فدوى موسى

على مضض


[JUSTIFY]
على مضض

لا تقل إنك لا تتعامل مع مبدأ الهروب.. لا أحد فينا لم يجربه.. كثيراً ما نمارس الفكرة دون الوعي بها.. وأحياناً كثيرة نمارسها مع انفسنا ولا نعرف تفسيرها.. ففي حياتنا اليومية المعاصرة مزيج تعقيداً وتداخلاً.. مضطرون أحياناً أن نكون في دبلوماسية اجتماعية أن نرمز للنصف (المليان) للكوب ولكننا نقصد النصف الآخر الفارغ.. ان نتحاشى المقصود ونعمد للآخر غير المقصود.. وكثيراً ما تكون الحقائق المجردة في تفاصيلها محلاً للاختلاف وربما التباغض فالناس مجبولون على السعادة لسماع الإطراء لكنهم لا يقبلون بسهولة الكلام الصحيح وان لم يكن جارحاً على مضض.. نعم الأصل أن لا نمس الناس في مقاتل احساسهم بذواتهم انتقاصاً أو تصغيراً ولكن في نفس الوقت بنا ما بنا من (نرجسية) خفية تعمد لاستقلال موجات الاعتزاز بالذات هذه لدرجة ان يعمى البعض عن إدراك الحقائق.. مما يدخل الناصحين في دائرة اللا تفعيل لمناصحة.. ثم إننا أحياناً ننساق وراء الظنون في تعاملاتنا الإنسانية ونخلق منها خيالاً كما الواقع داخل إطار تعاملنا مع البعض فتكون مرجعيتنا «ظنية وشكاكة».. لذلك نمارس الهروب من المواجهات بدرجات متفاوتة من أدنى معدلاتها إلى أعلاها وربما نصل بالهروب مرحلة ليّ عنق الحقائق كما يفعل الساسة وأصحاب المآرب الكبيرة في هذه الدنيا عندما تحتدم بدواخلهم رغباتهم فيها.. ولكن على مضض كبير تجد الصادقين يعمدون إلى الفكرة ربما لغرض نبيل أو ما هو أقرب إليه… لكننا نتهرب أحياناً..

٭ مفتاحك في جيبي!

يتمترس البعض في مواقف قد تجد أنه من «السخف» أن نتناقش عليها.. كلاماً وترديداً.. البعض يستخرج من بطون بعض المواقف عللاً ومعيبات ما أنزل الله بها من سلطان لمجرد أنها تعزز نظرة هو متخذ زاويتها دليلاً ومحوراً.. مفتاح التفسير لها يقود للدلالة على بعض النفوس تعتمد في سقيا عطشها من منابع ذاتها.. ولكن هناك من يدرك ويعرف من أين يمكن إدارة مفاتيح هذا التبيين والتفسير.. فمن يعمد إلى أهوائه ومن يقصد عقلاً مدبراً يضع له الدلائل، ومن يستجعل الأمر ليخرج رمة الأمر في ثوب «فطير».. هناك من ينظرون من بعيد ويجعلون الأمور تلف وتدور وتعود إليهم في نظرية «المفتاح في جيبي».

٭ اشتات الأفكار!

لم يكن التركيز يوماً في أذهان الناس بهذا الشتات والضباب.. اليوم يبدأ بتشتت الناس في أطراف كل أمر.. ذلك ان الحياة أصبحت كما يقول البعض تحتاج الحركة في أكثر من اتجاه واتجاه.. لا يكفي أن يكون الجهد متوجهاً في ما اعتاده الفرد من سعيه في الحياة بصورة كلاسيكية أو غير معتادة.. الناس مجبرون على لملمة شتيت تناقضات جمة من أجل و ضع واقعهم الموحد المخرج الإطار ان يكون الفرد أكثر من فرد أكثر من فرد واحد في مكونه الداخلي لأن قاعدة الظهور أمام الناس ان تكون متماسكاً وان تعددت في طرائق الحياة ومساربها.. ضيعة الناس هذه الأيام أن يكونوا أكثر من وجه … من فكرة.. من نظرة..

آخرالكلام: السعي في شعاب ومتفرقات الدنيا تدلف بالناس بمضضهم ورضاهم في مطيات الأفكار المتباينة… وتجعل من شتيتهم وحيداً.. ومن وحيدهم شتاتاً هي الدنيا إن أرادت ضبطها وتقويمها كسرتها أو أوصلتها إلى الاعوجاج….
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]