فدوى موسى

ايدو باسطة.. سيفو مسلول (2)


[JUSTIFY]
ايدو باسطة.. سيفو مسلول (2)

عطفاً على ما كتبت بالأمس من وحي زيارتي لفاشر السلطان نهاية وبداية الاسبوع.. ان دارفور قابلة لأن تكون أرض الاستقرار، لو أن نوازع العنف والتراضي النفسي احدثت بصورة متوازنة.. وأن العدل يحتاج للبسط، والهيبة تحتاج للحسم والسماحة.. لعل فكر أعمال الحوار أنسب ما هو محتاج إليه في تلك النواحي.. فقد ولدت حالات الاحتراب مع الضغط الاقتصادي العام بؤساً لا تتخطاه الا عيون المكابرين.. كثيرون هناك تهزمهم ظروفهم وبؤس ما يعيشون.. واقع المعسكرات وصعوبة إحداث التنمية، وتشتت الدماء ما بين الدوافع والنوازع القبلية ومحاولات أخذ المراد بالضراع والسلاح.. ماذا يضير لو أن الأرض أو حتى المعسكرات عملنا على تمليكها وتوزيعها وتوسيعها لتصبح قرى مملوكة للنازحين ودخلتها الخدمات المختلفة وتغذى الانسان فيها بثقافة العمل وعدم التواكل والاتكال.. فالدخن والمحاصيل المحلية التي تؤمن جانب الغذاء في ظل شح عالمي لها يمكن أن تكون مصدراً على المستوى الاقليمي، ومدرة وداعمة للاقتصاد.. ولكن- المعضلة كيف يزرع هؤلاء؟ والأمن غير مستقر..! بل أن البعض يحرث ويزرع ويحصده أو يدمره لهم أصحاب السلاح.. أبناء دارفور في شأن حياتهم الآن في محنة كبرى..! على الطرفين إن كانوا معارضين بأسلحة أو غيرها أو كانوا موالين للنظام أو في قلب تركيبه والأصل أن هناك حاجة للجلوس ارضاً رغم كثرة المنابر الداخلية والخارجية، وظهور أسماء من الجانبين تمارس هذا الحق في التداول.. الا أن الواقع محكوم بشكل واحتياجات كل طرف للضغط على الآخر في الطاولات والمنابر.. وغالباً ما يكون الثمن جثث ودماء تحتضنها أرض دارفور التي يفترض أن تحتضن البذور، وتحصد المياه وتنشد الإعمار.. ما بال أبناء المناطق هذه تنقصهم الفطنة في تلك الجزئية للوقوف دون تأزم أراضيهم اكثر مما هي عليه الآن.. بؤس انسان دارفور أوقعه في مصائد الآخر والأجندات، ولو أنه حُصِّن بما يحتاجه من مدد نفسي وحسي لما أمكن جعله ذلك المتمرد حتى على نسيجه الاجتماعي.. الآن هناك توجهات ينظر اليها على أنها آخر ما في جعبة الحكومة القائمة للحلول الشاملة لمعضلة البلاد وفي ثناياها هذه الدارفور التي اصبحت مع جنوب كردفان والنيل الأزرق بعد فصل الجنوب امتحان حقيقي للسودان.. فكيف يكون هذا الحوار جاداً ذا نتائج.. لابد من سماحة وتنازل وترفع عن الصغائر وحدود المكاسب.. ومطلوب من السلطان الكامل للبلاد أن يكون باسطاً يده وسالاً سيفه كما يقول أبناء الحكامات.

٭ آخر الكلام: احسبوها صاح.. دارفور لا تحتاج لتفريط.. إحكام المعايير العادلة.. وفرض أمن واع.. لتحصين الانسان من المخاطر ولكن كيف السبيل لذلك؟؟ هذا ما يجب أن تتواثقوا وتتعاهدوا عليه.. يلا إعقلوها وتوكلوا على الله «خلو ايدينكم باسطة وسيوفكم مسلولة».
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر