تحقيقات وتقارير

كارثة صحية في موقف جاكسون


نتمنّى أن لا تجبرك الظروف إلى المرور بموقف جاكسون هذه الأيام..كمية من المياه الراكدة تعطّل الحياة تماماً في المنطقة..الطين والوحل والأوساخ والروائح الكريهة تملأ المكان..المارة يعانون أشد المعاناة من أجل عبور الموقف للوصول إلى مركباتهم التي تقلهم إلى منازلهم ..وفوق هذا وذاك تجمّعت جيوش من الذباب لتهجم على موائد الكافتريات التي تحيط بالموقف..تجاهل كبير من المسؤولين لهذا الكارثة الصحية ..فلا توجد فرق لصيانة المواسير المعطوبة ..وحتى عربات الشفط لم تقم بدورها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..وسط إصرار الباعة على عرض بضائعهم ومأكولاتهم …الرائد كانت هنالك لتستطلع عدد من المواطنين والباعة وسائقي المركبات حول هذا الأمر فكانت هذه الحصيلة ..

لماذا لم توفّر (المحلية) فرق الصيانة والشفط لمنع تأزم الموقف؟

منظر لايسر

سر دار عبد القوى بائع موز في موقف جاكسون سألناه عن هذه المياه وسببها فقال»هذه المياه على هذه الحالة لها يومين ..وهى تأتى من خارج الشارع وهى مختلطة بمياه الصرف الصحي ..حتى الآن لم يأت أحد من المسؤولين ليتفقّد الأوضاع ..نحن كبائعون متضررون أشد الضرر من هذه المياه الراكدة..فهو منظر لا يسر أحد..وأنها ليست أول مرة يحدث فيها هذا الانكسار الكبير للمياه..»

مياه راكدة

(سعودي) بائع تفاح سألناه عن مصدر هذه المياه؟ فقال «إن المياه مصدرها الشارع الرئيسي أي شارع عبد الرحمن ..هى ماسورة متدفّقة أو مكسورة لا ندري سبب عطبها..»أما عندما سألنا عن مضار هذه المياه لهم قال»نحن كبائعون متضررون جداً منها نسبة لأن الشارع واحد وهو مزدحم جداً من المارة بسبب كمية المياه الراكدة لا يستطيعون الوصول إلينا لكي يبتاعوا من بضائعنا ..نحن الآن نشعر أن حركة البيع بسبب المياه الراكدة أصبحت ضعيفة ..أيضاً العربات من حولنا تقوم (برش) بضاعتنا بالمياه المتعفّنة مما يؤدي إلى فسادها..وقد تسبّبت تلك المياه الراكدة فى وقوع عدد من النساء وهنّ كبار السن من ضمنهم سيدة وقعت ونحن قمنا بمساعدتها بغسل ملابسها فى الكافتريا»

انغماس فى الطين

في نفس السياق علّق لنا إبراهيم أحمد سائق حافلة عن المياه الراكدة بقوله»نحن فى هذا المنظر منذ ثلاثة أيام .. مياه راكدة لا نعرف من أين أتت فقط طين ووحل ومحال للمارة تخطيها..نحن أصحاب الحافلات نعاني من خلال الخوض في هذا الوحل، ويسبّب الأذى لمركباتنا ويعطّل ويصيب السايفون ويعطل الفرامل ويوسخ القماشات ..المشكلة الكبرى أنه لا يوجد طريق آخر يمكن أن نسلكه بدلاً من هذا الطريق. فكل مركبات السوق المركزي والمحلي وأركويت والمعمورة، وبعض المركبات الصغيرة التي تتجه إلى منطقة مايو وسوبا تنطلق من هذا الموقف الذي أصبح عبارة عن مياه راكدة ووحل وطين..أيضا هنالك إشكالية أخرى هي أن الركاب ينغمسون في الطين والوحل وبعدها يركبون العربات وهم محملين بها فتتسخ العربة اتساخاً كبيراً ولا يمكن أن نلوم أياً منهم على هذا الأمر ..»

غير حضاري

عصام حسن عبد الله سائق حافلة أمّن على حديث سابقه وأضاف قائلاً»إن هذه المياه مزعجة أشد إزعاج وهو أمر لا يحتمل ونطالب المحلية والمختصين في وزارة التخطيط العمراني وهيئة مياه الخرطوم التدخل لإنقاذ الموقف ..أيضاً هنالك تساؤل أوجهه للمسؤولين لماذا لم يقوموا بشفط المياه التي أصبحت تعطّل حركة موقف جاكسون ..إنه لأمر مزعج يجب أن تتضافر الجهود من أجل احتوائه..فهنالك ضرر كبير يصيبنا نحن سائقي المركبات العامّة وهو اتساخ العربات والعجلات وتعطيل الفرامل ..أضف إلى ذلك أن المنظر الغالب الآن في الموقف غير حضاري بالمرة ..هذه المياه لها أكثر من ثلاثة أيام والأمر أصبح لا يحتمل ومزعج «

