عبد اللطيف البوني
هل كان صحبة راكب؟
رهان الحركة الشعبية على سوء العلاقة بين امريكا والمؤتمر الوطني قديم وكان من المأمول ان يتبدل الموقف بعد اتفاقية السلام، وقد ذكرت من قبل ان الآنسة كونداليزا رايس «55» سنة (طراها الله بالخير) عندما زارت السودان بعد توقيع الاتفاقية مباشرة واجتمعت بالراحل قرنق في القصر الجمهوري عرضت عليه تطبيع العلاقات بين واشنطون والخرطوم، لأن واشنطون وعدت بذلك كحافز للوصول الى اتفاق السلام ولكن قرنق رفض لأنه يريد الاستفادة من أمريكا كورقة ضغط، ولعل هذا يكشف لنا استراتيجية الحركة في هذا الامر ولكن يبقى السؤال: ألم يكن من الأفضل للحركة ان تفعل العكس، أي تقوم بدور(واسطة الخير) ومن خلال هذا (الجميل) تحمل شريكها على تنفيذ مطالبها؟
لقد ظلت سياسة الولايات المتحدة تجاه المؤتمر الوطني تتسم بالعداء بدفع من الحركة أو لحاجة في نفس أمريكا لذلك تعتبر زيارة وفد المؤتمر بقيادة الدكتور غازي صلاح الدين لأمريكا حاليا وبنية إزالة التعثر في تطبيق اتفاقية السلام خطوة غير عادية في اطار العلاقة بين الخرطوم وواشنطون، ولكن يبقى السؤال هل ذهب وفد المؤتمر الى واشنطون (صحبة راكب) للحركة الشعبية كما ألمح الى ذلك السيد عقار؟ أم تسلم (كرت دعوة) خاصاً به؟ اغلب الظن ان المتغيرات التي اجتاحت السياسة الخارجية الامريكية بفضل اوباما والتي كان نصيب السودان منها اسكوت غرايشن الذي جاء للسودان بنفس مستمد من تلك الرياح هي التي حملت غازي ووفده لواشنطون.
اذا كان ذلك كذلك فعلى الحركة ان تعيد النظر في استراتيجيتها هذه. السياسة الخارجية الأمريكية تقوم على البراغماتية وكذلك سياسة المؤتمر الوطني، فالتقارب بينهما ليس مستحيلاً وان كان صعباً لوجود جماعات الضغط التي تعادي المؤتمر علانية ولعل هذا ما تراهن عليه الحركة. الأوفق للمؤتمر وللحركة (العودة الى سنار) بدلاً من السباق نحو أمريكا ولهما في أبي يزيد البسطامي أسوة حسنة الذي خرج في طلب الحق فقيل له ان الذي تطلبه تركته ببغداد فرجع ولزم الخدمة وفتح له ورحم الله شاعرنا محمد عبد الحي.
صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 25/6/2009)
aalbony@yahoo.com
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة