اسحق احمد فضل الله

أبخــــــرة!!


[JUSTIFY]
أبخــــــرة!!

«1»
.. والجلابيب تدخل القاعة الفاخرة في بورتسودان.. لانتخاب الوالي.. والجلابيب هذه لا تدري أنه ليس لها من الأمر شيء.
.. وأن أجواء غريبة من خلف الحدود هي الآن ما تدير الرؤوس.
.. وصراع مصر وإثيوبيا وإريتريا والسعودية وإيران هو ما يدير انتخابات الولاة الآن.
.. وتعدين الذهب هو ما يدير انتخابات رئاسة الجمهورية العام القادم.
.. ورؤوس أخرى يديرها شيء.
.. وصحيفة «المجهر» تحمل حديث دكتور علي الحاج ــ الحديث الذي يعني أن دكتور علي الحاج شيء.. وأن الترابي شيء آخر.
.. وأحاديث تحملها الصحف تجعلك تضع رأسك على طرف الطريق.. وتمشي.
.. لكن حديث اللواء الهادي بشرى يجعلك تقف أمام مرايا «أدجار آلان بو».
.. والكاتب الأمريكي هذا في رواية له.. رجل يقف أمام المرايا.. وصورة الرجل في المرايا تمد يدها وتجذب الرجل إلى داخل المرايا.
.. وشيء مثلها يجذب الهادي بشرى وهو يكتب أمس عن «مسيرة إنسان نبيل.. فريق أول فتحي أحمد علي».
.. وفتحي أحمد علي هو الذي يتخلى عن قيادة الجيش السوداني ليقود جيش قرنق ضد جيش السودان هذا.
.. وفتحي ــ الذي يموت بصورة غريبة ــ يرحمه الله ــ والهادي بشرى يرحمه الله ويمتعه بالعافية.. ونحن يرحمنا الله.. والسودان المسكين يرحمه الله.. فأبخرة غريبة تدير رأسه.. والناس فيه.
«2»
.. وانتخابات شرق السودان لما كانت تجري في كسلا وبورتسودان.
.. حشد من ضباط مخابرات دول أجنبية يتجارى هناك.
.. والرجل الثاني في مخابرات دولة مجاورة كان بعض ما يطلقه هو
: حين يقوم احتجاج عسكري في دولته.. أهل الاحتجاج يختفون كلهم.
.. ووفد حقوق الإنسان يأتي ويجتمع بالعساكر المحتجين.. ويسمع منهم أن الأمر لم يكن أكثر من زكام سياسي.
.. والوفد لا يعلم حتى اليوم أن العساكر الذين يلقاهم لم يكن واحد منهم من أهل الانقلاب.
.. والناس هناك ــ بعدها ــ يسمعون في كل يوم نعياً للضابط فلان الذي مات بالسكتة القلبية.
.. السيد ضابط المخابرات الأجنبية الذي يقضي إجازته بشرق السودان.. والذي يصنع الحكاية هذه.. كان يشهد انتخابات الولاة.. بطريقته.
«3»
.. أجواء القاهرة وأسمرا وأديس أبابا هي ما يدير انتخابات الولاة في الشرق.
.. وأجواء ليبيا ومالي وتشاد وإفريقيا الوسطى هي ما يدير انتخابات ولاة الغرب.. تبحث عمن يدير غرب السودان.
.. لكن من يدير الغرب في السنوات القادمة هو موسى هلال.
.. وموسى يصنع كرسيه الغريب.
.. ولشهور قريبة كان موسى هلال هو من يصنع مانشيت الصحف.. «أين هو.. ماذا يصنع و…».
.. ونزاع بين هلال وكبر.. والنزاع يصمت فجأة.. وموسى بعيد.
.. ولقاء أم جرس الذي يجمع قيادات السودان وتشاد.. موسى يصنعه ويبقى بعيداً.
.. وتحت الظلال البعيدة كانت عمامة موسى هلال المستديرة تقارب عمائم قادة المسيرية والرزيقات والمعاليا والسلامات و… و…
.. وصلح ينسج.. ومن يحرسون الصلح يصبحون حول موسى هلال.
.. وموسى يلتفت الآن إلى فصائل التمرد.. ويتسلل الأيام القادمة إلى أديس أبابا.
.. وموسى ــ بحاسة متمرسة ــ يعرف أن الخرطوم المرهقة تريد صلحاً.
.. وأن التمرد المرهق يريد صلحاً.
.. لكن موسى يعرف أنه يصنع «الورطة» الأعظم يوم يجلس التمرد على الأرض ويضع السلاح ويتنهد.
.. والتوقيع قريب.
.. عندها ــ التمرد يرفع عيونه بعد التوقيع يطلب الثمن.
.. وتشاد ترفع عيونها تطلب الثمن.
.. وموسى نفسه يرفع عيونه يطلب الثمن.
.. سلام..
.. لكن الثمن.. أين هو؟! موسى لعله يحصل على ما يريد.
«4»
.. موسى وانتخابات الولاة بعض من الأجواء التي تصنع كتابة غريبة يكتبها الهادي بشرى.
.. والكتابة هذه لا نجيب عليها الآن لأننا لا نريد أن نفسد على الرجل عيد الأضحى.
****
.. عيدية..
.. ونعلم من التعليم العالي أن طلاباً كثيرين يفقدون فرصة الجامعة لأنهم حصروا رغباتهم في جامعة الخرطوم فقط.
.. وأنهم لهذا يفقدون فرصة الدراسة رغم الدرجات المرتفعة التي حصلوا عليها.
.. الوزارة تبحث الآن اقتراح تخصيص مقاعد لهم في كليات الطب بجامعات أخرى.
.. والتعليم العالي نعود إليه.
[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]