أبشر الماحي الصائم

أنصار الشريعة ضد أنصار الله


[JUSTIFY]
أنصار الشريعة ضد أنصار الله

ربما كانت اليمن التي لم تعد سعيدة نظرا لما تعيشه من أحداث.. ربما كانت أفضل مثال لما يدور في شرقنا الإسلامي ومنطقتنا العربية ومنطقنا الجمعي من حالة دوار وحيرة.. كما لو أنها الحالة التي قال عنها النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصبح فيها الحليم حيران.. فعلى سبيل الحيرة والارتباك أن تنظيم الشريعة في اليمن يقاتل أنصار الله!!

ولم يقتصر الملعب هناك على أنصار الله والشريعة فهنالك كتلة القبائل والحراك الجنوبي والشعبيون والإصلاحيون والآخرون.. والقوم يومئذٍ كلهم مسلمون!! فضلا عما يسمى بهجمات (طائرة بدون طيار) التي يقوم بها الجيش الأمريكي.. وفي هذه الحالة يمكن أن تتحدث عن حلف كبير يضم الأمريكيين والحوثيين (والصمت السني) ضد الجهاديين السنيين إن شئت!

وتستبد بنا الحيرة لدرجة أن القاتل في بعض الأحيان ﻻ يعرف لماذا قَتل ولا المقتول لماذا قُتل!

ولمزيد من الحيرة والتساؤلات المقلقة أحيلكم إلى حالة الصمت المطبقة التي تعيشها دول الجوار السني والتي طالما أمطرتنا بعشرات الخطب التي تحذرنا من المشروع الإيراني والتمدد الشيعي في المنطقة.. صمت يرقى لدرجة التواطؤ والمباركة والمدن والمناطق اليمنية السنية تسقط في يد الحوثيين واحدة بعد الأخرى!!

ثم أصبحت إيران الآن وبقدرة قادر دولة شقيقة وصديقة ويجب التواصل معها !!

غير أن حالة تنظيم الدولة الإسلامية التي رفعت راياتها في بلاد الرافدين والشام وأشهرت خليفتها الإسلامي البغدادي.. هي لعمري أكثر حيرة وهي تطيح في المسلمين من السنة والشيعة تقتيلا وتنكيلا وتشريدا.. وفي المقابل لم ترسل حتى الآن طلقة واحدة ولو بالخطأ تجاه دولة إسرائيل التي تقع على مرمى حجر من نيرانها التي تفتك بالمسلمين!!

في مصر الشقيقة الأزهريون وحزب النور السلفي والدولة ضد الإخوان المسلمين.. حتى قال قائلهم إن المشير السيسي مرسل من ربنا وﻻ يعلم جنود ربك إلا هو.. و للإسلاميين في سجون السيسي قول آخر بطبيعة الحال.. وفي الشقيقة ليبيا حكومتان وجيشان والكل يزعم أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في السعير!! وفي غزة حكومة وفي الضفة حكومة ورام الله.

على أن أسعد الناس هم الصهاينة الأعداء الذين كفيناهم مشقة القتال ونحن نخرب بيوتنا بأيدينا وبأيدي التحالف الدولي !!

وثمة أسئلة قلقة تفرض نفسها في ظل هذا الواقع المأزوم:

أين الحقيقة؟.. من هم أنصار الله الحقيقيون؟.. ومن هم أنصار الشريعة؟. ومن هم أصحاب المصلحة في عمليات الإرباك الداخلي.. وعمليات تقديم صورة مشوهة ومرتبكة للآخرين؟.. إذ كيف نقدم الإسلام على أنه هو ﻻ غيره المخرج لكل البشرية والمسلمون على هذه الحالة من الارتباك والتشويه؟ !!!

غير أننا لا نملك في خاتمة المطاف إلا فضيلة الدعاء.. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وجنبنا اتباعه.. وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز به الدين ويحق به الحق ويبطل به الباطل يا رب العالمين.. وأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه غفور رحيم .

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]