مقالات متنوعة

كنت صادقا في كل ما قلته عن المستشفي الصيني


مبروك عليك الوصيف يا مدينة ..!!
لابد ان يكون كل القراء خاصة قراء صحيفة الدار قد قرأوا بالصفحة الاولي لصحيفة (اخبار اليوم) .. ان وزارة الصحة بولاية الخرطوم قررت اغلاق ثلاث مستشفيات صينية بمخالفتها للمواصفات وان احد هذه المستشفيات وهو شاي آي الذي يقع جوارمقابر البكري بامدرمان وجنوب اسواق الولاية تقدم باسترحام للوزارة لمعاودة العمل فرفضت الوزارة الاسترحام بعد ان تاكد مخالفته للمواصفات من خلال تقرير تسلمته من تيم التفتيش الذي قام بزيارته.

{ ومستشفي شا آي هذا هو الذي كتبت عنه علي صفحات صحيفة (الدار) وقلت ان ما به مخالف للمواصفات المطلوب توفرها فقد تابعت دعايته الواسعة في الفضائيات عندنا .. وقمت بزيارته طلبا للعلاج ولفت نظري وجود مواطنين عددهم كان كبيرا وكلهم بدون شك جاءوا بحثا عن العلاج وكان معي ابني فطبلوا منا اجراء عدد من الفحوصات كلفتنا حوالي المليون جنيه ذهبنا بها لاحد الاخصائيين .. كما قالوا لنا وجلست في مقعد امامه .. ودون ان يتحرك او يقوم باستعمال اي جهاز او يطلب مني ان اقدم له اي اوراق من التي حملتها معي وكانت من مصر والاردن .. تحدث باللغة الصينية وترجمت له فتاة سودانية سالتها هل هي من الاكروبات .. فقالت انها درست اللغة الصينية في جامعة الخرطوم وقالت لي الفتاة ان الطبيب يقول انني اعاني من ارتفاع في الضغط .. وارتفاع في القاوات وارتفاع في البولينة وارتفاع في السكر وتضخم في البروستاتا .. وطلبت منها ان تساله متي سيتم تشييع الجثمان.. فقالت له وغضب الطبيب مما قلته.. وتحدث بحده لم افهم ما قاله لان الفتاة رفضت ان تقوم بالترجمة لي فقلت لها انه اذا واصل الحديث فسأقوم بتسديد ضربتين له من العصا التي كنت احملها واظنها قد قالت له لانه حمل سماعته ومفتاح عربته ودون ان يستاذنني غادر الغرفة ولحق به ابني فوجده قد ذهب وتركنا خلفه.. واوردت كل ذلك في مقال نشرته علي صفحات (الدار) حتي احذر المواطنين واظنني قد لفت انظار المسئولين في وزارة الصحة بالخرطوم فقاموا بعملية التفتيش والحمد لله انهم وجدوا كل ما قلته سلميا.. وما لم اقله هو ان احدي الممرضات التي وجدتها تعمل معهم قالت لي انه يتم استعمال الحقنة عدة مرات بعد ان تتعرض للغلي في الماء الساخن.. وان الصيدلية بالمستشفي تتعامل باللغة الصينية وحدها وكل الدواء الذي بها وارد اليها من الصين.. وضاعت علينا طبعا فلوسنا دون ان نحقق نجاحا وفيما بعد التقيت بطبيب سوداني بروفيسور اخصائي قلب وباطنية وجدت عنده الشفاء بحمد الله بعد ان زرته في عيادته.. فاكد لي ان عمليات غش عديدة اصبح يخضع لها المريض السوداني من الجهات الاجنبية التي يلجأ اليها لان بعض الاطباء بات كل همهم هو جمع المال.. والحمد لله ان الطبيب الذي قمت بمقابلته في الاردن .. سالني عن البروفيسور فضيل .. وقال لي ساخرا اذا كان عندكم فضيل فلماذا تحضروا لنا. ولا يعني هذا ان الاطباء في الاردن كلهم دون المستوي .. فقد اخذت ابنتي هنادي وذهبت الي هناك وكانت تشكو من الم حاد في المعدة فقابلنا بروفيسور في مستشفي الشمساني اجري لها عملية منظار ثم ازال المرارة فعادت سليمة بحمد الله خلال يومين فقط.

وعندما ذهبت له في عيادته الخاصة حتي ادفع الحساب قال لا لانني صحفي ومن السودان فانه قد جعل لي تخفيضا .. خمسين في المائة..!!

الكاتب : ميرغنى أبوشنب
يوميات أبوشنب – صحيفة الدار