فدوى موسى

هوب أرضاً


[JUSTIFY]
هوب أرضاً

من هنا جاء الماء.. ومن هناك أقبل مخلوطاً بالطين .. لا نعرف إلى أين المفر.. صاحب الدار يصرخ بأعلى صوته إلى البطاح.. والبطاح يكاد ينغرس نبتاً في الطين.. لم يكن هناك بداً من اللجوء إليه.. لحظات وأنهار البيت بين ناظرينا (هوب أرضاً).. مرت من أمام البطاح «الثلاجة» التي لم نكمل أقساطها بعد.. وأنا أمسك بالصغيرات من أن يقفزن خلف حقائب المدرسة.. المارة من أمامنا كأنها لا تعنينا في شيء.. واللحظة الخطرة عندما ذابت كل المنطقة كما يذوب البسكويت في كوب الشاي باللبن الصباحي مطلع يوم العيد.. (يا أبو مروه.. عوووك) ولأن البلد مازالت فيها حرارة دم.. أبو مروه يرد بكامل صوته (البدوا قبلكم في البطاح).. أفترشنا الشعار الذي كان مربوطاً في البطاح والسخرية تملأ نفوسنا (تحت شعار ا لتنمية والتقدم) و أمامنا لا شيء ينبيء بهذين الأمرين فقط الماء المزمجر الذي لا يقدر إحساسنا الواجف .. الصغيرة تصرخ (ماما.. عايزه أمشي الحمام).. (يابت الحتة كلها حمام).. أخدي راحتك).. أنه يوم يختلط أي شيء بأي شيء.. لم يكن إلا بعض هدوء للمشهد ومن ثم المركب تعبر بنا إلى أقرب زلط.. ثم لا شيء سواء اللجوء الداخلي عند الأقارب الذين تجمعنا معهم هارمونية العلاقات الإنسانية.. كفكفة الدمعات ومواساة رائعة على خصاصتهم لم يبخلوا بما عندهم مسكناً ومعيشة على صعوبتها.. والنبقة ا لتي يمكن قسمتها على (الفقراء) قد قسمت على أكثر من ذلك.. ثم مرحلة يومية إلى موقع النكبة يوماً يتم حصر الأسماء ويوم يتم مدنا بالمشمعات، ويوم نطعم سندوتشات الفول المطعمة بالشمار الإعلامي.. تناول المعونة من هنا وتلتقطنا الكاميرات من هنا.. موضوعاً.. حتى وجدنا أنفسنا مشاهير على الشاشات وصفحات الصحف.

آخر الكلام:

مأساتنا.. أننا نغرق في شبر موية.. ثم نتشعلق بأحلام حصاد المياه وأمنيات السكن في مواقع أخرى مجزية .. (من باعنا هذا الموقع الحالي) ثم ماذا بعد….!
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]