هيثم صديق

الجعجعة والطحين


[JUSTIFY]
الجعجعة والطحين

وكنانة المصنع أنجح استثمار في هذه البلاد لما صمد لعقود في وجه التغييرات والإحن واللؤم، فأعطت الأنموذج الأكبر لكل الاستثمارات في البلاد.. لكن جرثومة الانشطار والانهيار أصابتها لما عطست في وجهها كل (أدواء الاسثمار في السودان)..

لقد تمسك المستثمرون بالعضو المنتدب، وهو صاحب القدح المعلى في نجاح كنانة منذ بدايتها حتى أصبحت تنسب إليه..

إن نجاح الاستثمار يكمن في رضاء المستثمرين أولا، فإن كانوا راضين عن كنانة بما هي عليه، فمن الحكمة الإذعان لرضائهم، فإن البلد في أمس الحاجة إلى استثمارات عربية وأجنبية تكسر جدار العزلة الذي يعيش السودان من خلفه..

لقد خرجت استثمارات كثيرة من البلاد بفعل البيروقراطية والتلكؤ وعدم (تنجيض) الشغل.. لتهرب الأموال إلى غيرنا بل إن رؤوس الأموال المحلية أيضا قد خرجت إلى دول مجاورة وبلغت في آخر إحصاء اثنين مليار دولار في إثيوبيا وحدها دون أن نعرف السبب في انجمينا وغيرها من دول التبادل التجاري والانفتاح على السودان..

لكم تمنينا انفتاحا سودانيا، فنجد (انتفاخا) ولو جاء المستثمرون بشروط سهلة.. وبدأوا في عمل مصانع ومزارع، فإنهم سيرفدون الخزانة بأموال مقدرة.. وسيجذبون إليهم العمالة السودانية.. وسوف وسوف.. من غير المنظور.. ولكنه متوقع..

لقد قامت الدنيا في قضية المرأة المتهمة بالردة وانتهت القضية ببراءتها.. وتنازل أمس الأول أهلها عن قضيتهم ضدها..

في ذات اليوم الذي عقد فيه الدكتور كمال أبوسن مؤتمرا صحافيا بعد براءته من التهم الموجهة إليه.. وسحب ترخيص مزاولة مهنة الطب منه..

وتشابهت الأمور على الناس وتشاكست.. فلم يعد أحد يدري ما الحقيقة.. وهل يمكن أن يستسلم أحدهم لمشرط الجراح الشهير بعد كل ما قيل عنه في قضية المرأة التي ماتت في الزيتونة..؟

كل ذلك الأمر مرتبط بالخارج، فقضية الردة إنما جلاها تسليط الضوء الخارجي.. وأن قضية أبوسن ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه لو لم يكن الجراح مشهورا في الخارج..

ولكنا نحب أن نشتهر بالكبت والتضييق في (شفقة) الاتهام وتكسير المجاديف..

وغزة تحت الحصار توجه لها إسرائيل مدافعها.. والأعراب ريموتات تلفزيوناتها.. ودوما تنسب الغفلة للمسلمين لا للعرب، فلقد تفرق القوم وارتدوا إلى جاهلية أخرى.. أعلت الأولى القبائل.. وتعلي الثانية الأمصار..

بيد أن النصر آت ولابد.. فإن سمية أم ياسر كانت أول شهيدة في الإسلام لما قضت تحت التعذيب في حر مكة.. لم تك تدري أن مكة لن يعبد فيها عما قليل صنما.. ولن يمكث فيها إلى يوم الدين كافر..

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي