الطاهر ساتي

أين الدولة ..؟؟


[JUSTIFY]
أين الدولة ..؟؟

:: يومياً، نقرأ أو نسمع تصريح غير موفق وصادر عن وزارة الصناعة حول شركة سكر كنانة.. وكأن هذه الوزارة لاتتقن الحديث أو لم تعد مسؤولة إلا عن كنانة فقط.. قبل أيام، أثار وزير الصناعة صخباً إعلامياً حين قال للصحف : ( لانمانع في بيع أسهم السودان في كنانة)، وقبل أن يتبخر صدى حديثه، ها هو يخرج للناس عبر الإذاعة متهماً أحد الشركاء العرب بالفساد..فوزي المانع، ممثل الكويت ونائب رئيس مجلس الإدارة بالشركة، يستغل كنانة ويقوم بتسمين المواشي وتصديرها إلى مصر، أوهكذا أطلق وزير الصناعة الإتهام على (الهواء مباشرة).. وحتى اللحظة، لم – ولن – يرسل دليل الإتهام إلى النيابة والمحكمة.. ومع ذلك، تتهم الحكومة حركات التمرد بتهديد الإستثمار السوداني، بيد أن الواقع يشير إلى أن نهج وزير الصناعة في معالجة القضايا أخطر من ..( حركات التمرد)..!!

:: ما يحدث لكنانة يؤكد غياب الدولة ومؤسسيتها وقوانينها..فالسميح الصديق هو (الدولة)، وكذلك أحمد المرضي (دولة أخرى)، ثم هناك دول أخرى – في هيئة شخوص – تعمل في الخفاء.. نعم، مراكز القوى هي التي تقود شركة كنانة إلى ( الهاوية).. وللأسف بعض الزملاء، كالعهد بهم دائماً يتقنون فن الصيد في المياه العكرة بلا تفكير يُرجح كفة (المصلحة العامة).. فالشاهد منذ بداية الأزمة، فريق إعلامي مع المرضي ضد السميح وفريق إعلامي آخر مع السميح ضد المرضي، ولم تنصحهم أنفسهم بأن السميح والمرضي ما هما إلا ( طُرة وكتابة) لعملة صراع الأفيال على أشلاء مصالح الناس والبلد .. والصخب المثار حالياً، حول مشروع إستثماري يشارك فيه السودان بعض الشركاء الأجانب، حين يقرأه ويسمعه البعض الآخر غير الشريك، فهل يفكر في الشراكة؟..هكذا كان يجب أن يكون التفكير قبل تمكين مراكز القوى من (وسائل الإعلام) ..!!

:: والمهم.. ماليا، ما لم يكن قد سقط مصطلح المؤسسية من قاموس الدولة، فأن وزارة المالية – وليست الصناعة – هي المسؤولة عن أسهم السودان وعائدها بشركة كنانة وكل المشاريع التي للسودان فيها نصيب.. وأخطأت وزارة المالية حين تركت حبل مراجعة كنانة – بواسطة المراجع العام – لغارب وزارة الصناعة التي لم تحسن التعامل مع (هذا الملف)..وفي آخر جمعية عمومية للشركة، كاد الشريك الكويتي أن يزج بمشروع كنانة إلى دهاليز (التحكيم الدولي)، لأن وزارة الصناعة إنتهجت – في ملف المراجعة – نهج ( يا فيها، يا نطفيها)..وما لم تتدخل وزارة المالية بقانون الدولة وتُمكن المراجع العام من مراجعة حسابات الشركة، فستظل الحقيقة المؤلمة هي إنتصار الشريك الكويتي وهزيمة قانون سوداني يُلزم المراجع العام بمراجعة أي مشروع فيه للشعب من الأسهم (20%)، أو أكثر ..علماً بأن إجمالي أسهم الحكومة والبنوك السودانية في كنانة (45.50%).. !!

:: أما إدارياً، ما لم يكن قد سقط مصطح المؤسسية من قاموس الدولة أيضاً، فأن وزير المالية – المسمى في كل عقودات الشراكة بحامل أسهم السودان- بالتشاور مع رئاسة الجمهورية، هو المسؤول عن ترشيح ممثل الحكومة لأي مجلس إدارة شركة فيها للسودان نصيب، أي المسؤول عن ترشيح (العضو المنتدب).. وللأسف، حين غاب هذا الدور المحوري لوزير المالية لفترة تجاوزت الخمسة أشهر- وهي فترة إنتهاء عقد العضو المنتدب أحمد المرضي- تدخل وزير الصناعة بنهج ( يا المرضي يطلع، يا نبيع الشركة).. واليوم، مجلس الإدارة ملزم بقبول العضو المنتدب الذي يرشحه وزير المالية بحيث يكون بديلاً لأحمد المرضي..ولكن وزير المالية، كما لم يُرشح هذا البديل قبل خمسة أشهر، فلن يُرشحه في مقبل الأيام أيضاً.. لأن الذين يتنافسون على هذا المنصب أقوى من الدولة ومؤسسيتها..!!

[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. وهذه كارنة مابعدها كارثة صراع على المصالح الشخصية وليس على مصلحة السودان … كما أن أدب الكلام لازم يكون موزون لاسيما عندما يصدر من وزير في هرم وزارة كبيرة كوزارة الصناعة .. ولكن طالما أن الوزير لايجد من يحاسبه على فلتان كلامه فهذا العجب العجاب والطامة الكبرى على الاستثمارات الاجنبية في البلاد … هذا زمانك يامهازل قد عد كلب الصيد للفرسان …. فنقول لوزارة المالية أصحي وأدركي كنانة قبل أن تلحق بأمات طه (مشروع الجزيرة والمناقل/السكة الحديد/الخطوط السودانية/ الخطوط البحرية/مصنع نسيج المزارعين بودمدني/مطاحن قوز كبروا بالحصاحيصا/مشروع ألبان الجزيرة بمارنجان) وغيرها من المشاريع الرأسمالية الضخمة التي ضاعت على البلاد بدون محاسبة من تسبب في ضياعها

    النيل العوض الحليو
    ولاية الجزيرة ـ قرية السوريبة