هيثم صديق

ما بين الصادق المهدي وحسين خوجلي


[JUSTIFY]
ما بين الصادق المهدي وحسين خوجلي

وليس ما بين الرجلين العلمين هو ودنوباوي فقط ولا المشترك من (الشهداء) والأنصارية من لدن المهدي الإمام والبقعة والشهيد أحمد ود شريف.

وليس ما بينهما فقط هو منافحة نظام النميري والتضييق الذي لاقياه من الجنرال الراحل فقتل أهلهما وشردهما معا..

ولا ما بينهما فقط هو العداوة (الناعمة) والتي كانت في أوجها ما بعد النميري وقبيل البشير لما كان صاحب (ألوان) قد أعطى السواد من ألوانه للصادق المهدي فأسقط حكومته بدون أن يدعي هو وكما قال الصادق المهدي..

كتب الأستاذ حسين خوجلي قبل يومين في (صحيفته) في ما كتب عن خطل إعطاء الشباب فرصة كتابة عمود صحفي منذ البداية الصحفية، وعد ذلك سببا لتضييع الفتي أو الفتاة من كتاب الأعمدة وتضييع الصحافة معا.

فاستغربت كثيرا أن يأتي الحديث بهذا المعنى من أستاذنا حسين تحديدا وهو الذي بدأ حياته الصحافية (رئيس تحرير) كما بدأ الصادق المهدي حياته السياسية كـ(رئيس وزراء)!

ولعل الإمام الصادق المهدي بكل قدراته المكتسبة والطبيعية على امتداد سنوات عمره السياسي لم تجعله فوق النقد والقدح والسجون والتشرد والتضييق كما كان مع الأستاذ حسين خوجلي نفسه لمّا صودرت صحيفته وسجن مرات.

يريد الصادق المهدي أن يحكم بعد قرابة الخمسين عإما من أول حكم (أول حب) ولا يزال يخطب يبتغي نكاحا للسلطة وقد طلقوها منه وطلقها فنكحت غيره مرارا.

أما أستاذنا حسين والذي أحسب أن شهادتي فيه مجروحة وانتقادي له بلا غرض، فلقد أراد أن يمنع عن الناس خمس ما كان له في وصايا غاب عنها (لا تنه عن خلق…)

ومع ذلك يبقى الرجلان من النجوم في ليل السودان اختلف الناس حولهم أو ائتلفوا، لولا أن الإحساس بمرور الزمان وتقلباته قد اعتراهما لمّا استغربا في مرور قطار الحياة سريعا واختلاف الأجيال.

جاءت أفكار وجاء رجال يمتهنون السياسة ويكسرون التقليدية وكما كان للصادق المهدي أن ينظر لهم بعين استغراب فلقد كسر السيد الإمام ذات الأمر يوم انقلب على أعمامه وجعل المجذوب يستعجل استقالته لعجلة الصادق لكي ينال مكانه.

وما كان لصاحب (الوان) أن يقول ما قال وأن يكتب ما يكتب لو أرجع البصر كرة واحدة لتجربته الشخصية هو في الصحافة بدون أن نتهمه بأنه يحسب نفسه (خارقا) وهو عندنا كذلك ولا نريده أن يظن في نفسه (هو) ذلك لكي لا ينضب مداد أو يتحجر لرجل ما أحببنا الصحافة إلا من خلال كتاباته.

ولا يظنن ظان أن طرف السوط وصلني فلقد كتبت عمودا في (ألوان) الحسين قبل عقد من الزمان ومن ألوان انطلقت مفاخرا.

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي