صلاح الدين عووضة

طين وجاكوزي !!


[JUSTIFY]
طين وجاكوزي !!

* كاتب هذه السطور قريب عهد بالشيء الذي يُسمى (جاكوزي!) ..
* ولا أعني بالعهد هنا التجربة وإنما محض العلم بـ(الشيء)..
* فلم أسمع بالمفردة هذه- مجرد سمع- إلا قبل نحو أعوام ثلاثة..
* ثم كانت (المشاهدة) من بعد ذلك…
* أما (الاستخدام!) ، فلم يحصل لنا الشرف بعد..
* فقد تلقيت دعوة هاتفية- آنذاك- من شخص يقول إنه قدم إلى البلاد في إجازة من دولة خليجية ويشرفه أن أتناول معه وجبة سمك (موردابية)..
* وبعد إلحاح بلغ حد السماجة رأيت أن ألبي الدعوة مستصحباً معي نفراً من زملائي (الحرافيش)..
* أي الذين لا يأكلون السمك – كحال أغلب أهل الأجور من السودانيين الآن – إلا يوم صرف الماهية ..
* وبعد إلتهام لـ(ربع) ما كان أمامنا من أصناف السمك- من شدة كثرته- أصرَّ مُضيِّفُنا المجهول على أخذنا إلى (قصره) لسبب لا نعلمه..
* أو لم نكن نعلمه حتى تلكم اللحظة ..
* وبعد جولة تفقدية لم (تنج) منها حتى خزانة الملابس الفخيمة دلف بنا صاحبنا إلى الحمام..
* وهنالك شاهدت الجاكوزي…
* ونتوقف هنا عن سرد حكاية صاحب الوليمة السمكية إلى أن نكشف عن (أسبابها!) في خاتمة كلمتنا هذه..
* فقد تجدد الحديث – بهمس تمهيدي – عن قرب صدور قرار يمنع سكنى بيوت (الجالوص!)..
* أوامر من قيادات عليا على خلفية ما فعلت الأمطار الأخيرة في الناس والأنعام والممتلكات..
* فالقيادات هذه ترى أن مشكلة انهيار المنازل- جراء الخريف- يمكن حلها فور امتناع الناس عن استخدام الطين..
* طيب؛ إذا افترضنا أن الناس قد استجابت لـ(الأوامر العليا) هذه الماضي فكيف تُحل مشاكل (انهيارات) أخرى لا علاقة لها بـ(زفت الطين) وإنما هي من (زفت النفط)؟!..
*وحين نقول (زفت الطين) – ونعني بيوت الجالوص- فإنما نجهر بحقيقة ما يعتمل في نفوس أصحاب السرايات تجاه منازل (غلابى) أهل السودان ..
* فشوارع الأسفلت- مثلاً- التي تصدعت وتشققت و(اتماصت) لا علاقة لها بالطين الذي (تشطَّرت) عليه الحكومة ممثلةً في بعض قياداتها..
* والمصارف التي (أحرجت!) الحكومة هذه الطين منها براء..
* وأعمال الصيانة (الشوارعية!) التي شعارها (على أقل من مهلك) لا صلة للطين المسكين بها..
* أما (الآمرون) هؤلاء فقد نشأوا جميعهم- أو أغلبهم- في بيوت الطين هذه..
* والآن يمتلكون قصوراً بداخلها حمامات (الجاكوزي!)، وخارجها أحواض السباحة..
* والفرق بين هؤلاء وبين صاحب (الجاكوزي) أنهم لا يريدون منا أن نكتب عن (جواكيزهم!) كيما تظل (مستورة)..
* أما الثاني فقد علمنا أن السبب في وليمته السمكية تلك هو أن نكتب عن فخامة قصره وأثاثه وحدائقه و(خادماته الأجنبيات!)..
* ثم أن نكتب- على وجه الخصوص- عن (الجاكوزي الإيطالي) الخاص به..
*وقد كنا ظننا – ببراءة نُزجر عليها – أن القصد هو قضاء لحظات (ملح وملاح) مع بعض الـ(قابضين على الجمر)..
*وكاتب هذه السطور يقول لأهل الاقتراح (الطوبي!) نيابة عن أصحاب الطين : لا مانع لدينا إن أعنتمونا ببعض سيخ وحديد وأسمنت..
*ثم نكون شاكرين لكم أكثر لو خصصتم (جاكوزي) واحد لكل أهل حي – عند طرف الميدان – يستحمون فيه بعد دفع (المعلوم!)..
*وحينها لن نغضب إن أضفتم الإنجاز هذا إلى إنجازات (تعليمنا أكل البيتزا !)..
*وسنتقبل بصدر رحب عبارة (نظفناكم من الطين !!!).
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة