تقنية معلومات

كيف تحمي بريدك من الرسائل المتطفلة Spam؟


باتت الرسائل المتطفلة Spam التي تنهمر على صندوق البريد الإلكتروني كالمطر كابوسا مزعجا لمستخدمي الكمبيوتر والإنترنت. فمن يطلع على بريده الإلكتروني بعد عودته من إجازة طويلة إلى حد ما يجد أن حجم هذه الرسائل يشكل ما يصل إلى 90 % من حجم صندوق البريد ، وكلها رسائل إعلانية لا طائل من ورائها ، حيث تروج لساعات فخمة بأسعار بخسة غير معقولة أو عروض للزواج بفتيات جميلات أو رموز صينية تشكل طلاسم يصعب فكها ، فيضيق المرء ذرعا بهذه الرسائل المزعجة ويسب ويلعن بأقذع الألفاظ. غير أن السباب واللعن لا يجديان نفعا ، فمن الأفضل إتباع بعض النصائح والإرشادات التي يمكن من خلالها قطع دابر هذه الرسائل المتطفلة.

وعن الرسائل الإعلانية المتطفلة Spamيقول سفين كارغه من اتحاد الشركات العاملة في مجال الإنترنت ECO بالعاصمة الألمانية برلين: “الرسائل المتطفلة تشكل أكثر من 95 % من إجمالي حركة البريد اليومية على مستوى العالم.” ويضيف كارغه أنه على الرغم من أن فلاتر الرسائل المتطفلة تحتجز نسبة من هذه الرسائل المزعجة ، إلا أن حجم الرسائل التي تنجو من مقصلة الفلاتر وتصل إما إلى صندوق البريد الشخصي أو صندوق البريد الخاص بالعمل لا يزال كبيرا ، مما يمثل مشكلة كبيرة تؤرق كثيرا من المستخدمين. ولا يتوقف الإزعاج الذي تسببه رسائل Spam عند حد إهدار الكثير من الوقت في محو هذه الرسائل من صندوق البريد ، فالمشكلة الحقيقية تكمن في أنه إذا حدث أن فتح المستخدم إحدى رسائل Spam سهوا فإنه يمكن بذلك أن تتسرب بعض البرمجيات الضارة إلى جهازه.

لذا يتساءل كثير من مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت عن كيفية التغلب على هذه المشكلة التي باتت تمثل أحد أبرز عيوب العصر الرقمي الذي يهيمن على عالمنا اليوم؟ ويجيب على هذا السؤال يو باغر من مجلة الكمبيوتر المتخصصة «c’t » الصادرة بمدينة هانوفر الألمانية الخبر اليقين ، حيث يقول إن أهم الخطوات التي يمكن للمستخدم فعلها حيال ذلك هي الحرص على عدم نشر بريده الإلكتروني على شبكة الإنترنت دون داع. ويلفت باغر إلى أن كثير من المستخدمين ما زالوا يجهلون أن بريدهم الإلكتروني قد يكون ظاهرا لجميع مستخدمي الشبكة العنكبوتية إذا ما كانوا مسجلين في أحد الشبكات الإجتماعية كالفيس بوك مثلا.

وأوضحت رابطة الاتصالات والمعلومات BITKOM في العاصمة الألمانية برلين أن كثير من الشبكات الاجتماعية تتيح لمستخدميها إعدادات تتمثل وظيفتها في حماية بياناتهم الشخصية ، فمن خلال هذه الإعدادات يستطيع المستخدمون مثلا السماح للأصدقاء فقط بالإطلاع على البريد الإلكتروني ، كي لا يقع البريد في يد أحد البرامج المتخصصة في البحث عن عناوين البريد الإلكتروني على شبكة الإنترنت مثل برنامج Robot أو Crawler ومن ثم يوزعها على مرسلي الرسائل المتطفلة Spam. لذا ينصح باغر الأشخاص الذين يتعين عليهم نشر بريدهم الإلكتروني على الإنترنت ، على سبيل المثال ضمن بيانات حقوق الطبع والنشر أو على الموقع الشخصي ، بنشر البريد الإلكتروني على هيئة ملف صورة ، فهذه الطريقة تسمح فقط للأشخاص بقراءة العنوان ، بينما يتعذر على برامج البحث عن عناوين البريد الإلكتروني العثور عليها.

وتتطلب الاستفادة من محتويات بعض مواقع الإنترنت التسجيل على هذه المواقع بإدخال عنوان البريد الإلكتروني الخاص. وفي مثل هذه الحالة ينصح المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات بمدينة بون غربي ألمانيا بإنشاء حساب بريد إلكتروني إضافي لاستخدامه في مثل هذا الغرض. فإذا ما امتلأ بالرسائل الإعلانية المتطفلة ، فلن يمثل ذلك مشكلة للمستخدم. أما من يحتاج إلى بريد إلكتروني لفترة مؤقتة فقط للتسجيل على مواقع معينة يرغب في تجربتها ، فيمكنه الاستفادة من خدمات البريد الإلكتروني محدد الفترة الزمنية التي تقدمها مواقع مثل www.spamgourmet.com أو www.mailexpire.com والتي يتمثل هدفها في حماية المستخدمين من رسائل Spam الضارة.

ويشدد خبراء الكمبيوتر والإنترنت على ضرورة محو رسائل Spamالتي تسللت إلى صندوق البريد. أما إذا حدث ذات مرة أن نقر المستخدم على إحدى هذه الرسائل سهوا ، فينبغي عليه عدم الرد عليها والتي يمكن أن تضلله بعض أزرار تسجيل الخروج الوهمية لعمل ذلك. ويُعزي المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات السبب في ذلك إلى أن الرد على إحدى رسائل Spam يعطي مرسل رسائل Spam مؤشرا على أنه تمكن بالفعل من اصطياد بريد إلكتروني نشط يمثل بيئة خصبة لرسائله المتطفلة.
المصدر :ايلاف