باعوض وذباب

الشيخ محمد البشر مواطن عانى في الدخول إلى موقف جاكسون يقول «هذه المياه المتدفّقة من ماسورة ربما تكون مكسورة، ولم يأت حتى الآن أحد من المسؤولين لتفقّد ما يحدث، ولم نر عربات المحلية أو الهيئة أو أي شخص يدل على أن هنالك اهتمام بالأمر، وأصبحت الفوضى تعم المكان ..مع ملاحظة أن المياه المكسورة أصبحت كثيرة وفي أكثر من مكان، وهذا يؤدي إلى تعطيل الحياة وحركة سير المواطنين، وتغيّر لون المياه وتعفنها الذي يحدث روائح كريهة تسبّب الأذى للجميع، ويمكن أن تسبّب بعض الأمراض، وخاصة لأولئك الذين يعانون من الأزمات المزمنة ..كما يؤدى ذلك إلى توالد الباعوض ليلاً والذباب في النهار وخاصة أن الموقف يحيط به سوق كبير لتقديم المأكولات، كما توجد بعض الكافتيريات، ومعظم المواطنين أصبحوا (يعافوا) من الأكل في هذا الموقف خوفاً من الروائح ومن التعفّن وهروبا من الذباب..ومن الضروري أن تنظر ولاية الخرطوم لهذا الموضوع وتضع العلاج له «

تدهور صحى

أنور حسن، سائق حافلة سألناه عن قصة هذه المياه المتعفّنة فقال»من أول أمس هذه المياه بشكلها الحالي بل أحياناً نحس بأنها تزيد ..ونحن نعانى كثيراً من هذه المياه ونتساءل لماذا لم يتحرّك المسؤولين لإنقاذ الموقف..»ويقول بابكر سعد «هنالك تأثير كبير على مركباتنا ..حتى أن عدد الركاب قلّ كثيراً بسبب تراكم الأوساخ ..وأصبحنا نتخوّف من تفشّي الباعوض والذباب في الموقف ..ونحن نعتقد أن هذه المياه (المركونة) هي مياه صرف صحي فلابد أن تجد لها الوزارة حل جذري حتى لا يتضرّر المواطن صحياً وبيئياً..»وتدخل الكمساري جعفر عمر آدم في الحديث بقوله»كل يوم توجد ماسورة مكسورة ..سئمنا من المواسير المكسورة والتعفّن والطين والوحل..أنا أقوم بغسل العربة يومياً لاتساخها بهذه المياه الراكدة ..وهذا يؤثّر عليّ فأنا متضرر إضافة إلى تأثر العربة نفسها ..أتمنّى من وزارة التخطيط معالجة الأمر وأن تكون هنالك رعاية للطرق، وأن تعمل على إصلاحها..وأنا استغرب من بائعي الخضروات والفواكه لهذه المأكولات وسط هذه المياه الراكدة..»

مناشدة للمسؤولين

سميرة آدم، بائعة فول تقول «ظللنا حوالي ثلاثة أيام على هذه الحالة ..وهذا الأمر أثّر علىّ كثيراً في حركة البيع..وأصبح الشارع ضيّق بالمارة المتهربيّن من الطين والوحل ..حتى التنقّل داخل الموقف أصبح في غاية الصعوبة ..وهنالك روائح غير مستحبة تملأ المكان «أما حواء يعقوب بائعة شاي تقول»إن المياه الراكدة ضايقتنا كثيراً ..وعملي تضرّر كثيراً من هذه المياه .نناشد المسؤولين بالتدخل لإنقاذ الموقف لإيجاد حلول لهذه المشكلة ..»ويقول عمر سعد الوقيع «هنالك إهمال واضح ..فالمجارى غير نظيفة والأوساخ تراكمت عليها..ليست هنالك متابعة من المسؤولين ..وأنا أعتبر هذا شكل غير حضاري لموقف فى وسط الخرطوم ..»ويقول عيسى محمد من المواطنين المترددين على الموقف»أناشد المسؤولين في المحلية أن يقفوا على هذا المنظر الذي لا يسر ..هنالك بائعون ملزمون بالجلوس في مكان علمهم ليلاً ونهاراً، وهذا المكان أصبح غير صحي لهم على الإطلاق بسبب ركود المياه والأوساخ ويمثّل مستنقعاً لتراكم الباعوض والذباب..»ويقول بلة محمد علي سائق مركبة «المياه الراكدة أثّرت علينا وهى غير صحية والمنظر فى مجمله غير مناسب للخرطوم العاصمة الحضارية «

بحيرة من المياه الراكدة والطين والوحل وسط تجاهل المسؤولين

الروائح الكريهة لم تمنع البائعين من عرض (الأطعمة) مع غياب الرقابة الصحية

صحيفة الرائد : سارة العلوي..إيمان أبو القاسم