محمود الدنعو

فليتنافس المتنافسون


[JUSTIFY]
فليتنافس المتنافسون

أطلق الاتحاد الأوروبي برنامجا جديدا أطلق عليه اسم (برنامج عموم أفريقيا)، وهو الأول منذ برنامج الاتحاد الأوروبي للتنمية والتعاون الذي يغطي أفريقيا ككل. وسوف يخصص البرنامج 415 مليون يورو أو ما يقرب من 554 مليون دولار أمريكي للمرحلة الأولى من عام 2014 إلى 2017.

ربما يكون هذا البرنامج جزءاً من توصيات ومخرجات القمة الأوروبية الأفريقية الرابعة التي انعقدت في أبريل الماضي بعاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل تحت شعار «الاستثمار من أجل الناس في الازدهار والسلام»، لكن الإعلان عن إطلاق البرنامج بالتزامن مع ختام أعمال القمة الأمريكية الأفريقية، يشير مجددا إلى تنامي التنافس المحموم والسباق اللاهث نحو القارة الأفريقية، وهو اهتمام لو أحسنت القارة استغلاله جيدا سوف يضمن لها مستقبلاً أفضل من حاضرها المضطرب وماضيها الاستعماري البغيض، خصوصا وأن المتنافسين الرئيسيين يجمعون على أن هناك تحديات تواجه القارة الأفريقية. ففي واشنطون وخلال مخاطبته القمة الأفريقية الأمريكية، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه على الرغم من التحديات التي تواجه أفريقيا إلا أن القمة الأمريكية الأفريقية أكدت أن أفريقيا يمكن أن تحقق رخاءً كبيراً، بينما وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو في بيان إعلان برنامج الدعم لأفريقيا: إن التحديات التي واجهناها لا يمكن حلها من خلال الحدود الوطنية، وإن هذا حقيقي أن ما هو في أوروبا مثل ما هو في أفريقيا أو أي مكان آخر. ولذلك السبب، فقد اقترحت خلق برنامج لعموم أفريقيا لإيجاد حلول على الصعيدين الإقليمي والقاري، ودعم عملية التكامل الأفريقي.

وسبق إعلان برنامج عموم أفريقيا موافقة زعماء دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) على إقامة شراكة مع الاتحاد الأوروبي من خلال توقع اتفاقية بهذا الخصوص. وذكر بيان للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد سيزود الشركات العاملة في مجال التصدير في غرب أفريقيا بمزايا لا تتوفر للشركات الموجودة في مناطق أخرى من القارة.

الفرصة السانحة أمام القارة الأفريقية في استغلال هذا الزخم العالمي لتطوير قطاعات حيوية مثل الزراعة، حيث أشار البرنامج الأوروبي إلى تمويل مشاريع تتراوح ما بين الزراعة المستدامة والبيئة والتعليم العالي للحكم والبنية الأساسية، فضلا عن البحث والتحديث.

كما أشار أوباما إلى مشروعات الطاقة المزمع عقدها في القارة الأفريقية، التي ستوفر الكهرباء لنحو 60 مليون منزل ومشروع في أفريقيا. وقال إنه تم أيضا إطلاق مبادرة للأمن الغذائي تسعى إلى انتشال 15 مليون شخص في أفريقيا من الفقر.

إذن، طالما أن هذه القمم وهذا التدافع نحو أفريقيا من شأنه تطوير قطاعات مهمة مثل الزراعة، ففي ذلك فليتنافس المتنافسون، ولتحسن القارة استغلال هذه الفرص.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي