صلاح الدين عووضة

اللعب بالنار ..!!


[JUSTIFY]
اللعب بالنار ..!!

*من شمال دنقلا وحتى جنوب حلفا تشتعل حرائق النخيل تباعاً منذ خمسة أعوام..
*وإثر كل حريق يقضي على عشرات الآلاف من النخيل تُكون لجنة تحقيق لا تصل إلى نتيجة أبداً..
*إنها نسخ مكررة من لجنة التحقيق الخاصة بمجزرة كجبار تلك لو (تذكرونها)..
*وقبل أيام اندلع آخر – وليس الأخير بالطبع – حريق بجزيرة نرنارتي قضى حتى على البيوت وليس النخيل وحسب..
*وكالعادة خرجت علينا الحكومة بنغمة (لجنة تحقيق) السخيفة سخافة الأسباب التي صارت بدورها (نغمة) على شفاه الأهالي هناك..
*وهي أسباب تتمحور في مجملها حول فرضية وجود (استهداف!!) مدروس يرمي إلى إفراغ المنطقة من هويتها النوبية عبر إفراغها – بدءاً – من نخيلها..
*إنه شئ يماثل استهداف قدم لاعب مزعج ليضحى – من ثم – لا فرق بينه وبين كاتب هذه السطور..
*فمعروفةٌ العلاقة الوجدانية التي تربط بين النوبي – وإنسان الشمال عموماً- وبين نخيله من لدن زمان بعنخي وإلى زمان (الإنقاذ !!) هذا..
*فإذا ما جُرد النوبي من نخيله فكأنما جُرد من أصله وماضيه وحاضره ومستقبله..
*فلمصلحة من – أو ماذا – إذاً يلعب بالنار المتهمون بإشعال النار في (زماننا هذا)؟!..
*و(غبيةٌ) هي التفسيرات التي يحاول تسويقها البعض الآن تبريراً لتلكم الحرائق الآخذ بعضها برقاب بعض..
*وكأنما لم يسبق أن كان هنالك (جفاف) – هناك – طوال سبعة الآف من الأعوام هي عمر التعايش بين النيل والنخيل والإنسان..
*وكأنما لم يسبق أن (أوقد) مزارع ناراً بين النخيل طوال القرون هذه أبداً..
*وكأنما إنسان المنطقة منحدر من سهول سيبيريا فلا (يجيد التعامل) مع أشجار النخيل (الغريبة!!) عليه..
*وكأنما (قوات الإطفاء) التي يتحدث البعض هذا عن عدم توافرها بالمنطقة كانت معروفة في زمان تهارقا و نوباتيا و المقرة و التركية و المهدية..
*وكأنما بيوت السكان هناك كان يفصل بينها وبين النخيل (حاجز) أشبه بالذي يفصل بين المسؤول وعامة الناس الآن..
*والغباء حين يصل مرحلة إشعال النار – منسرباً من بين ثنايا التذاكي – يكون (لعباً بالنار!!)..
*ولا نتهم جهة حكومية بحديثنا هذا كيلا نجد أنفسنا لدى نيابة (الجرائم الموجهة ضد الدولة)..
*ولكنا نسأل الحكومة عن دورها إزاء (الجرائم الموجهة ضد النخلة) هذه..
*إلا إن كانت تظن أنها (ما قصرت) وهي ترسل عربات إطفاء تصل دائماً بعد (انطفاء) الحريق..
*ويبقى الحريق مشتعلاً في النفوس ما بين حلفا و دنقلا منذراً بـ(حرائق!!).
*وحينها لن تقدر مياهٌ مثل المراد حجزها بسد كجبار على إطفائه..
*ويتواصل غباء (اللعب بالنار !!!!).
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة المستقلة