ولاة أجانب!

لو أن النقاش الذي دار بيني وبين محدثي كان مع واحد من العامة محدودي التعليم أو الثقافة لوجدت له العذر في الفكرة التي طرحها عليّ بمنتهى الإيمان، لدرجة أنه دافع عنها بصورة قتالية، وحاول أن يقنعني لاتبناها مثله تماماً.. والفكرة التي طرحها عليّ الرجل- وهو طبيب نطاس بارع- و«ما بقول اسمه عشان الهواء ما يقسمه» قال لي إن كثيراً من المؤسسات والشركات الناجحة تميل للاستعانة بخبراء أجانب يتعاقدون معهم من أجل تطوير العمل الإداري، وانفاذ سياسة الضبط والربط، لأن الخواجات ماعندهم (يمه أرحميني).. وقال لي إن هؤلاء يبذلون كل وقتهم وتفكيرهم في العمل فقط، لأنهم وبحكم أنهم غرباء فهم بلا مهام اجتماعية أو واجبات أسرية، وبالتالي ليست هناك أعذار من شاكلة حبوتي ماتت، وبت جيرانا عرسوها، وكنت مع مرتي في الدايات، لذا فإن أي مليم يأخذونه راتباً هو حلال مائة بالمائة، لأنهم قصاد ذلك يؤدون خدمة ويديرون مهاماً والطبيب النطاس بنى فكرته على هذه القناعة، وقال لي طالما يا أم وضاح أن الكثيرين- وأنتي منهم- تشهدون أن الخدمة المدنية في السودان أس بلاويها هو (الترس الإداري) الذي لا يستطيع أن يدير ماكينة العمل وهو صدئ وفاقد للصلاحية، وطالما أن كثيرين- وأنني منهم- على قناعة أن الفشل الإداري طال السياسة نفسها، والسياسة أيضاً تدار، وسبب الفشل إما المحاباة والمجاملة أو الفساد، طالما أن هذا هو الحال فلماذا لا نستعين بسياسيين من الخارج، يعني مثلاً نجيب ولاة من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، ونجيب وزير المالية أمريكي، وعلى هذا القياس نملك المناصب المهمة والوزارات الدايرة فهم لشخوص يفهمون فيها، ولعل التبرير الذي أعجبني في حديثه أكثر من حكاية الكفاءة والخبرة أن قال لي على الأقل نضمن الوالي ما عنده قريب يديه، ولا نسيب يبني ليه، ولا ود خالة يسهل ليه دايرنه، مسؤول مقطوع من شجرة، يعمل شغله بناءً على عقد معين، وأي لولوه تقطعه معاه ناشف.. أقول ليكم حاجة رغم غرابة الاقتراح لكن قلبته في رأسي، إذ أن كل الحلول ما عادت ممكنة وربما يكون ما قاله حلاً حتى لو رأيناه عجيباً ومستحيلاً.

كلمة عزيزة:

قيل إن وزارة المعادن مقلوبة رأساً على عقب، بعد التحقيق الجرئ الذي أجرته الزميلة تقوى الصديق بالزميلة (الإهرام) حول الموظفة بالوزارة وعصابتها الذين نهبوا مبلغ (3) مليارات جنيه، والوزارة حتى لا تتفاءلوا كثيراً ليست مقلوبة بحثاً عن مزيد من الحرامية، لكن لمعرفة من أين تحصلت تقوى على المعلومات والمستندات.. عرفتوا بلدنا ماشة لوراء ليه!! لأنه بدلاً من مواجهة الحقائق رغم مراراتها نهتم بمداراة الفضيحة!! كنت سأحترم الوزير لو أنه خرج للعلن وقال نعم هناك فساد قام به شخص وسيأخذ عقابه وحسابه القانوني العادل!! تخيلوا كم سيخاف العشرات (الناهبين البلد) بهذه الطريقة.. تلاتة مليارات حته واحدة يامفترية خربتوا البلد يخرب بيوتكم.

كلمة أعز:

حدثني الأهل في مدينة مروي أن هذا الموسم المعروف عندهم (بحش التمر) شهد فشلاً ذريعاً بسبب ضعف الإمكانات وعدم اهتمام حكومة الولاية بهذا المنتج المهم.. يا أخي معتمد مروي البلح هذا ثروة قومية يمكن أن يساهم في الدخل القومي بارتفاع صادراته، لكن مشكلتكم أنكم تتخيلونه منتج محلي لا قيمة له إلا في مديده البلح والشربوت وأشياء أخرى!! أخي معتمد مروي أهل المنطقة من البسطاء وأنت تعلم ذلك، فلماذا لا تعينوهم كحكومة ولاية لأن السنة دي خشمهم ملح ملح!!.