تحقيقات وتقارير

أمراض المخ .. التوطين مسؤولية حكومية


بالرغم من أن جراحتي المخ والأعصاب والقلب من التخصصات القديمة في السودان منذ أن أنشأ بروفيسور حسين أبوصالح في العام 1998م قسم الجراحة، ود. أحمد عبدالعزيز يعقوب قسم القلب، إلا أنه لم يحدث تطور في هذين المجالين اللذين يعتبران من التخصصات النادرة والدقيقة في السودان.
وحسب التقرير الصادر من وزارة الصحة الاتحادية فإن التخصصين من الأمراض التي تتصدر قائمة العلاج بالخارج.
ويستقبل مستشفى الشعب التعليمي بالخرطوم من «4 – 5» حالات أورام بالمخ والأعصاب يومياً، ويتم إجراء أكثر من ألفي عملية جراحية للمخ والأعصاب. وأشار تقرير صادر من مستشفى الشعب أن عدد المترددين على الحوادث في أغسطس 2009م بلغ «1615» لأمراض الصدر والقلب والباطنية والجهاز العصبي، وعدد المرضى المترددين على العيادات المحولة في أغسطس 2009م بلغ «1620» مقارنة بعدد «2131» للحوادث في سبتمبر 2009م، وبلغ عدد المترددين على العيادات المحولة في سبتمبر «1821» حالة، وفي تقرير عن العمليات الجراحية في سبتمبر قال التقرير إنه بلغ «1311» عملية جراحية في المخ والأعصاب وجراحة الصدر والقلب مقارنة بـ«175» عملية جراحية لشهر أغسطس 2009م.
د. الهادي بخيت مدير مستشفى الشعب التعليمي بالخرطوم قال لـ«الرأي العام»: تم إنشاء قسم جراحة المخ والأعصاب في العام 1998م بإشراف د. حسين سليمان أبوصالح، وتم إجراء أول عملية قسطرة قلب في الثمانينات وحدث تطور كبير للبنية التحتية للمستشفى، ويعتبر المستشفى المرجعي للوزارة وبه جميع التخصصات النادرة والعناية المكثفة، ويحتاج الى مزيد من غرف العناية المكثفة والعيادات المحولة، ويضيف أن المستشفى تم إنشاؤه في العام 1958م وكان عدد السكان لا يتجاوز نصف المليون، والآن يوجد كم هائل من المترددين على المستشفى خاصة من الولايات، وحدثت طفرة نوعية في الخدمات منها الأشعة المغنطيسية ومعمل متكامل وموجات صوتية للقلب في الحوادث، ولأول مرة سيتم افتتاح حوادث للسكتة الدماغية، مضيفاً أن المستشفى يجد اهتماماً كبيراً من وزارة الصحة الاتحادية ومتابعة شخصية ولصيقة من د. كمال عبدالقادر وكيل وزارة الصحة الاتحادية ويمد المستشفى بالمشورة والدعم المادي.
قال د. الهادي: إن جراحة المخ والأعصاب والقلب من الجراحات التخصصية الدقيقة النادرة وتعتبر المراكز التي تؤهل الإختصاصيين نادرة ومكلفة للدولة، وتم إنشاء قسم في مجلس التخصصات الطبية لتأهيل إختصاصيين في المخ والأعصاب، ولأول مرة يتم تخريج دفعتين احداهما خرجت طبيباً قبل خمس سنوات والثانية يتم فيها تأهيل «6» أطباء في جراحة المخ والأعصاب، ويشير الى أن عملية التخصص خارج السودان مكلفة، وتعتبر المهنة صعبة وطاردة ولا يميل الأطباء للتخصص في هذا المجال.
ويوجد حالياً «3» جراحي قلب يعملون بكفاءة، ولذلك حدث إنفراج في توطين العلاج بالداخل لبعض الأقسام خاصة قسطرة القلب، ويوجد مفهوم خاطيء في السودان، وبالرغم من ذلك يتم إجراء اكثر من ألفي عملية جراحة مخ وأعصاب، ويواجه المنسق ازدياداً في حوادث المرور مما أسهم في إطالة قائمة الإنتظار للعمليات، وتعتبر حوادث المرور من المشاكل الأساسية، وتجرى العمليات في المستشفى «7» أيام في الاسبوع، ولا يوجد يوم للتعقيم، ويجري التعقيم في غرف العمليات ساعات محدودة بجانب تأخير الفحوصات للمرضى، ويستقبل المستشفى أعداداً كبيرة من حالات التشوهات الخلقية التي يمكن تداركها وتقليل نسب الإصابة بها من خلال رعاية الحوامل وإعطائهن دواء «الفولك أسيد»، ويقول د. الهادي إن معظم حالات أورام المخ تأتي متأخرة، ويبرر ازدياد نسبة الإصابة بأورام المخ الى ازدياد الوعي وزيادة في الأجهزة التشخيصية الحديثة.
وطالب د. الهادي الدولة ان تدعم جراحة المخ والأعصاب لأن الميزانيات غير كافية، موضحاً أن السفر للعلاج بالخارج توجد به مشاكل عديدة، ويعتبر تجربة مريرة، ولدينا مآسٍ من الحالات التي تأتي الى المستشفى، لذا لابد من إعادة الدولة النظر للبروتوكول العلاجي بالخارج.
ويقول: توجد في السودان ممرضات يعملن بكفاءة عالية مقارنة بالممرضات في بعض الدول، إلا أن المشكلة أن معظم الممرضات يلجأن للعمل في المستشفيات الخاصة، ويُصبن بالإرهاق، ولذلك لابد من زيادة الموارد المادية، وتحتاج التخصصات النادرة الى إعادة النظر للإستفادة منهن في توطين العلاج بالداخل وتمكين الإختصاصيين والممرضين بالداخل.
ويقول إن إزدياد حوادث المرور يسهم في إرهاق ميزانيات المستشفى، وفي إطالة قائمة الإنتظار للعمليات، لذلك لابد من تكثيف برامج التوعية المرورية في المدارس خاصة مرحلة الأساس.
أماني اسماعيل :الراي العام