عبد الجليل سليمان

أبو حمزة والحكومة


[JUSTIFY]
أبو حمزة والحكومة

محير أمر ما يُسمى بجماعة (أبي حمزة) للجهاد والدعوة، إذ أن كل ما يصدر عنها يُهدد السلام والأمن الاجتماعيين ويُطيح بقيم التسامح والوئام، لا شك في ذلك ولا جدال.

وأمر الجماعة التي تعمل بأريحية تامة، وتُصدِر بيانات وقوائم وأحكام وعقوبات على مواطنين ومسؤولين ونظاميين، وتدفع بها عبر بيانات إلى الصُحف وأجهزة الإعلام لترفعها عناوين بارزة أعلى صفحاتها الأُولْ، يبدو غريباً جداً وغير منطقي، فكيف تعمل (الأبي حمزية) بكل قوة الدفع هذه وتلك الجرأة غير المسبوقة دون أن تعير الأجهزة الأمنية بالاً أو تخشاها على الأقل؟ وكيف تجد في نفسها كل تلك الشجاعة حتى تذهب إلى الصحف ببيانات؟ ولماذا تتكاسل الأجهزة الرقابية التي تهرع إلى مصادرة الصحف بسبب خبر عادي عندما يتعلق النشر بهذه الجماعة؟

كلها أسئلة تحتاج إجابات عاجلة من الجهات ذات الشوكة، لأن الأمر لو ترك على القارعة بهذا الشكل (المتواطئ)، فإن كثيرين ربما خلايا نائمة في الظل تهفو للنهوض والعمل في الفضاء قد تنشط باعتبار أن (ما فيش حد أحسن من حد)، وطالما يُحسر البصر وترتخي القبضة عن (أبي حمزة)، فلماذا تُستثنى تلك (النائمة) عن هذه الحُظوة؟

الجماعة المشار إليها التي تنشط بحسب تعريفها لنفسها في مجالي الدعوة والجهاد أصدرت قائمة جديدة صادرة من (محكمة الجماعة) بأهدافها المحتملة، ضمت كلاً من (الكافرة أبرار) بحسب تعبيرها، في المرتبة الأولى، يليها الشيخ النيل أبو قرون، وثلاثة من ضباط الأمن (لم تسمهم)، وموسى هلال، علاوة على أحكام شرعية مخففة لكل من الزميل (صلاح عووضة) والعضو المنتدب لشركة سكر كنانة (محمد علي المرضي).

الآن، يقع العبء كله على عاتق الحكومة، فهي المعنية بحماية وحفظ أرواح من وردت أسماؤهم في القائمة، رغم أن من بينهم من يستطيع أن يدافع عن نفسه مثل (موسى هلال وضباط الأمن)، وربما الشيخ النيل أبو قرون بحكم أنه يتمتع بقاعدة مريدين كبيرة، أما (مريم) فإن الوصول إليها أضحى شائكاً، وربنا يستر على المسكينين (عووضة والمرضي)، والحمد لله (الجاياهم خفيفة).

على كلٍّ، وطالما أن التهديدات منشورة وعلنية، فينبغي أن تؤخذ بجدية وصرامة، وعلى الأجهزة الأمنية أن تضطلع بحماية من هم على القائمة، فحيواتهم في خطر، وليس لجهة أخرى غير الحكومة حق حمايتهم وصون وجودهم وإلاّ فإن حدث ما لا يحمد عقباه، فإن الحكومة نفسها ستدخل في ورطة جديدة، تضاف إلى سجلها من (الورطات) السابقة!
[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي