عبد اللطيف البوني

أمريكا فِكي جدادك


[JUSTIFY]
أمريكا فِكي جدادك

قبل سبعة عشر عاما اعلنت امريكا حظرا اقتصاديا من جانب واحد على السودان بتهمة انه مصدر لارهاب عالمي يهدد المصالح الامريكية ويضر بالامن القومي الامريكي (الكترااابة ) ولكن الحق يقال إن امريكا كانت قبل اصدار القرار وبعدة سنوات قد وجهت انذارا لكل من السودان والباكستان يشمل مطلوبات محددة والا انهما سيوضعان في القائمة الامريكية السوداء التي يصعب الخروج منها لتعقيد العلاقة بين متخذي القرار في امريكا، بعبارة اخرى قالت لهما إن الدخول في هذه القائمة سهل ولكن الخروج منها صعب فاستجابت الباكستان ورفض السودان او بالاحرى لم يعر الامر اهتماما ولم يقدر خطورته (عدم العرفة مصيبة ) .
صدر قرار المقاطعة والحصار الامريكي في نوفمبر 1997 فكان رد السودان يتمثل في (ما خوف الغريق من البلل؟) فأمريكا اصلا ليست على ود معنا وضدنا على طول فليس هناك جديد في القرار وهنا يكمن عدم المعرفة لان القرار سوف يحرم السودان من الاستفادة من كافة المؤسسات الامريكية وليس الدولة الامريكية وحدها سوف يحرمه من التعامل مع القطاع الخاص والجمعيات الطوعية والمؤسسات الاكاديمية وكل ما هو بعيد عن السياسة فالدولة في امريكا ليست الفاعل الاساسي . لم يكتف السودان بعدم الاهتمام بقرار المقاطعة بل رفع نبرة التحدي شعبيا واعلاميا ليضع القرار ضمن استراتيجيات القهر والاستبداد والطغيان الدولي وليس للعلاقة الخاصة بين البلدين تحديدا ضمن استهداف امريكا للعالم الاسلامي والعربي
يوم ورا يوم (كما غنى صلاح مصطفى) بدأت آثار الحصار الامريكي على السودان تظهر ليس على الحكومة السودانية انما على مجمل الحياة في السودان.. الزراعة، السكة حديد، الخطوط الجوية، الخطوط البحرية، الاستثمار، التحويلات المالية وكل شيء كل شيء، فتغيرت نبرة الحكومة من التحدي الى الظهور بمظهر الضحية وهي فعلا كذلك وهناك جهة بحثية قالت إن خسائر السودان من المقاطعة الامريكية تقدر بأربعين مليار دولار.الكتراااابة تاني !! (يا ربي حا يجي يوم نطالب بتعويضات؟ ) على الصعيد السياسي اخذت الحكومة تتهم الادارة الامريكية بالكذب والمرواغة والابتزاز فكم مرة طلبت امريكا طلبا مشفوعا بوعد فيفي السودان وتخلف امريكا وعدها وفي اليوم العلينا دا – السودان يرفض استقبال المبعوث الامريكي دونالد بوث بحجة أن لا جديد ولا خير يرتجى منه وامريكا تطالب باستقباله، السودان يسأل ماذا فعل المبعوثون الثلاثة الذين سبقوه ؟ وما زال الجدل مستمرا .
في الاخبار الآن أن وزير الخارجية الامريكية جون كيري خاطب علي كرتي وأن هناك محادثات تجري بين البلدين. اخشى ما اخشاه أن تكون منحصرة في المبعوث بوث (يجي ولا ما يجي ) ولكن الاهم التفاهمات التي تجري في صعد اخرى ففي الاخبار أن هناك تفاهمات بنكية وان امريكا على استعداد لرفع الحظر الزراعي (طبعا الصمغ خارج اللعبة لانه اصلا مستثنى من المقاطعة) وان الاسبيرات للطائرات والقطارات قد تأتي مباشرة من امريكا .لسان حال امريكا هو ابعدوا الدولة ونحن على استعداد للتفاهم والتعاون ولكن يبقى السؤال هل يستطيع السودانيون أفرادا ومؤسسات العمل بعيدا عن الدولة ؟ في تقديري أن الاجابة نعم ولكن بشرط أن تبعد الدولة عن الموضوع وتثق في المؤسسات التي دونها.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]