منصور الصويم

“إيبولا كوباني” ونظرية المؤامرة


[JUSTIFY]
“إيبولا كوباني” ونظرية المؤامرة

يبدو أن الانتشار والتمدد المفزع لفيروس إيبولا القاتل قاد البعض، إلى طرح افتراضات مغايرة حول مصدر الفيروس الوباء التي تعود بمنشأه إلى أفريقيا وترجع مصدره إلى الخفافيش الأفريقية التي بدورها نقلته إلى الإنسان ليتحول مع الوقت إلى (كابوس) يواجه العالم بأجمعه؛ لاسيما وأنه حتى الآن لم يتوصل الأطباء إلى طرق علاج ناجع أو أمصال وقاية تقي من هذا المرض المرعب؛ والفرضية الجديدة التي يطرحها بعضهم تأخذ أركانها بالكامل من (نظرية المؤامرة) وتعريفها بحسب ويكيبيديا “محاولة لشرح السبب النهائى لحدث أو سلسلة من الأحداث (السياسية والاجتماعية أو أحداث تاريخية)على أنها أسرار، وغالباً ما يحال الأمر إلى عصبة حكومية متأمرة بشكل منظم هي وراء الأحداث”.. إذن إيبولا بحسب هؤلاء وباء مصنوع ونتاج (مؤامرة سرية)!

ما يراه أصحاب نظرية تصنيع (فيروس إيبولا)، أنه ومن قبله الإيدز ما هما إلا نتاج تجارب المختبرات العسكرية للأسلحة الكيمائية والفيروسية التي تنتجها الدول الكبرى “على رأسها أمريكا وإسرائيل بالطبع”، فهذه المختبرات تنتج أنواعا مختلفة من هذه الأسلحة الفتاكة، ولتجريبها لابد من وسط بشري فعّال، وبما أن أفريقيا قارة مهملة عالميا وبواسطة قادتها الخونة، فهي المجال الأنسب لتجريب الأسلحة الأوبئة، وليمت المئات أو الملايين، المهم ضبط المرض ومحاصرته وقياس فاعليته وليس ضروريا القضاء عليه نهائيا!

الاهتمام بوباء إيبولا تضاعف بعد انتقاله إلى أوربا وأمريكا، ولا ينافسه في التغطية الإخبارية في جميع الوسائط الإعلامية العالمية سوى الحرب الدائرة بين التحالف الدولي “أمريكا وحلفاؤها” وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي تمثل مدينة (كوباني) ذروة (مأساتها)، وهنا في هذه الحرب يجد أصحاب نظرية المؤامرة النصف المكمل لقراءاتهم للأحداث، فهذه الحرب أيضا ومثيلاتها ما هي إلا نتاج (المؤامرات الحكومية الكبرى)، والهدف منها “التقسيم، وبيع وتجريب الأسلحة، الاستحواذ..الخ”.. ومسرحها الأنسب دائما الشرق الأوسط لأهميته الاستراتيجية ولثرائه النفطي.. إذن بحسب النظرية (داعش) صناعة استخبارية أمريكية مثلما كانت من قبلها (القاعدة) وليدة ذات الصناعة.. وربما غدا يشهد ولادة تنظيم إرهابي جديد.

ختام: تروق (نظرية المؤامرة) للكثيرين لأنها ترجع كل فشل أو هزيمة إلى آخر متآمر هو المتسبب، بما يضمن تفسيرا تبريريا سهلا ينأى بهم عن مواجهة الوقائع بوسائل التحليل العلمية والممنهجة حتى الوصول إلى الحقيقة، لكن هذا لا ينفي أن (نظرية المؤامرة) تستقي حيثياتها ولو سطحيا من واقع (سياسي اقتصادي تاريخي) مهيمن مما يسهل على الآخرين تصديقها.

استدراك: كافحوا (إيبولا) صحيا قبل استفحاله، واجتثوا كل مظهر (داعشي) قبل استشرائه.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي