هيثم كابو

عجائب برلمان الخرطوم


عجائب برلمان الخرطوم
[JUSTIFY]

* ليس من حقنا لوم حكومة تواصلت إخفاقاتها أو التباكي على توالي نكساتها ما لم يكن هناك برلمانا حصيفا يحسن التشريع ويتابع الأداء التنفيذي بعين فاحصة ويعرف قيمة المساءلة العاجلة وأهمية المحاسبة، مع ضرورة وجود معارضة راشدة تقدم أطروحات بديلة وتنتقد بحس وطني ووعي سياسي، وتجلس بذكاء على كرسي المراقبة.!!

* المعارضة عندنا باحثة عن (مغانم ذاتية) على حساب الفصائل والأحزاب التي تجمعها بها قضية (وحدة هم عداء الحكومة المشترك)، والحكومة لا تتفق مع فصيل سياسي إلا لضرب حزب كبير وكأنما الوفاق حجة، بينما همها شرذمة الأحزاب بكل ما أوتيت من قدرة على التفتيت، وكثيرة تلك الكيانات التي يغزو الإغراء جسدها فيسعى منشقوها للمحاصصة أو الظفر ببضع كراسي، مستفيدين من ورقة شق الصف واللعب على التوقيت.!!

* يتعسر اتفاق الحكومة مع حزب الأمة القومي، فيظفر مبارك الفاضل بمقاعد الحزب تحت لافتة (الإصلاح والتجديد).. يتأخر مولانا محمد عثمان الميرغني، فيفرخ التأني الزائد حزمة من الأحزاب الاتحادية الموالية.. يخرج عبد الواحد محمد نور من قاعة التفاوض ساخطا، فيدخل القائد الميداني المنشق مني أركو مناوي القصر الجمهوري كبيراً لمساعدي الرئيس بكل الفخر وكامل الهمة.. يبشر الصادق المهدي بالحوار الوطني وتصل رؤاه مع المؤتمر الوطني لمشارف مناطق الالتقاء التام، فإذا بعودة الشعبي تسحب البساط من تحت أقدام الجميع ويجعلها الوطني أولوية البلد والأمة.!!

* تحدثنا قبل فترة عن المجلس الوطني وطرائف نوابه البعيدة عن قضايا الناس وما تعيشه البلد من أوجاع وهموم، ودعونا اليوم نقف مع (تجليات) نواب مجلس تشريعي ولاية الخرطوم .!!

* تهكمت يوم الخميس الماضي، نائب رئيس المجلس التشريعي، نجاة كرداوي، من أهل الفن والإبداع بطريقة مستفزة خلال مداولات النواب للتقرير الذي قدمه وزير الشباب والرياضة، منتقدة المطالبة بالتنسيق بين وزارتي الشباب والرياضة والتربية لاكتشاف المبدعين في الدورات المدرسية، وقالت بسخرية غير مبررة: (البلد ما ناقصة فنانين ومبدعين.. بل ناقصة علماء دين).!!

* كان بإمكان نائب رئيس المجلس التشريعي، نجاة كرداوي، (توصيل فكرتها) والمطالبة بتنشيط عمل الهيئات التربوية والمؤسسات الدعوية والجامعات والمعاهد الإسلامية التي تقدم علماء دين ودعاة وأصحاب فكر مستنير، دون الاستخفاف بأهل الفن والإبداع على الطريقة الفجة التي صدر بها حديثها الفطير.!!

* عجائب أحاديث نواب مجلس تشريعي الخرطوم لا تحصى ولا تعد، فلم يكن الهجوم الغريب لعضو المجلس و(القطب الهلالي) أحمد دولة لتحفيز الحكومة لنادي المريخ بعد فوزه بكأس سيكافا أولها، وإن عاد معتذراً وموضحاً من بعد ذلك، كما أن سخرية نجاة لن تكون آخرها.!!

*لا خوف على مراقبة الأداء التنفيذي للمحليات وعمل وزراء ولاية الخرطوم طالما أن المجلس التشريعي بالولاية مهتم بحافز سيكافا وتزايد أعداد المبدعين بالساحة الفنية وتقييم ظهور مذيعات قناة (الخرطوم) الفضائية .!!

* من قبل كانت كريمات مذيعات فضائية الخرطوم (مسألة مستعجلة) بمجلس تشريعي الولاية في الوقت الذي بلغت فيه مشكلة مياه الشرب مداها .!!

* وصفت حينها النائبة البرلمانية، آمنة مختار، مذيعات تلفزيون الخرطوم بـ(الخلاعة والعُري) وقالت إنهن (كاسيات عاريات ومبالغات في استخدام الكريمات)، وأثار حديثها جدلاً واسعاً، وسادت حالة من الهرج والمرج لينقسم النواب بين مؤيد ومعارض، والمؤسف حقاً أن فضائية الخرطوم لم تقم بتسجيل تلك الجلسة وبثها للمشاهدين حتى يعرفوا أن بعض (نواب التشريعي) تحولوا إلى (خبراء تجميل ونقاد فنيين) .!!

* كنا نعتقد أن هوس الغناء والتجميل تمدد فقط ببرامج القنوات الفضائية، ولكن على ما يبدو أن (المزيكا والميك أب) سيطرت على جلسات المجالس التشريعية.!!

* نعلم أن من حق المجلس التشريعي أن يهتم بـ(تفاصيل) كل ما يحدث بالولاية، ولكن ليس لدرجة أن يحدد أعضاء المجلس لإدارة فضائية (الخرطوم) مقدار (الفاونديشن والبُدرة) التي ينبغي أن يضعنها المذيعات على وجوههن .!!

* كل من يشاهد فضائية (الخرطوم) يعلم أن اتهام آمنة مختار لمذيعات القناة بالخلاعة والعُري باطل وغير حقيقي ولا يليق بنائبة برلمانية، فشاشة قناة (الخرطوم) لا ينقصها الاحتشام.. كما أن تهكم نجاة كرداوي على المبدعين ماهو إلا حديث منزوع التقدير والاحترام.. و(مثل هذه الخطرفات الخرقاء مجرد كلام والسلام).!!

* متفاءل أكثر من اللازم ذاك الذي ينتظر من بعض النواب حمل هموم الناس عبر أداء برلماني واع بعيداً عن (الهترشة وطق الحنك والحكي)، فنادرا ما يكون (القبة تحتها فكي) .!!

نفس أخير:

* إنما أحدثك لترى، فإذا رأيت فلا حديث.!!

[/JUSTIFY]

ضد التيار – صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد