أبشر الماحي الصائم

بحيرة البطانة العظمى


[JUSTIFY]
بحيرة البطانة العظمى

واحترت في سر.. احتدام تذكري

لك بالمطر.. ما لاح في الأفق البعيد قدومه

إلا وأعياني التصبر والحذر.. تشتد بي حمى ادكارك

كلما غيث أطل أو انهمر.. تتأزم الآفاق إرعادا.. وإبراقا

فيوشك بعض هذا القلب

مني أن يفر

ويهزني صوت المطر

روضة الحاج محمد

كلما أطل الخريف.. كما روضة في قصيدتها المترعة هذه.. (تتاورني) أطروحة صناعة بحيرة عظيمة وسط أرض البطانة لنجني من وراء عمليات تشييدها مكسبين اثنين.. أولهما أن نصنع حياة مستدامة بأكملها واستقرارا في هذه المنطقة بتوفير مياه تصلح للزراعة طوال العام وتربية الحيوان ثم الصناعات التحويلية والتكميلية التي يمكن أن تنهض على جوانب البحيرة.. ثم المكسب الثاني الذي يتمثل في استيعاب وتجفيف المياه التي تهاجم سيولها سنويا المدن والقرى بوﻻيتي نهر النيل والخرطوم، فتحدث أضرارا في الأرواح والممتلكات والمباني فضلاً على توفير خيش الحكومة وآلاياتها وجهدها في عمليات الزراعة.. فلا يعقل أن نكون أمة تبكي وفرة المياه شهرين من العام.. ثم في المقابل نبكي العشرة الأشهر الأخرى الجفاف والتصحر.. البحيرة التي افترضها عبارة عن حفير ضخم يتشكل من حفائر فرعية كلها تصب في بحيرته العظمى التي تمتد عشرات الكيلومترات طوﻻ وعرضا.. تحتاج هذه البحيرة الضخمة إلى أكثر من خمسة مواسم لتملأ بالكامل كما لو أنها سد نهضة آخر في سودان النيل والشمس والصحراء.. على أن الفكرة برمتها هي تطوير لثقافة مشروع (حصاد) المياه.. فإلى متى يظل النيل كعابر سبيل يحصد كل مياهنا ويذهب بها إلى خارج السدود والحدود.. وﻻزلت أتصور أن حاﻻت الفقر والمسكنة التي نكابدها هي في الأصل حالة (فقر ابتكارات) وقصور أخيلة وليست قصور إمكانيات.. فالخيران والأنهر التي تجري من تحتنا والأراضي البكر والسواعد المعروقة السمر لعمري تصلح لبناء (الوﻻيات المتحدة السودانية) التي يكون فيتو الغذاء العالمي بيدها.. فنحن يا سادتي ﻻ نحتاح لفقهاء دساتير وﻻ لخبراء مناظير، ولكننا نحتاج لمهاتير.. نعم مهاتير سوداني يملأ الأرض خضرة وإنتاجا وأملا، كما ملئت جدبا وفقرا وقفرا.. بل إني أزعم أن كل أزماتنا السياسية تستمد شرعيتها واستمرارتها ومسوغاتها من العوز والشح.. فنحتاج إلى مشروع.. الكسرة والانكسار.. أن نشبع عصيدة ثم نشهر قصيدة.. للوطن والحياة.. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.. رصوا صفوفكم وقوموا لبناء بحيرتكم الكبرى.. إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]