زهير السراج

عايرة وأدوها أنفلونزا الطيور


[ALIGN=CENTER]عايرة وأدوها أنفلونزا الطيور !![/ALIGN] * أول تصريح صحفى لزميل الدراسة فى كلية الطب البيطرى بجامعة الخرطوم ووالي ولاية الخرطوم الجديد الدكتور عبدالرحمن الخضر كان عن (الثورة) التى سيقودها لتوفير ماء الشرب في بحر شهرين إثنين فقط في الولاية، فأشفقت عليه لمعرفتي بصعوبة المهمة وذلك من خلال عمل صحفي ضخم شارك فيه عدد من الزملاء، واتصال شبه يومي استمر وقتاً طويلا بهيئة مياه المدن عندما كنت أعمل بصحيفة (الايام) الغراء تحت قيادة أستاذ الاجيال محجوب محمد صالح فى بداية العقد الأول من (الألفية)، وتيسر لي ولزملائي معرفة الكثير من المعلومات والأسرار عن مياه الخرطوم جعلتني أستيقن أن حل مشكلة مياه الخرطوم بشكل جذري يحتاج الى عمل دؤوب وجاد وأموال ضخمة (موش أي كلام) !!

* واذكر أن أحد الاخوة الخبراء في (مجال المياه) أرسل لي بعد أن قرأ تصريحات الوالي رسالة طويلة يسخر فيها من حديث الرجل، إلا أنني آثرت عدم نشرها إحتراماً ووفاءً لحق الزمالة خاصة أننا عملنا فى الجمعية البيطرية للطلاب التى دخلتها مرشحاً من الجبهة الديمقراطية ودخلها هو قبل ذلك مرشحاً من الاتجاه الاسلامى، وكان ولايزال بيننا كل الود والاحترام برغم ما كان بيننا من سجالات فكرية وسياسية حامية الوطيس!!

* وهاهى (الثورة) التى وعد بها الاخ عبد الرحمن تتحقق، فالماء إختفى من العديد من أحياء أمدرمان منذ أكثر من أسبوعين بسبب صيانة في محطة المقرن لم تكتمل في وقتها المحدد لها بـ(يوم واحد) كما وعدت هيئة المياه في بيان صحفي، وتجاوزت الاسبوعين حتى هذه اللحظة ولا يدري أحد الى متى ستستمر، والى متى ستستمر ثورة المواطنين الذين ( فاض) بهم العطش فخرجوا يعبرون عنه في مسيرات إحتجاجية الى مكاتب الهيئة بمحليات أمدرمان المختلفة !!

* حسب زميلنا الصحفى المجتهد (طارق عثمان) الذى جاب أحياء أمدرمان الغربية فى المهندسين وأبوسعد والفتيحاب والصالحة، فإن سعر برميل الماء تجاوز إثني عشر ألف جنيه، وأن البعض يشرب (كدرا وطيناً) تعبيرا عن عدم صلاحية الماء الذي يشترونه بهذا الثمن الغالي، والبعض يقف في صفوف طويلة من أجل جرعة ماء والبعض يتيمم للصلاة، والبعض يحمل الباقات والجرادل يجوب الشوارع والحارات بحثا عن الماء، والبعض في حالة ثورة في إنتظار ثورة الوالي وانتهاء الصيانة في محطة المقرن!!

* لا أدرى لماذا (تتشطر) هيئة المياه وتزعم أنها ستنتهي من الصيانة في يوم واحد قبل أن تتحرى حجم العمل مقارنة بحجم قدراتها؟ ليس ذلك فقط بل تصدر البيانات وتعد المواطنين بذلك، ثم تضيع وعودها في (شربة ماء) إستحال عليها توفيرها لزبائنها الذين تشهر فى رؤوسهم (إنفلونزا الطيور) وهو إسم الدلع لعداد الدفع المقدم للمياه كما يسميه الناس، وتذكرنا بالمثل الشعبي المعروف.. (عايرة وأدوها سوط)، بينما تذكرنا (ثورة) صديقنا الوالي بمثل آخر(أقرع ونزهى)، أما العطش الذي نعاني منه فليس هناك أبلغ من بيت الشعر العربى المعروف للتعبير عنه:

كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ ** والماء فوق ظهورها محمول

علماً بأننا نعيش على ضفاف أطول أنهار العالم، وليس في صحراء جرداء كالتي تموت فيها العيس من الظمأ وهي تحمل الماء على ظهورها فسخر منها الشاعر بهذا الشعر الجميل!!

مناظير
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،29يوليو، 2009


تعليق واحد

  1. الدكتور زهير .. سلام وتحية

    ياخي عاصمة ما فيها صرف صحي ولا مجاري حقيقية لتصريف المياه من الشوارع ولا انسيابية في الارض بين المنازل والشوارع المسفلتة !!!! كهربتها تقطع لابسط الاسباب وفي كل الفصول !! ومويتها قاطعة في عز الخريف ، والنيل جاري حوليها بسخرية واضحة لدرجة انه عندما يغضب منها ومن اهمالها له وعدم استفادتها منه يهيج ويرتفع ويهددها ويغرق كل ما يستطيع فيها وحولها شمالا وجنوبا !1 مش ليهو حق بالله !! صدقني الشغلة ما فلوس ولا تمويل … الشغلة ادارة واولويات وانسان اولا واخيرا !!!! طيب كيف حال الناس مما ذكر في الولايات والاقاليم خارج عاصمة الثقافة العربية التي بها كل سفارات الدنيا وقيادة البلد وكبرى الشركات والمنظمات العالمية ووووو الخ… اللهم لاتسلط علينا من لايخافك ولا يرحمنا .. امين