منصور الصويم

تأرقات الولد الذي عشق البنت التي كانت


[JUSTIFY]
تأرقات الولد الذي عشق البنت التي كانت

يحكى أن الولد الذي أحب البنت تلك، ذلك ظل يحلم بها لسنوات طوال، ويراها دائما في مدى وردي شاسع الآفاق، بلا أمد؛ تتنوع أشكال الورود وألوانها، وتظل البنت هي هي، تجرى (ببطء)، أطراف فستانها يهفهفها الهواء اللطيف، يداها مفرودتان، وضحكتها؛ تميل مع ميلانها الخفيف وهي تجري وتجري وتجري.. وكان يهز رأسه في كل مرة وردية متنوعة (أهي البنت أم فيديو كليب)؟

قال الراوي: الولد المهجوس بالبنت ذات الورد، حفر وراءها كثيرا في دروب الفيس بوك، بحث اسمها بالعربي، أبدله بالإنجليزي، أدخل ألقابا صغيرة مضحكة كان يتذكرها؛ اسم دميتها القطنية، اسم قطتها.. بحث في (قروب) المدينة تلك التي تركته فيها نائما ذات يوم بعيد، انضم لقروب (أبناء السكة حديد)؛ ركب كل قطارات البحث الإنترنتين لكنها ظلت هناك فقط؛ وسط الورود تجري وتجري وتجري.

قال الراوي: الولد لمعالجة أدواء حبه للبنت أحب سبع نساء؛ ثلاث متزوجات واثنتين حالمتين، وواحدة مطلقة، ظللن يحدقن إليه؛ عند كل انتهاء، بنداء وأسى وشوق لا يرتوي، بينما هو يحرك منخريه متمرغا أجسادهن بحثا عن طفلة؛ وردية، كانت معه، هناك في فراش بعيد بالمدينة تلك.

قال الراوي: بدوافع الانتقام والهروب والتشفي، كان الولد ينسج في كل شهر ثلاثين علاقة حب (دردشية) في الفيس واسكايب وواتس آب..الخ، يدغدغ البنت، يخاطبها كأنها وردة، يعلقها، يسجنها في براثن حبه (الدردشي)، تريه صورتها، تنطلق بهية وكأنها جسد وهب له فقط عبر كاميرا الفيديو.. البنات الثلاثون المتجددات، في كل شهر يتفجأن بالولد وهو يسأل بجنون قبل أن يلغي الدردشة: (لكن أين الورد، والسكة حديد والدمية.. أين أنا وأنت؟).

ختم الراوي؛ قال: ينسج الولد الذي عشق البنت حكايته وهو يتساءل في (بطن) لياليه المنصوبة من أبد (أين هي.. هل ماتت) ويجيب (مثلها لا يموت، كيف للورود أن تموت)!!

استدرك الروي؛ قال: في مرات كثيرة، لا تنتهي؛ يبكي الولد، تغسله الدموع و(يشرقه) الحنين لتلك البنت التي كانت معه هناك عند كل يوم يستمعان لصافرة القطار ويضحكان، قبل أن يأخذها ويتركه هكذا: مجرد ولد يحلم بالورد.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي