فدوى موسى

صبرنا.. ثم ماذا؟


[JUSTIFY]
صبرنا.. ثم ماذا؟

وزير المالية والاقتصاد الوطني يثمن ويقدر صبر الشعب السوداني على برامج الحكومة الاقتصادية، والبرنامج الثلاثي على أعتاب النهاية ليدخل البرنامج الخماسي من بعد.. ترى صبر السودانيين وصمودهم أمام الاجراءات الاقتصادية القاسية التي على أعقابها خرج الشارع في «سبتمبر»، سيكون الوعد هو الانفراج.. الكثيرون يرون أن بعض انفراجات الانتاجية بدأت تلوح في القطاع الزراعي على أثر الخريف الوفير.. والبعض يعول على مؤشرات التحسن البسيط في سعر العملة.. ولكن دائماً هناك معاناة في صفوف الجماهير الشعبية التي تتلظى بكيفية تسيير الحياة مع إيقاع الارتفاع المستمر للأسعار.. «شكراً وزير المالية على الكلام الطيب الذي لا يخفف عن حدة الأسعار ولا يحل الأزمة، ولكن برضو الكلام الطيب بخور الباطن».. أها صبرنا أفيدونا!

٭ الاحتقان!

التصارع في الحياة.. في السلطة.. في الحقوق.. في المخامص لا تورث إلا الأحداث الغريبة الدامية.. بدءاً نترحم على شهداء حراسة القصر الجمهوري الذي ظل منيعاً طوال فترات مضت.. فزعت الخرطوم للحادث، ولكن ما هي دلالات الحادث الذي يقولون إن «المعتوه» قد قام به.. فهل من يتمطى سيفه سلاحاً ويحدد مدخله ويحول المكان إلى دماء حمراء ليس واعياً بفعله!!.. إنها حالات الاحتقان التي ملأت البلاد حتى اكتفت منها.. لم يمر الحادث بسلامة لأنه أخذ ثلاثة أرواح.. المعتدي والمعتدى عليهما جميعهم سودانيون.. ترى ما سبب وتعليل «الجنون».. انعكاسات كل ما يدور من صراع لا يولد إلا أحداثاً تختلف في أشكالها وشرحها وتفاصيلها، لكنها تبقى عنواناً لأن هناك خللاً ما.. في مكان ما نتيجته هذه «الاندراوة» التي يقولون إنها لا تعالج «لأن الجن بتداوى».. الرحمة عنوان نطلبه أن يشيع بيننا، يسلمنا من انفلات العقل أو من خروجه على نصوص الواقع المأزوم.

٭ ظن السوء!

تارة ليس من الحكمة أن تعول أحياناً كثيرة على حسن الظن بالبعض.. فالنفس البشرية غالباً وكثيراً ما تمارس التعقيدات في خضم بساطة الاعتقاد والظن الطيب، ثم تنقشع على حقائق مجردة مفادها أن الإطلاق دون التخصيص قد يقودك للتورط في أمر ما.. فتأتي لحظات التنبه والتيقظ في موعد لا يراد له الميقات في حسابات أخرى.. إذن ليس من سوء أن تحسن الظن بالناس، ولكن من الأفضل أن تكون مع ذلك واعياً «مفتحاً».. قالت له «شكراً على أنك أهديتني حقيقتي بعدما ظننت أن صورتي لديك زاهية وناصعة.. شكراً أنك عريتني على سوء لم اظنه يوماً.. لأنني بصدق كنت أحسن الظن بك».

٭ آخر الكلام

عندما تحتدم الأحاسيس على فرط سيئ وتحتدم التفاصيل على انسداد الأفق، لا يكون هناك إلا الانحراف حلاً خلف ماء أو دم.. فالعنف مؤشر أن الداخل يمور ويغلي..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]