هيثم صديق

الله كريم


[JUSTIFY]
الله كريم

كيف تصبح عملة سارية غير مبرئة للذمة.. هذا ما يجري على الجنيه الورقي، لما مددته لسائل، فأعاده لي.. وفي عينيه استنكار وغضب.. مددته لغيره فأعاده لي بعصبية مع قوله.. (ده ما بيمشي) أعمل أيه بس يا ربي..

هكذا قلت في نفسي ثم أخذت استقصي جلية الأمر، فإذا بشريحة واسعة من المواطنين قد أعلنت الإعدام على هذه العملة الورقية الواهنة..

هل أصدر بنك السودان قرارا بأن جنيه الورق قد أصبح خارج دائرة التداول..؟

إن كان قد فعل فأنا (وواحدين تانين) لم يصلنا هذا الأمر..

بل لقد سألت صديقا في أحد البنوك فأكد لي أن الجنيه الورقي حي يرزق..

لقد أصبح الكماسرة لا يأخذونه من الركاب.. والسائلون لا يقبلونه من المعطي.. والكاشير لا يناول به الجائع طلبا..

فكيف تعالج هذه المعضلة.. والتقاضي يستهلك الوقت ويبدد الزمن.. لم تقول له.. اجبر الناس أن يحملونها عنك جراء معاملة لأنها (شغالة)..

هناك من يقول إنه لن يتتلتل لأجل جنيه لا يسوى شيئا..

وفي ذلك خطل كبير..

على وزارة المالية وبنك السودان والجهات المعنية أن تتحرك في هذا الاتجاه.. وتبين للناس أن هذه العملة مبرئة للذمة..

هناك من قال إن الجنيه يجمع ليخرج مكانه جنيها معدنيا.. لكن ماذا يفعل من يحمل جنيها مغضوبا عليه ولا يملك غيره..

هناك تلميذ يتعرض لإهدار الكرامة في وسائل المواصلات لأنه مدّ هذا (الخمس عملة)..

هناك (مزنوق) رده حارس الحمامات لأنه حسب أنه سيقضي حاجة بقروشه.. والمساجد تتقاضى أجر التجهيز للصلاة بحارس.. لكأنه في لائمة من يحرس حاجة..

* إن الورق الذي صنعت منه عملتنا يختلف عن أوراق المناديل.. في أنه لا يذوب من أول غسلة، لكن كم من ورقة نقدية بلا ملامح تتبادلها الأيدي وتتشرط هي وتشرط العين..

*هذا بعيدا عن انهيار العملة في عمومها ووصولها إلى مرحلة الغرق والغطسة الثالثة في انتظار التعويم المعتاد..

* لقد أكد البعض أن مليون دولار من نفط الجنوب ستضخ يوميا في الخزانة لتساعد في نزول الدولار.. والوضع في الجنوب لعله يحتاج إلى ضخ الخرطوم لأموال إلى جوبا لإعانة جار يعاني الأمرين..

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي