أبشر الماحي الصائم

ليس هذا المنتظر


[JUSTIFY]
ليس هذا المنتظر

أنا هنا لا أستثني أحدا في الحكومة والمعاضة.. بل أستهدف بصورة أدق جيل حنتوب الذي يذهب إلى الثمانين وكراسي الحكم في آن واحد.. هو الذي يتحمل وزر وكبر ترسيخ ثقافة الإنتاج والاستهلاك السياسيين اللذين ظللنا نرزح تحت وطأتهما، فنشأت أجيال بأكملها لا هم لها ولا عمل سوى المماحكات السياسية.. فتجد أحدهم على إحدى حالتين اثنتين طوال حياته.. إما تجده حاكما وهو يعمل المستحيل ليبقى على كرسي الحكم.. وإما أنه فقد هذا الكرسي، ويسعى بكل ما يملك وبما لا يملك ليعود لهذا الحكم.. لم ينشأوا على العمل، وبالتالي لم يورثونا غير جدليات الحكم والمعارضة.. تجد أحدهم قد أنفق عقوداً بأكملها في مقاربات ومفارقات طواحين الهواء السياسية، ولم يكن في تأريخه حواشة إنتاج واحدة بل ولا كيلة فتريتة.. هل قدر لنا أن نقتات السياسة.. بإمكانك الآن تتجول في سوح ومنابر الأحزاب من أقصى اليمين إلى (أقسى) اليسار.. فهل تجد ثمة همة أو فكرة إنتاج ونحن في أوج الصيفي ومقبلون على الشتوي.. وكما ينشد الكتيابي…

مضى أبريل أبريلان

والعنزان تنتطحان في أنى

سراب أم حجر

عشب طري أم شرر

هذا الخريف

تغير الديكور خلف عباءتين

فصفق الديكور للجمهور

واشتعل المطر

وحدي صرخت وكان هزوءا أو عنادا

قلت ياريح اطفئينا

نارنا ولدت رمادا

ليس هذا المنتظر

هكذا انتهينا إلى أدبيات استقدام آلاف الأمهريات ليصنعن لنا القهوة والشاي، ونحن نتسور أحزاننا وأحلامنا ونلعن أزماننا، ونحتقر أوطاننا، وننتظر عبثا مجهولا لينتشلنا من أوهامنا.. يا أمة الكسرة والانكسار والعصيدة والملاح والأناشيد الهواء..

أنحنا أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا

في لقي في عدم دايما مخرف صيفنا

أنحنا الخرس نملاه نكرم ضيفنا

أنحنا الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا

إن عجزت الحكومة على حمل الجماهير إلى حقول الإنتاج.. هل في المقابل تعلم المعارضة

أنها البديل لتتصرف هي الأخرى بمسؤولية؟ وسأتبرع هنا للمعارضة بفكرة هائلة ستكون أنجع وأسرع لذهاب الحكومة لتحل محلها.. أن تحافظ المعارضة على المكتسبات والمؤسسات الوطتية بدلا عن الإمعان في المزيد من التدمير.. ثم طرح برامج اقتصادية وإنتاجية بديلة ومقنعة.. كأن تطرح المعارضة خططاً لانتشال هيئات السكة حديد وسودانير ومشروع الجزيرة.. ولو رأى الشعب أن رؤى المعارضة هي الأنجع لما وسعه إلا أن يتبعها ويبايعها..

هل تعلم الحكومة الآن أن العدو الأول والأشرس هو (الدولار الأمريكي) الذي يمارس سطوته يوميا أمام الجنيه السوداني المتراجع.. ولهذا هو الأولى بعمليات الحوار والنظر والاهتمام.. وأخشى إن تُرك الأمر على ما هو عليه أن يأتي يوم على مؤيدي الحكومة، فضلاً على أعدائها، ليقولوا لها نعم لشعارات القيم والمبادئ.. لكن السوق يهزمنا، فنود أن تنزل علينا الإنقاذ مائدة من سماء برامجها لنأكل منها وتطمئن قلوبنا.. ففي البدء كان الخبز ثم المبادئ.. فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. و انت بعد 25 من الحكم المنفرد لا آمنت شعبك من جوع و لا امنتهم من خوف , ما تخلى عندك دم طيب !!.