عثمان ميرغني

معنا.. أو ضدنا.. اختر!!


[JUSTIFY]
معنا.. أو ضدنا.. اختر!!

لو كانت سلامة ولدك أو بنتك قضية شخصية تهمك.. ولو كان مستقبلهما قضية تحمل همها فوق رأسك أنت لا غيرك.. فاعلم أن أطفالك قد يأتي يوم لا يجدون فيه غير الشارع أو معسكرات النزوح مأوى.. وينتظرهم مستقبل قاتم الظلام.. ولكن.!!
حتى تصون بيتك وأطفالك وتتلمس لهم مستقبلاً مشرقاً فأنت مطالب فرض عين أن تشارك في إطفاء النيران والحريق.. حتى لا يمتد إلى طرفك أنت.. ومهما كنت حسبت نفسك بعيداً.. فأنت في مرمى الخطر..
في وطنك السودان أطفال مثل أطفالك تماماً.. ونساء مثل بناتك تماماً.. وشباب مثل أبنائك.. لكنهم ظلوا ولأكثر لقرابة الـ(12) عاماً تحت رحمة معسكرات النزوح والتشريد.. بأمر الحرب التي تأكل الإنسانية كما تأكل النار الحطب..
من أجلك أنت.. ومن أجل أسرتك وأطفالك. كن لبنة في سور عريض كبير يحاصر نيران الحرب في أضيق نطاق ويصب عليها الماء ليطفئها..
الوضع الآن لا يحتمل منطقة وسطى.. أنت أمام خيارين لا ثالث لهما.. إما ضد الحرب.. أو معها.. لا حياد..
لا يكفي أن تكره الحرب بقلبك.. كأنما هي حرب في حزيرة معزولة في أقاصي الدنيا.. يجب أن تكون ضد الحرب بالفعل.. بالصوت العالي.. برفع أصبعك في وجه غول الحرب الفتاكة..
كتبت هنا قبل بضعة أيام.. أدعو لتأسيس مبادرة وطنية تحت عنوان: (لا للحرب).. مبادرة تستهدف حشد الأصوات والهم والإرادة الشعبية لتنظيم أضخم حملة للمطالبة بوقف الحرب أينما كانت في ربوع الوطن الحبيب.. من العار أن نفترض أن وقف الحرب هو مهمة وفود مفاوضة من الحكومة والحركات تذهب إلى الدوحة او أديس أبابا للتحاور إلى ما لا نهاية.. يجب أن نحول طاقة الحرب إلى طاقة شعبية تدير حملات مستمرة تجعل من ايقاف الحرب أول بند في أول مهمة مطلوبة بأعجل ماتيسر.. بند لا يحتمل التأجيل ولا التسويف.
الحرب قبل الاقتصاد والسياسة والحوار والانتخابات والتنمية وكل البنود المستعصية في قائمة بلادنا الملحة والعاجلة.. نوقف الحرب لإنقاذ أطفال ولدوا وشبوا في معسكرات النزوح بلا وطن إلا المحن.. نوقف الحرب لحقن دماء شباب ظلوا قوتاً لشيطان الحرب المريرة بلا طائل..
على كل حال.. حتى نحول الأمنيات والأفكار إلى أعمال.. تطوع بعض الشباب بإعداد بريد الالكتروني لاستقبال رسائل المتطوعين لتأسيس مبادرة (لا للحرب)..
البريد هو : [email]Stopwar.Sudan@gmail.com[/email] ويعدون الآن صفحة في الفيسبوك لمزيد من التواصل المستمر.. وبادرت بعض الشخصيات الوطنية المعروفة بإعلان مشاركتهم في المبادرة.. وأنا قلت إنه سيأتي يوم يتجول فيه نداء وقف الحرب إلى مطلب شعبي رنان وكاسح.. يجعل الأطراف كلها في حاجة ماسة للاستجابة له..
بالله عليكم.. من أجلك. ومن أجل بيتك وأطفالك .. لا تقف محايداً.. كن أنت وبيتك وأطفالك لبنة في مبادرة (لا للحرب..).
[/JUSTIFY]

عثمان ميرغني
حديث المدينة – صحيفة التيار
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]