جمال علي حسن

موعد الانتخابات.. عصفور في اليد


[JUSTIFY]
موعد الانتخابات.. عصفور في اليد

تأكيد الرئيس على عزمهم إقامة الانتخابات في موعدها هو حديث يقوله البشير وتردده كل قيادات الدولة والحزب.. لأنه وحتى هذه اللحظة لا يوجد بالنسبة للحكومة (عصفور في اليد) غير انتخاباتها المعروفة بجدولها الزمني القديم، الحكومة ليس لديها مبرر مقنع لتجاوز التزامها الدستوري الذي يوجب عليها في أسوأ الفروض والاحتمالات أن تقام الانتخابات بنظامها القديم مع بعض التعديلات والإضافات على القانون أجرتها من تلقائها، لتكون جاهزة بالرهان البديل تحوطا لاحتمالات استمرار الزعل و(الحردان) واحتمالات فشل الحوار وحينها لن يكون هناك شيء تملأ به يدها..

بالنسبة للحكومة، كل العصافير في أشجارها باقية حتى الآن، والعصفور الوحيد الموجود بيدها هو انتخاباتها ونظامها (الماشي)..

إذاً.. لا غرابة في تأكيد البشير على قيام الانتخابات في موعدها، لكن إذا اجتمعت مائدة الحوار على الإقرار بمطالبة القوى السياسية بتأجيل الانتخابات لاحقاً، فإن المبرر الذي أورده الرئيس سينتفي..

وحينها لن يكون الموعد مقدساً إذا نجحت المعارضة في الإصرار والإقناع بمطلبها داخل الحوار المتساوي الأضلاع حسب آليته ومشروعه النظري حتى الآن.

الرئيس قال: “لا يوجد سبب لتأجيل الانتخابات”.. وحديثه مبني على معطيات الواقع والطبيعي أن تستمر الأمور على نسقها القديم حتى يطرأ تغيير جديد بأن تطرح المعارضة داخل طاولة الحوار هذا المطلب وتتمسك بمطلبها بتأجيل الموعد بمبررات موضوعية.

وهنا نقول من حق المعارضة أن تطالب بالتأجيل، ومن حق المؤتمر الوطني أن لا يتنازل عن الموعد بسهولة، وأن يتمسك به حتى آخر الأنفاس.. هذه سياسة.. أما أن تتوقع قوى المعارضة من الحكومة أن تقدم مثل هذا الامتياز هكذا كمقبلات و(قولة خير) فهذا مستحيل..

باشروا الحوار حتى لو لم ترضكم حوافز الوطني أو جاءت أقل من الطموح.. باشروه وانتزعوا ما تبقى من مطالب.. حققوها بأيديكم وبالضغط داخل طاولة الحوار..

المؤتمر الوطني لن يقدم لكم من تلقاء نفسه أكثر.. لأنه يريد أن ينافس مثلكم ويكسب.

والمؤتمر الوطني لم يطلق المبادرة لشعوره بالوصول إلى سن اليأس مثلا أو أنه يريد أن يسلم الحكومة للأحزاب وينصرف أو يعتزل.. وليس كما يظن كتاب (الإسفير) أن الحزب الحاكم بات ينتظر على الرصيف أي قادم في الطريق ليلتقط منه المفتاح.. ليس هذا صحيحا، وبالتالي فإن رغبة الوطني وحرصه على الانتخابات القادمة تجعله يتمسك بالنقاط التي تخدم موقفه.

أما لو أرادت القوى المعارضة الأخرى تحقيق أعلى المكاسب، فعليها أن تضغط من الداخل وتتجاوز التفاصيل الصغيرة وتتخلى نهائياً عن ثقافة (الحردان) و(الزعل) والمقاطعة..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي