صلاح الدين عووضة

(جكة) و(جنقا) !!


[JUSTIFY]
(جكة) و(جنقا) !!

*والمفردة الأولى – في عنواننا أعلاه – سودانية شعبية تعني حث الخطى نحو هدف ما..
*والثانية نوبية تعني – من بين ما تعني – السابق أو المميز أو الأول ..
*وحكاية قديمة في بلدتنا تُروى عن أولاد (حلتين) حدث بينهما خلاف فضربوا موعداً لحسمه (يدوياً!)..
*وجلس كبار (حلتنا) في انتظار ما تسفر عنه المعركة المرتقبة وهم يمنون النفس بانتصار أولادهم..
*وبعد فترة أبصروا غباراً يقبل نحوهم حتى إذا ما اقترب انقشع عن صبيانهم (يجكون) وأطراف (عراريقهم) بين أسنانهم..
*فما كان من الكبار هؤلاء إلا أن صاحوا ساخرين بصوت واحد (إيييه ، جنقاااا)..
*والآن وزير إعلامنا يطالب بـ(جكة) من وزارة المالية تعين فضائياته وإذاعاته على أن تكون (جنقا!)..
*قال إن أجهزة الإعلام الرسمي عاجزة عن مجاراة وسائل التواصل الخاصة بالمعارضة جراء (ضعف الميزانيات!)..
*وأضاف أن المعارضين يلتقطون عيوب الحكومة الصغيرة و(يدقوا بيها الطار!)..
*(في ذمتك) يا بلال: هل التجاوزات المليارية – والتي دفعتك إلى (دق الطار) عند إيقاف (الصيحة) بسببها – هي عيوب صغيرة ؟!..
*(طيب) كيف تكون الكبيرة في نظرك ؟!…..
*فما حدث في مكتب والي الخرطوم وحده – من فضائح – لا تستطيع الـ(سي إن إن) نفسها الدفاع عنه دعك من تلفزيون (ألو مرحبا!)..
*ثم ها هو الوالي يمارس مهامه- وكأن شيئاً لم يكن- في وقت يستقيل فيه نظراؤه بسبب انحراف قطار عن مساره..
*فالمسألة ليست مسألة ميزانيات – يا سيادتك – ولو (جكت!) نحوك خزائن البلاد كلها ومعها جمال الوالي ..
*فوزارة إعلام تترك انطباعاً في أذهان الناس بأنها (تداري) على الفساد خير نجاح لها هو أن (تصمت !)..
*وأبلغ دليل على صحة كلامنا هذا هو اعتراف أحمد بلال نفسه بقوة تأثير المواقع الإلكترونية (غير المدجنة!)..
*والهدية التي نتفضل بها على بلال – إن كان فيها بعض عزاء له – هي أن المواقع المذكورة تستمد قوتها من ضعف آلته الإعلامية..
*يعني هي ليست قوية في حد ذاتها وإنما تبدو كذلك قياساً إلى تلفزيونات وإذاعات (حابي أهدي!)..
*هي شيء أشبه بالقوة المتخيلة في الإنقاذ بمقارنة بالضعف المُخجل الذي عليه المعارضة ..
*ويكفي أجهزتك ضعفاً – يا بلال – أن السودانيين (يجكون!) نحو وسائل إعلام أجنبية ليقفوا على (حقيقة) بعض ما يقع من أحداث في بلادنا..
*وكمثال على ذلك ضربة مصنع اليرموك التي علم الناس خبرها من (الخارج) حين كان تلفزيونك الرسمي مشغولاً بـ(الغناء!)..
*وعندما كف عن (الهشك بشك) – أخيراً – قال إن ما حدث كان عبارة عن انفجار (ماكينة لحام!)..
*فـ(الصدقية) – وليست (تصديقات) المالية – هي ما تحتاج إليه وسائل إعلامنا التي يهيمن عليها (الوطني)..
*أي أن تكون صادقة مع الله وذاتها والناس فلا تكذب أو تُجمل (عيوب) الحكومة..
*فهل تستطيع أجهزتك أن تكون كذلك يا سيادة وزير الإعلام ؟!..
*لا أظن ؛ بل وأجزم بذلك من واقع حادثة واحدة – معينة – ما زالت عالقة بالأذهان..
*واقعة بطلها الشخص المسؤول عن أجهزة (الدعاية) هذه نفسه..
*فعندما أُوقفت (الصيحة) جاء أحمد بلال (جاكي!) مسرعاً ..
*لم (يجك) ليدافع عن صحيفة تقع في دائرة اختصاصه….
*وإنما لُيثبت أنه (ملكي أكثر من الملك !)..
*ثم يُقال له (جنقاااا !!!).
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة