الطاهر ساتي

والعاقبة عندنا في الملتقيات …!!


[ALIGN=CENTER]والعاقبة عندنا في الملتقيات …!! [/ALIGN] ** ليس من الديمقراطية أن تحدثك نفسك بأن مواقفك التي تختارها في القضايا العامة هي مركز الكون الذي يجب أن تدور حوله مواقف الآخرين بلا تحفظ أورفض ، بل مثل هذا التفكيرهو : قمة الشمولية..وكذلك ليس من قيم الحرية أن تبدي آراءك في الشأن العام بمظان أنها القبلة التي يجب أن تقدسها وتصلي تجاهها آراء الآخرين ، بل هذا بمثابة : سنام الديكتاتورية ..ومع ذلك يأبى البعض العارف بتلك الأبجديات إلا أن يمتطي تلك القمة وذاك السنام ، ومن فوقهما يرجم البعض الآخر بالتجريح والإساءة لأنه رفض أن يتبعه في تسلق القمة والسنام ، ثم ينسب رجمه هذا – يا للدهشة – للديمقراطية والحرية .. وكأن الديمقراطية هى شمولية سيادته ، أو كأن الحرية هي ديكتاتورية جلالته..وبهذا المنطق الغريب – عن روح الديمقراطية والحرية – يكتب بعض زملائي بالخارج مهاجمين زملاءهم الذين شاركوا في : الملتقى الثاني للإعلاميين السودانيين العاملين بالخارج ، والذي استضافته الخرطوم قبل أسبوعين ..!!
** فالذي لم يشارك لموقف ما عليه أن يحترم الذي شارك لتقدير ما ، وما بين موقف ذاك وتقدير هذا يتجلى مايعرف ب : حق المرء في اختيار ما يراه مناسبا ..وإن كان هناك من هجاء أو ثناء يجب أن يكتب في هذا الأمر ، فأولى به ما خرج به الملتقى من توصيات .. نعم ، تحليل التوصيات واحتمالات تنفيذها ثم حث الجهات المسؤولة على الأخذ بما جاء فيها مأخذ الجد وليس التجاهل ، خير من تعبئة عقل يراعك بنهج الملوك والأباطرة ليفرض الوصاية تلو الوصاية على المشاركين ياعزيزي : رافض المشاركة .. أي ، رفقا بحريات الآخرين أكبح جماح شموليتك ، وناقشهم في نتائج أيام ملتقاهم ، ومصير تلك في قادمات الأيام ، وهل ستجد طريقا إلي أرض الواقع ، أم ستتبخر إلي عنان السماء ..؟.. ده المهم ..!!
** ولمن يريد نقاشا مفيدا لجوهر الملتقى ، وليس مظهره ، عليه التحديق في التوصيات والتي بمثابة مختصر مطالب زملائي بالخارج ، وهى كالآتي : تعزيز الحريات الصحافية واشراك اهل الصحافة في صياغة قانون الصحافة وصون وحماية الحرية الصحافية والحد من الرقابة ، والغاء عقوبة السجن في مشروع قانون الصحافة واستبدالها بالأمانة المهنية..ثم ضمان حصول الصحفي على المعلومة من المؤسسات الحكومية وغيرها مع أهمية ان يتضمن القانون ميثاق الشرف الصحفي ..وكذلك الاهتمام بالتدريب ، داخليا وخارجيا ، ثم تعزيز التواصل بين السودان والعالم لرفع الكفاءة ..وان يستفيد إعلاميو الخارج من الخدمات التي يتمتع بها إعلاميو الداخل ..وسياسيا ، وصى ملتقاهم بضرورة تقديم الأطراف السياسية تنازلات تؤدي إلي حل أزمتي دارفور والمحكمة الجنائية ، والإعداد الجيد لانتخابات حرة ونزيهة ، ثم ختم بتوصية مهمة جدا فحواها : أن تسلك تلك التوصيات طريق التنفيذ ..هكذا التوصيات ، طموحة وتلبي الغايات المرتجاة لأهل الصحافة والسياسة معا ، خاصة الخاتمة ال .. « مهمة جدا »..!!
** وتلك توصيات تغرينا نحن العاملون بالداخل بأن نطالب وزير الدولة بمجلس الوزراء ، كمال عبد اللطيف ، ب : ملتقى الإعلاميين المكتوين بالداخل .. حيث ما على كاهلنا من المطالب لو وضعت على التاكا لأنحنى من ثقلها ، ومع ذلك وزارتنا الإعلامية تغض عنها الطرف ولا تلقى لها بالا ، هي مشغولة بأشياء أخرى ليس من بينها ترتيب البيت الإعلامي بالداخل ..وطأة الصخور الاقتصادية – الجمارك والضرائب والرسوم والاتاوات وغيرها – خنقت صحفا وأفنتها من الوجود ، وتحبس أنفاس الباقيات على حافة الترنح يا : أستاذ كمال ..إحتكار إعلانات العامة بواسطة شركات لاتعرف معنى مفردة العامة ، يحول دون العدل في تعميم النشر يا : أستاذ كمال .. وهناك أثقال أخرى ، لا تقال إلا في الملتقيات ، فانقذنا بالله عليك بملتقى يخرج بتوصيات حين تنفذ ترد العافية للصحافة السودانية .. نعم ، أعلم بأن عملا كهذا يجب أن تعمله وزارتنا الإعلامية ، ولكن تلك – كما قلت – مشغولة بأشياء أخرى ليس من بينها أن تؤدى مهامها كمايجب ، ولذلك لسان حال العاملين بالداخل يكاد أن يصرخ مكرها : واااااااا ملتقاااااااااااه ….!!

إليكم – الصحافة السبت 30/05/2009 .العدد 5720