عالمية

الاسد يدشن عهدا جديدا مع أوروبا في القمة الاورومتوسطية


[ALIGN=JUSTIFY]يدشن الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد عهدا جديدا يشهد انفراجة مع أوروبا عندما يشارك في اطلاق مبادرة “الاتحاد من أجل المتوسط” مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت.

وستكون هذه المرة الاولى التي يجتمع فيها زعيم اسرائيلي مع رئيس سوري في نفس القاعة في انفراجة دبلوماسية ستتيح للاسد الخروج من العزلة مع الغرب بعد ثلاث سنوات من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والذي يعتقد كثيرون أنه تم بتنسيق سوري.

وسيشارك نحو 43 من رؤساء الدول والحكومات القمة التي تهدف لانعاش التعاون بين دول الاتحاد الاوروبي وحوض البحر المتوسط والتي قد تحمل من المعاني الرمزية أكثر مما تحمله من انجازات فعلية.

ويهدف التكتل الجديد لانجاز مشروعات عملية مع الاتحاد الاوروبي واشراك القطاع الخاص في تمويل مشاريع مثل تنظيف البحر المتوسط واستغلال أشعة الشمس الوافرة في شمال افريقيا في توليد الطاقة وكذلك مد طرق برية وبحرية سريعة.

وقالت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي بينيتا فيريرو فالدنر لرويترز “ما نحتاج اليه هو نبض سياسي جديد ونفحة جديدة وديناميكية جديدة.”

وستتشارك فرنسا ومصر في رئاسة التكتل الجديد لعامين لكن التفاصيل كتلك المتعلقة بموقع وسلطات أمانة التكتل لم تحسم بعد كما أن صراعات الشرق الاوسط التي أفسدت التعاون بين الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط من قبل ما زالت تلوح بوضوح في الافق.

ومع هذا سيكون بوسع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن يتباهى بأن كل زعماء الدول المطلة على جنوب البحر المتوسط سيكونوا مُمثلين في القمة باستثناء الزعيم الليبي معمر القذافي بينما لم يشارك سوى زعيم واحد من هذه المنطقة في القمة الاورومتوسطية التي عقدت في برشلونة عام 2005 .

وتفاخر ساركوزي بأول نجاح للقمة يوم السبت عندما استضاف محادثات بين الاسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان اللذين اتفقا على تطبيع العلاقات بين دمشق وبيروت للمرة الاولى منذ الاستقلال عام 1943 .

وقال الاسد الذي طالما اتهمته فرنسا بالتدخل في السياسة اللبنانية انه يمكن القول ان لبنان تحرك من كونه منطقة اضطرابات ومنطقة حرب الى منطقة أكثر سلما يتمتع فيها اللبنانيون وحدهم بحق تقرير مصيرهم.

وكان الزعيم السوري قد قبل اتفاقا توسط فيه أمير قطر في مايو ايار بهدف ابعاد لبنان عن شفا الحرب الاهلية مما مهد السبيل لانتخاب سليمان رئيسا للبنان وتشكيل حكومة وحدة وطنية يوم الجمعة الماضي.

وبدأ الاسد أيضا محادثات سلام غير مباشرة مع اسرائيل عبر وساطة تركية لكنه قال انه لا يتوقع مفاوضات مباشرة خلال الاشهر الستة القادمة أي قبل أن يترك الرئيس الامريكي جورج بوش مقعد الرئاسة مشيرا الى أن الادارة الحالية لا تهتم بقضية السلام في الشرق الاوسط.

وطلب ساركوزي أيضا من الاسد استغلال علاقاته الطيبة مع ايران للمساعدة في انهاء المواجهة الدولية بشأن المطامح النووية الايرانية.

أما ألمانيا وتركيا اللتان أبدتا شكوكا قوية في الصيغة الاصلية التي طرحها ساركوزي لمبادرة الاتحاد من أجل المتوسط فقد أظهرتا أمس السبت تأييدا كاملا للصيغة المعدلة.

وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان ان أنقرة ستلعب دورا بناء كما قبل تأكيدات فرنسا بأن هذه المبادرة لا تهدف لان تكون بديلا عن محاولة تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبي الذي طالما عارضه ساركوزي.

أما المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل التي ضغطت على ساركوزي كي تشمل الشراكة الجديدة كل أعضاء الاتحاد الاوروبي فقد قالت في كلمتها الاسبوعية ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ذات أهمية استراتيجية للاتحاد الاوروبي بجميع أعضائه.

وقالت “نود أن نناقش في المستقبل المشاكل مع دول حوض البحر المتوسط كطرفين متكافئين.”
رويترز [/ALIGN]