محمود الدنعو

روسيا وأميركا وبينهما داعش


[JUSTIFY]
روسيا وأميركا وبينهما داعش

بعد أسبوع واحد فقط على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن التي أدلى بها لصحيفة صربية متهما خلالها نظيره الأميركي باراك أوباما باتخاذ موقف عدائي تجاه روسيا.

جاءت تصريحات لوزير الخارجية الروسي لافروف لتهيل التراب على إمكانية إصلاح العلاقة غير المستقرة بين البلدين بسبب ملفات الخلاف المتعددة والمتشابكة. وتصريحات لافروف المخضرم في الدبلوماسية جاءت مباشرة وصادمة في الوقت نفسه عندما قال، وهو يوصف المستوى الذي وصل إليه تدهور علاقات البلدين: (نزلنا إلى الحضيض) لافروف لم يكتف بهذا التوصيف المثير للعلاقات الدبلوماسية بين بلدين يعلم القاصي والداني مستوى التدهور والتنافس المستمر فيها، ولكن لم يدر بخلد أحد أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول الكبرى مهما تدهورت بأن توصف بعبارات ليس بها من الدبلوماسية من شيء. لافروف لم يكتف بالتوصيف بل أغلق الباب تماما أمام إمكانية ردم الهوة أو تقريب الشقة بين البلدين في المدى القريب عندما اعتبر أن فترة تردي العلاقات (ستطول)، مؤكدا أن “مراجعة الأميركيين لمكانتهم في العالم ستأخذ وقتا”.

طبعا ملفات الخلاف بين البلدين لا تحصى، فما من شأن دولي بادرت الولايات المتحدة بتزعمه إلا ورأينا المعارضة الروسية له، فالأزمة الأوكرانية الراهنة ساهمت بشكل كبير في تدهور علاقات البلدين كذلك الأزمة السورية، حيث ظلت روسيا تساند نظام الرئيس الأسد مقابل وقوف الولايات المتحدة مع المعارضة، وحتى عندما اتفق الاثنان بشأن البرنامج الكيماوي السوري ومباحثات جنيف لحل الأزمة سلميا، تعطلت المفاوضات بسبب العلاقة التشاكسية بين موسكو وواشنطون.

أحدث فصول الخلافات بين الطرفين الموقف الروسي من الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق.

حيث شكك لافروف في قانونية الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم (الدولة الإسلامية)، ونفى لافروف في تصريحات بثتها محطة (روسيا اليوم)، أمس، وجود نية لروسيا في المشاركة ضمن التحالف الدولي الذي بدأ حربه في أغسطس الماض. وبرر لافروف موقف بلاده على أن التحالف ينفذ عملياته العسكرية ضد التنظيم دون تفويض من مجلس الأمن، معتبرا ذلك خرقا للأعراف والمواثيق وقواعد القوانين الدولية المتداولة في مثل ظروف كهذه.

الدبلوماسية الأميركية التي حشدت أكبر تحالف ضد داعش، حيث استطاعت إقناع نحو 60 بلدا بينهم دول عربية لخوض حرب ضد التنظيم الذي ترى فيه الولايات المتحدة تهديدا أكبر حتى من تنظيم القاعدة نفسه، ولكنها فشلت بسبب التاريخ الطويل من الخلافات في كسب روسيا لصالح هذا التحالف.

وفي ظل التدهور الراهن في العلاقات بين البلدين تصبح عودة الحرب الباردة بينهما واردة.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي