زهير السراج

لا يا دكتور – 2


[ALIGN=CENTER]لا يا دكتور … (2 ) !![/ALIGN] * من حق بريطانيا أو السودان أو أية دولة أخرى أن تضع المعايير الخاصة لقبول حملة الشهادات من دول أخرى للعمل بها أو الدراسة للحصول على الشهادات العليا. هذا أمر معروف ومعمول به فى معظم دول العالم والمثال الابرز هو الولايات المتحدة الامريكية وكندا اللتان لا تسمحا لحملة الدرجات والشهادات الاجنبية (يطلقون عليها اسم العالمية) بالعمل أو الدراسة إلا بشروط مهنية واكاديمية صعبة جدا تتضمن الجلوس لامتحانات كفاءة واجتيازها بنسبة نجاح عالية ( ثلاث امتحانات، أو أربعة كما فى كندا)، بالاضافة الى كون الدرجة العلمية تؤهل حاملها فى الأصل للدراسة أو العمل حسب المعايير الامريكية والكندية. هذا أمر لا تهاون فيه إطلاقا، خاصة فى مهن مثل الطب والقانون والبيطرة والهندسة .. إلخ، وهو السبب فى ان معظم المهاجرين إلى أمريكا الشمالية من حملة الدرجات الجامعية وفوق الجامعية يعملون فى المهن الهامشية أو يضطرون إلى تغيير تخصصاتهم بالعودة الى مقاعد الدراسة مرة أخرى والتى قد تأخذ منهم سنوات طويلة !!

* فى بريطانيا، كان الوضع أفضل كثيرا للمهاجرين، ففى مهنة مثل الطب لم يكن الالتحاق ببرنامج للدراسات العليا والتدريب بالمستشفيات البريطانية لحملة الشهادات العالمية ( الاجنبية) يتطلب غير إجتياز إختبار القدرات المهنية واللغوية ( بلاب ــ (PLAB Test، الذى ينظمه المجلس الطبى البريطانى ثم يقيد الطبيب بعد ذلك فى سجلات المجلس الامر الذى يتيح له فرصة الدراسة والتدريب ثم العمل فيما بعد !!

* بضعة آلاف من الأطباء السودانيين حصلوا على فرص التدريب والعمل فى بريطانيا بهذه الطريقة منذ عام 1930 ويوجد الان حوالى 1500 طبيب سودانى يعملون فى مختلف المجالات الطبية فى كل أنحاء المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا، منهم أكثر من مائة فى وظيفة أخصائى، وبعض هؤلاء فى وظيفة أخصائى أول بمسؤوليات إدارية رفيعة !!

* كان الذين يجتازون اختبار القدرات ويسجلون فى المجلس الطبى البريطانى يحصلون على تصريح مدته أربع سنوات للدراسة والتدريب، ثم العمل لاحقا إذا حصل الطبيب على مؤهل مناسب يتيح له العمل بالمستشفيات البريطانية، ولكن ألغى العمل بهذا التصريح فى عام 2006 واستعيض عنه بتصريح آخر يسمح لحملة الدرجات العالمية ( الأجنبية) بالمنافسة على فرص العمل فى بريطانيا بشرط أن تثبت المؤسسة التى تستخدمهم عدم وجود من يشغل الوظيفة من المواطنين البريطانيين أو مواطنى دول الاتحاد الاوروبى، ثم أضيف لاحقا بواسطة وزارة الداخلية نظام الدرجات ( 2008 ) الذى يعطى الاولوية للأشخاص المؤهلين تأهيلا رفيعا للحصول على تأشيرة الدخول والاقامة فى بريطانيا والمنافسة على فرص العمل، وتزامن ذلك مع تعاقد الوزارة مع مؤسسة ( ناريك، بريطانيا) لابداء الرأى فى الدرجات والشهادات الأجنبية التى يتقدم أصحابها للحصول على الاقامة بغرض الدراسة أو العمل ببريطانيا، وكان تقييمها لدرجة بكالريوس الطب والجراحة التى تمنحها بعض الجامعات السودانية التى قد يكون من بينها الخرطوم، انها تعادل ثلاث سنوات دراسة فى بريطانيا بعد المرحلة الثانوية، أى أنها لا تؤهل حاملها للدراسة والعمل ببريطانيا !!

* غدا باذن الله يتصل الحديث، انتظرونى !!
drzoheirali@yahoo.com

جريدة السودانى، 16 يونيو 2009