جمال علي حسن

إبراهيم الشيخ.. بختك


[JUSTIFY]
إبراهيم الشيخ.. بختك

رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ أعلن في بيان له أمس أن السلطات الأمنية بمطار الخرطوم منعته من السفر وصادرت جواز سفره.. ثم وبعد أقل من ساعتين كانت صفحة إبراهيم الشيخ في الفيسبوك مليئة ببيانات الإدانة باللغة الإنجليزية مصحوبة بلقطات هاشة باشة للرجل.. وسيل من تعليقات الإطراء عليه واللعن على النظام.

لقد تناقلت وسائل الإعلام باللغتين العربية والإنجليزية الخبر.. لأن هناك عملية (هوم وورك) نشطة تمت للحدث فإبراهيم الشيخ الذي برز اسمه بشكل مكثف في ساحة المعارضة في الفترة الأخيرة يعرف كيف يدير وجوده الإعلامي.. ويعينه على ذلك منهج السلطة في التفاعل مع نشاطاته بحساسية عالية تساعده على الوجود المستمر في واجهة الإعلام بصفة المظلوم والمقموع والمناضل.

وبالطبع هناك أسباب محددة دفعت الجهات التي اتخذت هذا القرار لتنفيذه وأعني قرار منع إبراهيم الشيخ من السفر ولكن السؤال: هل تدرس الجهات المعنية نتائج هذه الخطوات التي تقوم بها بالشكل الدقيق الذي يجعلها تقارن بين الضرر الذي تتحمله سمعة النظام الحاكم حين يقوم بمنع معارضيه من السفر وبين الضرر الذي يمكن أن يتسبب فيه إبراهيم الشيخ في حالة السماح له بالسفر..؟

الاعتقال ومنع السفر في عالم السياسة ليس إجراءً (ببلاش) وليست هي خطوات سهلة ومجانية تقوم بها الحكومة في إطار تحوطات وقائية تمنع الضرر بالكامل، بل هي إجراءات لها ثمنها الفوري الذي تتحمله الحكومة من سمعتها السياسية حين يتم نشر أخبار منع معارض سوداني من السفر وتتم ترجمة بيانه في وقت وجيز إلى كل اللغات بعد أن يقوم بالتواصل بشكل مكثف لاستثمار الواقعة مع عدة جهات ومنظمات دولية هي أصلاً مهيئة لتضخيم مثل هذا الأمر ومهيئة لصياغة بيانات الإدانة..

هذا ثمن باهظ لا يجب أن تقرر الحكومة دفعه إلا بحسابات دقيقة جداً تجعل سفر إبراهيم الشيخ أخطر من عدم سفره حين يكون سفره وعدم سفره أمرين مختلفين تماماً بمقياس النتيجة النهائية.

لم تعد هناك حاجة للسفر ووجود الشخص (فيزيكالي) في مكان محدد حتى يقوم بفعل ما يريد فعله، وبالعكس تماماً من الأفضل له أحياناً أن لا يسافر ويكتفي بإتمام نشاطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي بها خيارات لعقد اجتماعات إلكترونية كاملة لا ينقصها إلا تناول القهوة على طاولة واحدة وساق مشترك..!

منع إبراهيم الشيخ لن يوقف الأمر الذي منعته السلطات من السفر بسببه.. أقول هذا بيقين كامل، وأقوله برغم عدم معرفتي بالأسباب التي جعلت السلطات تمنعه من السفر.

أعتقد أنه من الأفضل أن تتحلى السلطات بقدر عالٍ من البرود الذي يمكنها من أن تفتح لإبراهيم الشيخ (الضلفة الأخرى) من باب المطار وتقول له (عليك يسهِّل وعلينا يمهِّل).

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي