الصادق الرزيقي

شـــــــــهــوة وجــــنــــــــون القـــتــــــل


[JUSTIFY]
شـــــــــهــوة وجــــنــــــــون القـــتــــــل

< صدمت مشاهد جثث الشهداء من النساء والأطفال في حي الشجاعية شرقي قطاع غزة الضمير العالمي والشعور الإنساني، ولا يمكن لبشر مهما كانت غلظة قلبه وفظاظة طبعه وجنونه أن يرتكب جريمة بشعة لا يصدقها عقل كالتي جرت أمس من القوات الصهيونية، فحكومة المجرم بنيامين نتنياهو التي تعيش أسوأ حالات خبالها بعد مقتل عدد من الضباط والجنود الإسرائيليين أول من أمس على مشارف البلدات والأحياء الصغيرة في قطاع غزة بعملية جريئة من المقاومة الفلسطينية، نفذت جريمة نكراء كرد فعل على خسارتها، وقصفت حي الشجاعية بما يساوي قذيفة كل دقيقة كانت نتيجتها استشهاد ستين شهيداً من الأطفال والنساء والشباب ملأت جثثهم الطرقات وطمر بعضها تحت أنقاض المباني والمنازل التي دمرت فوق أصحابها!! < بعد كل الذي حدث منذ بدء العدوان الإسرائيلي وهو يدخل يومه الخامس عشر، هل هناك مزعة لحم في وجه الأنظمة والحكومات العربية دعك من ماء الوجه؟ لم يعد الصمت يجدي ولا الاستنكار والشجب وطلب عقد جلسات مجلس الأمن الدولي. < ولم تعد هناك فائدة على الإطلاق من زيارة بان كي مون للمنطقة، والا الاتصالات الهاتفية بين المسؤولين العرب مع بعضهم البعض للتباحث والتفاكر حول الأوضاع في قطاع غزة وما يعانيه الشعب الفلسطيني. < لم يعد هناك شيء لنفعله لأهلها وأشقائنا في قطاع غزة.. لقد تخاذلت الأنظمة والحكومات العربية عن نصرة المظلومين وتواطأت مع العدوان، وأحكم بعضها الخناق على غزة وحاصرها وسد منافذها، وحتى المساعدات الإنسانية وفرق الأطباء وأطقم التمريض القادمة من مختلف مناطق العالم منعتها سلطات مصر من العبور عبر معبر رفح الحدودي!! < لقد بلغ الخذلان نهاية مبلغه، ووصلت الخيانة إلى أعلى سقوفها، بهذه المواقف المخزية لبعض الأنظمة التي تظن أن التاريخ لا يسجل وأن وقائعه ستتلاشى وتمحى، وظلت تظن أيضاً أن الدم الزكي المسفوح من الشهداء الفلسطينيين سيضيع هدراً، سنن الله في الكون ماضية، وستروي هذه الدماء بذرة النصر والحرية في فلسطين طال الزمن أم قصر، وستكون أرواح الشهداء ووجوههم الباسمة للشهادة منارات تضيء الدرب المدلهم المظلم، وتشع أنوار الشهادة في كل شبر من فلسطين والوطن العربي، مهما تكاثر الباطل واستطال وامتدت أيامه. < لذلك لا أحد يعوِّل على هذه الأنظمة والحكومات، فهي قد طواها منذ الآن النسيان المر، فالتعويل على شباب هذه الأمة وشعوبها التي عافت أن تنساق وراء البهتان والظلم والقهر، كل العروش ستهتز وتزول لا محالة، وستسقط مثل أوراق الخريف، لأنها بلا شرعية أخلاقية أو سياسية تؤهلها للبقاء جاثمة على صدر أمتنا الصابرة. < من واجب وسائل الإعلام الحر في الوطن العربي، أن تخرج بعيداً من تحت عباءة التقديرات السياسية وتوجيهات الأنظمة الفاسدة العميلة، فالتمايز الواضح بين المواقف أوضح من شمس الظهيرة، فلا سبيل إلى تغبيش وتضليل الوعي العربي والمسلم بعد الآن، فكم من الناس يشعر بأنه ضئيل في مكانه وفي قيمته، وهو يشاهد هذه المذابح البشعة والتقتيل والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولا تحدثه نفسه بالجهاد أو يكون لديه ما يقدمه لإخوته في ملحمتهم ومحنتهم الراهنة. < بدلاً من أن نصرخ ونهتف في شوارعنا وساحاتنا العربية وعلى وسائل إعلامنا ونسود صفحات الصحف، علينا أن نتقدم بخطوات عملية لدعم الإخوة في قطاع غزة، فهم يحتاجون اليوم لكل عون بالمال والسلاح والدواء وقطرة من علاج ومعدات طبية وغذاء وماء، مثلما هم في حاجة للدعاء والتضرع والنصرة المعنوية. < علينا أن نجند أنفسنا لجمع الدعم للشعب الفلسطيني بكل ما نملك، لنتقاسم معهم محنتهم ونتقاسم معهم فضل الجهاد الذي إن لم نلتحق به بشخوصنا فإنه يكون بما نملك وما نستطيع.. فهو اليوم فرض عين على كل مسلم ومسلمة.. فإلى متى تضحي غزة من أجلنا جميعاً ونحن قاعدون مع الخوالف؟ [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة