صلاح الدين عووضة

ثورة (المَعَاتِيه) !!


[JUSTIFY]
ثورة (المَعَاتِيه) !!

*ومعاتيه أو عتهاء أو معتوهون جمع لمفردة معتوه ..
*وها هو معتوه آخر يقتحم البرلمان ويمزق صور بعض رموزه..
*صحيح أنه لم يوصف بالعته (لسه) ولكن لا نستبعد ذلك على خلفية معتوه القصر..
*وعلى خلفية – كذلك – قصص معاتيه سابقين اقتحموا أمكنة (محروسة!!)..
*ودراسة اجتماعية كانت قد أشارت – قبل فترة – إلى تزايد أعداد المعاتيه والمجانين والمخابيل في عاصمتنا ..
*وسكتت الدراسة عما إن كان الأمر نفسه ينطبق على الولايات الأخرى أم هو ظاهرة (خرطومية) ..
*ولكن دراسات أخرى تحدثت عن تنامٍ مضطرد في أعداد المشردين و المفقودين والتائهين والهائمين على وجوههم..
*وكل واحد من هؤلاء هو (مشروع!) لمعتوه في انتظاره مكانٌ ما كي (يقتحمه)..
*فحين تعجز (طاقة) البشر عن تحمل ضغوط متتالية يصبح بعض ذوو الهشاشة النفسية منهم عرضة للجنون ..
*وتتبدى الظاهرة هذه – في أبلغ تجلياتها – خلال الحروب …
*فالناجون من مجزرة الحرب العالمية الثانية مثلاً – من الجنود – صار أغلبهم في عداد المعاتيه ..
*وجراء الجنون هذا تكثر ظاهرة الاندفاع نحو (اقتحام) الحصون والخنادق والمتاريس في الحروب ..
*وما تفعله الحروب قد تفعل مثله (الضغوط!) التي تمارسها بعض الأنظمة على شعوبها في المجالات كافة ..
*أي مجلات المعيشة والاقتصاد والتعليم والتوظيف والصحة و(الحريات!)..
*وحين بلغت شعوب بعض الدول من حولنا (الحد) انتفضت ضد انظمتها بـ(جنون!) فكانت ثورة الربيع العربي ..
*فقد عبر عن أحوالها – الشعوب هذه – مقطع من أغنية شعبية عندنا للمطرب ترباس تقول (صبري فات حد الصبر)..
*وعدد من الجهات (المسؤولة عن اطلاق التصريحات) في بلادنا لا تنتبه إلى خطورة (إقحام) مفردة معتوه عقب كل (اقتحام!!)..
*فهي تظن أنها عبر التبرير (الكسول!) هذا قد جردت القضية من أية أبعاد سياسية بما أن المجنون مرفوع عنه القلم ..
*قلم التكليف الإلهي ، والتحليل الصحفي ، والتفسير الخارجي ، والتشخيص
الأمني ..
*والخطورة تتمثل في احتمال تزايد عدد المقتحمين المجانين هؤلاء ما يجعلنا في نظر العالم شعباً من (المعاتيه!)..
*وقد يكون كثيرون منا – بالفعل – ينطبق عليهم قول شاعرنا حاتم الدابي (الدايشين والراسهم لف) ولكنهم لا (يقتحمون!)..
*أو – على الأقل – لم يبلغوا مرحلة (الاقتحام الجماعي!) بعد تمسكاً بما بقي من تعقل في رؤوسهم..
*ومن قبل وصف (مسؤول التصريحات) المايوي – أبو ساق – جموع المتظاهرين الذين (اقتحموا) الشوارع بأنهم (عقارب!)..
*والآن – وبعد كل السنوات هذه – ليته يشرح لنا كيف استطاعت العقارب وضع حد لنظام (تمكن!) ستة عشر عاماً ..
*فالعقارب لا تتخير من الشوارع فقط التي تؤدي إلى القصر كي (تقتحمها!) ..
*كما أن (المعاتيه) لا يتخيرون من الأماكن ما كان منها فقط ذا رمزية سياسية كي (يقتحموها!)..
*وإذا ما تزايدت الضغوط على الناس أكثر فسوف يدفع بهم (العته) إلى اقتحام الشوارع..
*ومثل هذه الثورات حين تندلع يكون قد فات أوان توصيفها لجهة (التبرير!)..
*يعني لن يجدي نفعاً – حينها- أن يُقال عن الثائرين أنهم (عقارب) أو (جرذان) أو (معاتيه!)..
*والحكمة قد تؤخذ من فم معتوه (كحالاتي !!!).
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة