مقالات متنوعة

وَحِّدُوْهُ يَرْحَمْكُمُ الله


وَحِّدُوْهُ يَرْحَمْكُمُ الله
اقرأوا ما أكتب الآن أعزائي وتأملوا بربِّكم حتى توقنوا بدينكم وبربِّكم سبحانه وتعالى.. إنه القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبُه ولا يخلق على كثرة الرد.. إنه القرآن الكريم الذي يرينا اللهُ سبحانه آياتِهِ من خلاله وفي الآفاق حتى يتبين لنا أنه الحق. ما أرويه لكم الآن يحكي عن شهادة شاهد عيان على آيات من كتاب الله أنزلها لتبين العقاب الذي حاق بفرعون وقومه استجابة لدعوة موسى كليم الله إذ يقول الله تعالى في سورة الأعراف (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) .

(بردية) كتبها شاهد عيان في ذلك الزمان السحيق لتكون شاهداً على دين الله الخاتم.. كتبها باللغة الهيروغلوفية (المصرية القديمة) عن الحال في مصر أيام نزول عذاب الله على أولئك القوم أهدانا إياها صديقي الدكتور الأديب فتح العليم عبد الله من خلال مقال سطَّره في (الرأي العام).

تقول البردية:- (لقد دارت الأرض كما كانت طبق طعام ـ أصاب البلاد الدمار ـ ضرب الجفاف والضياع مصر ـ وعم الخراب ـ انقلبت المسكونة وعمّت سنوات من الفوضى لا نهاية لها ـ المصائب في كل مكان، والفوضى في كل مكان والدم في كل مكان، عمّ الدم انحاء مصر ـ تحول النهر إلى دم ـ كل الماء صار دماً ـ عاف الناس شرب الماء وانتشر العطش ـ هذا هو نهرنا ومياه شربنا ومصدر سعادتنا، ماذا عسانا أن نفعل إزاء ذلك؟ ـ خُربت الأشجار وماتت ـ ما عادت تثمر وما عادت الأرض تُنبت الكلأ ـ انتشرت الحرائق ـ اخترقت البوابات والأبنية والجدران ـ بكت مصر ـ خلت القصور من القمح والطيور والأسماك ـ فسدت الحبوب في كل مكان ـ ما كان بالأمس هنا موجوداً صار غير موجود ـ لا شيء، لا عشب ـ حتى مواشينا بكت وناحت ـ عمّ الظلام الأرض ـ هاؤم أولاد الأمراء يتخبطون بالجدران ـ والأمراء مُلقون في الشوارع ـ حتى السجون خربت ـ الناس يدفنون إخوانهم في التراب في كل مكان ـ تم طرح المحنطين على أكوام القمامة ـ الكل هنا عظيم أو صعلوك يتمنى الموت ـ هل سيموت الرجال فلا تحمل النساء؟ ـ هل ستنتهي الحياة؟ ـ انظروا النار قد ارتفعت عالياً وذهبت صوب أعداء الأرض ـ ها هو الفرعون قد فُقد في ظروف لم يحدث مثلها).. انتهى نص البردية.

لكن أين هي تلك الوثيقة؟!

لقد اكتشفها علماء آثار في مدينة منفيس المصرية مطلع القرن الثامن عشر ويرجع تاريخها إلى المملكة المصرية الوسطى 2040 ق م ـــــــــــ 1640 ق م (قبل الميلاد) والعجب العجاب أن متحف ليدن بهولندا اشتراها على الفور وقام بترحيلها إلى هولندا ولا أشك أن الكنيسة الكاثوليكية هي التي اشترتها حتى تُخفي ذلك الدليل الدامغ على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صدق القرآن الكريم وكذب مروياتهم المزوَّرة.

حلَّت بفرعون وقومه المصائب الواحدة تلو الأخرى وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ وتتحدث الوثيقة عن محنة الدم حين تحول نهر النيل إلى دم وخرج الفرعون وغرق في البحر الأحمر.

أين أصحاب المال من العرب والمسلمين الذين يتبرعون بأموالهم لمنظمة اليونسيف وغيرها من المنظمات الصهيونية ويكنزون ملياراتهم في البنوك الأمريكية ليستثمرها يهود مانهاتن وبورصة وول استريت بنيويورك بدلاً من استرجاع هذه الوثيقة دفاعاً عن دينهم وبرهاناً ساطعاً على باطل الأديان الأخرى أو بدلاً من إنفاقها في سد جوع الملايين من المسلمين وغير ذلك من أعمال البر الأخرى؟!

قصة إسلام موريس بوكاي لا تزال تهزني بعنف فقد أسلم وجهه لله رب العالمين حين وجد الملح في مومياء (رمسيس الثاني) فرعون موسى التي كانت قد رُحِّلت إلى فرنسا وخضعت لدراسة علماء الآثار فما كان من بوكاي إلا أن استسلم وأعلن إسلامه عندما وجد تصديق الآية القرآنية (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) فقد لفظ البحر فرعون موسى مُلصقاً الملح على جسده ليسلم بوكاي بذلك البرهان القاطع ولنزداد يقيناً ولتطمئن قلوبنا اطمئنان إبراهيم الخليل.

في طريقي إلى تونس أيام كنت أدير التلفزيون سافرت عبر دمشق التي كان الأخ العميد سليمان محمد سليمان سفيراً للسودان في عاصمتها وأذكر أنني وجدتُ مجلة (المجلة) السعودية لديه وكان موضوع الغلاف يتحدث عن تقرير لبعثة أثرية سويدية اكتشفت مقابر قوم لوط التي قالت في تقريرها عن تلك المقابر إن الجبال كانت مقلوبة تصديقاً لقوله تعالى : (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ).

لو أُزيح المتنطعون من التحكم في بعض بلدان العالم الإسلامي وأعني من يُحرِّمون التنّقيب عن الآثار بحجج متخلفة حيث يعتبرونها أصناماً لوجدنا كنوزاً من البراهين الدالة على صدق قرآننا ورسولنا الكريم.

قبل أيام قليلة تلقيت على الواتساب خبراً بثته قناة CNN الفضائية الأمريكية بدت فيه القناة مندهشة من تلك الشجرة التي يتفاعل صفقها مع الأذان وكانت الصورة معبِّرة بحق كاشفة عن بيان عملي للآية (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ).

وحِّدُوْهُ أيُّها النَّاسُ.. وَحِّدُوْهُ يَرْحَمْكُمُ الله.

حسب الباقي رضوان ..رجل من أهل الجنة

فقدت كوبر بل فقد السودان والدعوة الإسلامية رجلا أحسبه من أهل الجنة ..كنت أغبطه أنه، كان رغم تجاوزه الثمانين من العمر، يتحرك كالنحلة خفة ونشاطا..ما من مناسبة فرح أو عزاء إلا وتجده من أول المشاركين متحدثا وناصحا وواعظا ..يحوم على حلقات القرآن معلما وموجها لا يفتر ولا يعجز ولا يغيب .

فقدت مجالس العلم بفقده رمزا من رموزها وفقيها من كبارها، فمن لمجالس كوبر بعد حسب الباقي رضوان الذي حق لها ولأهله أن يبكوه ويذرفوا عليه الدمع السخين فعلى مثله فلتبك البواكي.

أللهم إنا نشهد أن حسب الباقي كان من عبادك المخلصين ..أللهم أسكنه الفردوس الأعلى وأللهم أهله وألهمنا جميعا الصبر الجميل.

الكاتب : الطيب مصطفى
زفرات حرى – صحيفة الصيحة