ( تلت التلاتة كم ) بدون أن يخشى أعضاؤه على رزقهم، أو يجرؤ أحد على إتهامهم بمحاباة الحكومة للحصول على مرتباتهم ومخصصاتهم المالية الاخرى، ويتحقق بالتالى الفصل بين السلطات الذى ظللنا ننادى به ونسمع عنه بدون أن نراه يتحقق على أرض الواقع.

* وفضلا عن قناة الاكشن وأفلام العنف التى سينشئها البرلمان الموقر ويستقطب بها المشاهدين ويجنى من ورائها الارباح الطائلة، و يستثمر ايراداتها فى مشاريع تجعل النواب فى غنى عن الوقوف على أبواب الوزراء للحصول على الرخص والتصاديق والوظائف لاقربائهم، فإن البرلمان يمكن أن ينشئ قناة كوميدية تنتج أفلاما كوميدية حقيقية لا يستطيع اى كاتب سياريو أو مخرج أن يصنع مثلها مهما كان واسع الخيال !!

* تخيلوا منظر( نائم ) برلمانى يشخر بأعلى صوته خلال الجلسة، فى الوقت الذى تنقل فيه الكاميرا صورة لافتة معلقة على الجدار الخلفى كتب عليها بيت الشعر المعروف :
إذا كانت النفوس كبارا
تعبت فى مرادها الاجسام

وعندما يأتى دوره فى الحديث، يلكزه جاره عدة مرات قبل أن يصحو ويصيح بأعلى صوته .. ( يا ولية إيه الحكاية، الواحد ما ينوم فى البيت ده ولا شنو ؟! ).

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-05-22


تعليق واحد